عربيات لـ “البوصلة”: سائقو حافلات الطلاب بحاجة لـ “رخصة سلوك” قبل رخصة القيادة

عربيات لـ “البوصلة”: سائقو حافلات الطلاب بحاجة لـ “رخصة سلوك” قبل رخصة القيادة

عمّان – البوصلة

هل يكون ضربًا من المبالغة أنّ طالب المدرسة والجامعة في الأردن يتعرض لضغوطٍ هائلة وغير مبررة منذ أن يضع قدمه خارج المنزل ليبدأ خطواته المعدودة التي تطول وتقصر بحسب الوجهة التي يقصدها والحافلة التي يمكن أن يستقلها وهو في ذلك ماشيًا أو راكبًا سيّان فربما تكون وجهته الأخيرة ويومه الأخير الذي لا يعود فيه إلى منزله.

المقدمة السابقة ربما تجد لها تبريرًا مع المشاهد المؤلمة والصادمة التي راح ضحيتها ثلاثة من شهداء العلم وعشرات الجرحى بعد أن انزلقت مركبة جامعية لتكسر قلوب الأردنيين جميعًا وتكلمهم بمصابٍ جلل، لكنّه ليس الحادث الأول ولن يكون الأخير إن لم تتدخل عناية الله تعالى وتفرض دولة القانون ضبطًا لإيقاع مركباتٍ قد تكون غير مرخصة أحيانًا، وقد يقودها أشخاصٌ بلا كفاءة، وقد وقد، أو تدهس أبناءنا الذين يرتادون الشوارع بالآلاف صباحًا ومساءً نحو مدارسهم وجامعاتهم.

كل هذه المخاوف تضعها الخبيرة والمستشارة التربوية بشرى عربيات على “طاولة المسؤولين”، في تصريحاتها لـ “البوصلة” معبرة عن خوفها الشديد من “سلوكيات سائقي بعض باصات النقل العام والخاص التي تقل أبناءنا لمدارسهم وجامعاتهم وتثير قلقنا دائمًا”.

وتلفت عربيات بالقول: قد يقولُ البعض ما علاقة التربية والتعليم بهذا الموضوع؟ والجواب هو أن الممارسات السلوكية عبارة عن تربية قبل التعليم، لذلك سوف نشير إلى حافلات النقل الخاص لبعض المدارس والجامعات الخاصة وغيرها من الحافلات العمومية التي تنقل الطلاب والتي لا تلتزم بقوانين المرور، ولا تراعي أنها تحملُ أطفالاً وطلبة، حملت المدارس أمانة المسؤولية حين تمَّ تسجيلهم، ليس مجَّاناً! بل إنَّ أولياء أمورهم يبذلون الغالي والنَّفيس من أجل أبنائهم.

المستشارة بشرى عربيات: “ولن أشير إلى حافلات النقل العام والتي يعجزُ الوصف عن تقدير مدى خطورتهم على الطرقات

وتحذّر من أنّ الحوادث المرورية التي تتعرَّضُ لها هذه الحافلات، أكبرُ دليلٍ على سوء إستخدام الطريق، وعلى عدم الإلتزام، بل إنها تدلُّ على مستوى عالٍ من الإستهتار بأرواح هؤلاء الطلبة، لذلك أرى أن رخصة القيادة لا تكفي، بل يجب أن يتعرض جميع السائقين – بلا استثناء – لفحوصات سلوكية قبل ترخيصهم، وتحديداً من يحمل معه طلبة من جميع الفئات العمرية!

وتتابع بالقول: أضف إلى ذلك من أعطى نفسه ترخيصاً لنقل طلبة مدارس حكومية في باص لا يرتقي لحمل البشر، فتراهم متكدِّسين داخل تلك المركبات، مقابل مبالغ مادية لا ترقى لحفظهم على الطرقات.

وتقول عربيات: على الصَّعيدِ الآخر، ما نراه يومياً على الطرقات وفي الشوارع الرئيسية من مواهب متعددة لدى كثيرٍ من سائقي مركباتهم الخاصة، إذ لم يكتفي هؤلاء باستخدام الهاتف الخلوي لإجراء مكالمات! بل تراهم يكتبون رسائل وهم في وسط الشارع، وبالتأكيد فإن تركيزهم على القيادة وما يحدث حولهم يتراجع بشكلٍ واضح، الأمرُ الذي يتسبب في حوادث مرورية أو عرقلة السير، ريثما ينتهي حضرته أو حضرتها من التواصل عبر الرسائل.

وتستدرك بالقول: ولا يجب أن نغفل عن سائقي سيارات ودرَّاجات التوصيل سواءً للطعام أو غيره، هذه الفئة مثيرة للقلق والجدل معاً، لأن لديهم قوانينهم الخاصة والشخصية من عدم إحترام للطريق، وعدم إحترام لقواعد المرور، تعرفهم من بعيد عن طريق ” القبعات ” الملونة التي هي جزء من الزيّ الخاص بهم، ومنهم من تعرفهم من أسماء شركات التوصيل على السيارة أو الدراجة التي يقودوها!!  فكم من حادث مروري حصل على الطريق نتيجة إستهتار بعضهم !! والسؤال الأبرز، كيف يتم اختيار هؤلاء؟

“ولن أشير إلى حافلات النقل العام والتي يعجزُ الوصف عن تقدير مدى خطورة إستهتار الكثير منهم على الطرقات!”، على حد تعبير الخبيرة التربوية.

وتخلص عربيات إلى القول: نختصر الكلام ما بين النقل الخاص والعام، لنؤكد على أهمية الحصول على رخصة سلوكية، إضافةً إلى رخصة القيادة، ومن تتكرر مخالفاته، يجب سحب رخصة القيادة منه، فشوارعنا مزدحمة، ليس فقط بالسيارات، بل إنها مزدحمة بكثير ممن يسيء استخدام الطريق، ولا بدّ من تضافر الجهود جميعاً للتخلُّص من هذه السلوكيات السلبية!

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: