عبابنة لـ “البوصلة”: هكذا نرتقي بسياحتنا الأردنية نحو مزيدٍ من العالمية

عبابنة لـ “البوصلة”: هكذا نرتقي بسياحتنا الأردنية نحو مزيدٍ من العالمية

عمان – رائد صبيح

قال الخبير في القطاع السياحي حسن عبابنة، في تصريحاته لـ “البوصلة“: “إنّ الأردن قطع مسافاتٍ شاسعةٍ في الترويج السياحي للأردن حتى أصبح هدفًا بحد ذاته للمسافر الدولي”، مشددًا في الوقت ذاته على ضرورة تظافر كافة الجهود لتنمية القطاع السياحي نحو مزيدٍ من العالمية، لا سيما وأنّه يرفد الاقتصاد الأردني بما يزيد عن 35%”.

ولفت عبابنة إلى أنّ “هذا الشيء يتطلب مبادرات حكومية على مستوى الدولة تقف بشكلٍ عمليٍ على الارتقاء بالقطاع السياحي وتوليه الاهتمام والدعم اللازمين”، منوهًا في الوقت ذاته إلى أنّ “الملك عبدالله الثاني في بداية 2020، وما قبل أزمة كورونا بفترة وجيزة جدًا فرّغ من وقته قرابة الشهرين لقطاع السياحة وتواجد في قلعة الشوبك ووادي رم والبتراء والعقبة، للفت أنظار المسؤولين وتوجيههم لتقديم كل الدعم اللازم للارتقاء بهذا القطاع الحيوي”.

وأشار إلى أنّ علينا الإدراك التام عند حديثنا عن هذا القطاع أنّ السياحة والسفر بشكلٍ عامٍ أصبحت حاجةً وليس ترفيهاً.

الخبير في قطاع السياحة حسن عبابنة: الخطط الورقية البعيدة عن الواقع لا تحلّ مشاكل القطاع السياحي

وشدد على ضرورة إيلاء التعاون اللازم من قبل القطاع السياحي الأردني بشقيه الحكومي والخاص، عبر الاستعداد التام لتوفير بنية تحتية سليمة وقوية، مطالبًا في الوقت ذاته الدولة بضرورة مراجعة الأنظمة والقوانين الفاعلة لقطاع السياحة بشكل عام والمهن السياحية بشكلٍ خاص، لتصحيح المسارات وتجاوز الأخطاء والعثرات وتحقيق الأهداف المنشودة، من خلال مراعاة الخطط المرنة سهلة التطبيق على أرض الواقع.

ولفت عبابنة ومن وجهة نظره الشخصية إلى أنّ هذا يتطلب شيئًا مهمًا جدًا عبر وجود رقابة فعلية رسمية على القطاع السياحي.

وقال: “أنا بالنسبة لي كشخص أرى أنّ الرقابة يجب أن تكون من خارج الحكومة، كجهات مثل مكافحة الفساد والمؤسسات الأمنية السيادية، ومراقبة الأداء السياحي، لأننا نتحدث عن قطاع يغطي من 30% إلى 40% من الاقتصاد الأردني”.

الخطط العملية هي الهدف

وشدد عبابنة على أنّ الخطط التي يتحدث عنها المسؤولون في قطاع السياحة في غالبها “خطط ورقية”، لا تحقق المأمول منها في الجذب السياحي الحقيقي للأردن، وفي الغالب تكون غير قابلة للتطبيق على ارض الواقع.

ولفت الخبير في القطاع السياحي إلى أنّنا سنجد مسافةً شاسعة بين القطاع السياحي الأردني في العام 2005 على سبيل المثال والعام 2022، وكيف تحول الأردن لوجهة سياحية يقصدها المسافر العالمي.

وقال عبابنة: أعتقد أنّ كثيرًا من المسافرين من إيطاليا وفرنسا والدول الأوروبية طموحهم أن يصلوا إلى الأردن ويتمتعوا بالسياحة فيها.

“أقول بكل أمانة أننا في قطاع السياحة تخطينا مسافات ممتازة جدًا في تسويق الأردن على المستوى العالمي سياحيًا”، على حد تعبيره.

وأكد عبابنة أنّ “الفضل لا يعود لوزارة السياحة فقط ولكن لكل القطاع السياحي العام والخاص”، معبرًا عن أنّ أداء عمل هيئة تنشيط السياحة جيدٌ ومرضي، “ولكنّنا ما زلنا نطمح دائمًا نحو الأفضل” على حد و صفه.

وعبر عن أسفه من أنّ التنسيق بين القطاعين العام والخاص فيما يتعلق بالسياحة جيد لكنّه ما زال دون المأمول، فضلاً عن أنّ الجهات الحكومية تتعاعطى في اغلب الأحيان بـ “انتقائية مزعجة” عند تعاملها مع القطاع الخاص.

وشدد عبابنة في نهاية حديثه لـ “البوصلة” مرة أخرى على “ضرورة تشديد الرقابة على الجهات العاملة في القطاع السياحي لما لها من أثر حقيقي في القضاء على كافة السلوكيات السلبية”.

3 ملايين زائر للأردن منذ مطلع العام

واحتفل العالم والأردن، الثلاثاء، بيوم السياحة العالمي، الذي يصادف 27 أيلول/سبتمبر من كل عام، تزامنا مع ارتفاع أعداد السياح القادمين للمملكة لأكثر من 3 ملايين زائر.

وأشارت أحدث البيانات الصادرة عن البنك المركزي إلى ارتفاع الدخل السياحي خلال شهر آب/ أغسطس الماضي، مقارنة بالشهر المقابل من العام الماضي بمقدار 263.4 مليون دينار أو ما نسبته 82.4% ليبلغ 583.1 مليون دينار (822.4 مليون دولار)، بحسب “المملكة”.

وجاء ذلك نتيجة ارتفاع عدد السياح القادمين إلى المملكة خلال الشهر ذاته بقرابة 331.6 ألف سائح مقارنة بالشهر ذاته من العام الماضي ليصل إلى 715.5 ألف سائح.

وخلال الثمانية شهور الأولى من عام 2022، حقق الدخل السياحي ارتفاعاً بقيمة 1,596.5 مليون دينار أو ما نسبته 161.6% ليصل إلى 2,584.4 مليون دينار (3,645.1 مليون دولار) مقارنة مع الفترة المقابلة من عام 2021.

“السياحة” تحتفل بيومها العالمي

واحتفلت وزارة السياحة والآثار، بالتعاون مع مبادرة “همة ولمة”،الثلاثاء، في مدينة مأدبا، بيومي السياحة والنظافة العالميين، بحضور وزيري السياحة والآثار نايف الفايز والشباب محمد النابلسي.

وقال الوزير الفايز، في انطلاقة الإحتفالية من مركز زوار مأدبا، إن الاحتفال بيومي السياحة والنظافة من مادبا مدينة السياحة العربية لعام 2022، يعبر عن إرادة التغيير وتحسين المواقع السياحية، سواء من حيث النظافة والبيئة الصحية الملائمة.

وأضاف رغم الحماس الكبير لجميع الجهات المشاركة في الحملة، فإن الطريق أمامنا ما زال طويلا، مؤكدا أن التغيير يبدأ من أنفسنا، خاصة أنه ما زال هناك مشكلة بالنظافة ولا بد من مواجهتها.

وأشار إلى أن كل الجهات الرسمية والأهلية المشاركة في حملات النظافة مسؤولة، داعيا إلى البناء على هذه الجهود لتكون مأدبا نموذجا للسياحة المحلية والعالمية.

بدورها، بينت مسؤولة مبادرة همة ولمة، لانا حمارنة، أن الحملة تهدف إلى التوعية بضرورة المحافظة على النظافة وعدم رمي النفايات العشوائى ما يلحق أذى كبيرا بوطننا وينقل صورة سلبية عنه، داعية إلى التعاون والتشبيك مع الجهات الحكومية والخاصة لإحداث شراكة حقيقية في المحافظة على النظافة.

واشتملت الاحتفالية على تنفيذ مبادرة همة ولمة التي شاركت فيها مختلف الفعاليات الرسمية والشعبية والقطاع الخاص التي تضمنت فعاليات تركز على إعادة التفكير في السياحة لتكون ركيزة أساسية للتنمية والحفاظ على النظافة.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: