عربيات: هكذا أضرّ “هاجس التوجيهي” بباقي المراحل التعليمية

عربيات: هكذا أضرّ “هاجس التوجيهي” بباقي المراحل التعليمية

أكدت أنّ عدوى “الإبن الأكبر أو البنت الكبرى” توجيهي وتأثيراتها أصابت الأسر الأردنية والمجتمع بأكمله

عمّان – البوصلة

أكدت المستشارة التربوية بشرى عربيات في تصريحاتها لـ”البوصلة” أنّ عدوى “هاجس التوجيهي” التي اجتاحت بيوت الأردنيين والمؤسسات التعليمية بأكملها أثرت بشكلٍ سلبيٍ على باقي المراحل التعليمية والاهتمام بها سواءً من جانب الأسر نفسها أو من المعلمين في المدارس الذين توجهت اهتماماتهم وتركيزهم فقط على “الإبن الأكبر أو البنت الكبرى” في مرحلة التوجيهي.

وسلطت عربيات الضوء على ما وصفته بـ “حالة الطوارئ” التي تعلن في البيوت، في حالة وجود أحد الأبناء في المرحلة الثانوية، وتحديداً “التوجيهي”، لافتة إلى أنّ هذه الحالة تؤثرُ سلباً بالتأكيد على بقية أفراد العائلة، بحيث تُمنع الزيارات، والأصوات العالية، وغيرها من أنشطة الحياة الطبيعية، والسبب هو أن الإبن – أو البنت – الأكبر توجيهي.

سلوكٌ خاطئ

واستدركت بالقول: “بينما يغفل أولياء الأمور عن الوضع الدراسي  لبقية الأبناء والبنات، وهذا بالتأكيد تصرفٌ غير صحيح، فمن يكون في مرحلة التأسيس اليوم، سوف يصبح غداً في مرحلة التوجيهي، فهل يُعقل أن نبني الطابق الثاني عشر دون تأسيس؟ بالتأكيد لا، لأن ذلك يُعرِّضُ المبنى للسقوط والإنهيار، ولا يكون بناء صالحًا للسَّكَن”.

بشرى عربيات: لدينا أبناء وطلبة من كافة المراحل الدراسية وينبغي أن نحققَ العدالة بينهم

وقالت عربيات: “للأسف هذا ما يحدث في المجتمع بأكمله، بدءاً من الأسرة، مروراً بالمدارس الحكومية والخاصة، وانتهاءً بالعائلة الأكبر المسؤولة عن التربية والتعليم، سواء مديريات التربية والتعليم وقسم الإشراف التربوي، أو وزارة التربية والتعليم، حيث أصبح التوجيهي هاجساً للجميع، وكأننا مسؤولون فقط عن الابن الأكبر”.

انتقال العدوى

وشددت على أنّ انتقال عدوى هاجس التوجيهي، والاهتمام فقط بتدريس الصف الثاني عشر في المدارس الحكومية والخاصة، أمرٌ يثيرُ القلق والجدل معاً، فهل يُعقل تأسيس الطلبة في سنة واحدة ليتمكنوا من العمليات الحسابية، وفهم كثير من المفاهيم العلمية، وحفظ كمية من معلومات المواد الأدبية، دون الإهتمام بتأسيسهم في المراحل الأساسية الدنيا والعليا؟

وتساءلت الخبيرة التربوية: كيف يرضى على نفسه أستاذ يعمل على تدريس عدة مراحل – من التاسع الأساسي للثاني عشر مثلاً -، كيف يرضى أن يختزل مواد ثلاثة صفوف ليعطي فقط وحدة واحدة، أو درسًا واحدًا طيلة فصل دراسي كامل ويتذرَّع بأنه مشغول مع التوجيهي، إن هذا وصفٌ دقيقٌ ذكرته يوماً في مقالٍ لي وهو “التطفيف في التعليم”، فويلٌ للمطففين.

إقرأ أيضًا: خبيرة تربوية تحذر من فئةٍ شديدة الخطورة على المجتمع

تقصير الإشراف التربوي

وتابعت عربيات حديثها بالقول: “تُرى أين هو قسم الإشراف الذي يتوجب عليه متابعة ما يحدث في المدارس الحكومية والخاصة؟ للأسف أن ما نسمعه عن زيارات المشرفين التربويين، دون تعميم بالتأكيد، هي فقط زيارات لمعلمي التوجيهي، وأتحدث عن تجربة شخصية طيلة خمسة عشر عاماً، زارني مشرف الفيزياء مرتين فقط لحضور حصة توجيهي، علماً بأنني درَّستُ الفيزياء في بعض المدارس لمراحل مختلفة”.

وأشارت إلى “أنّ الوضع يزداد سوءاً في كثير من مدارس القطاع الخاص التي لا يزورها مشرف أصلاً، بحجة أن لديهم في المدرسة قسم إشراف، ولكن أتعرفون ما هذا القسم؟ إنه يتكون من أستاذ التوجيهي لمادة معينة فقط، هذا الأستاذ أو المعلمة يشرف على نفسه، وعلى زملائه، وتعمُّ الفوضى، والخاسر الوحيد هو الطالب، فويلٌ للمطففين، لأنَّ هذه المدارس تتقاضى مبالغ مالية مقابل تقديم خدمة تعليم وتربية، لكن في حقيقة الأمر أن تكون النتيجة لا تربية ولا تعليم”.

إقرأ أيضًا: خبيرة تربوية تناقش الآثار السلبية لـ “التوجيهي المحوسب” وتقدم نصائح

ومن جانبٍ آخر، وبالنسبة للعائلة الكبرى الممتدة في العاصمة والمحافظات، نوهت عربيات بالقول: “أننا لم نسمع عنها أو منها أخباراً تتعلق بالمراحل الأساسية تتناسب طردياً  في الأهمية عن ما نسمعه عن مرحلة التوجيهي، حتى أنني صرتُ أخشى أن يفقدَ التوجيهي بريقه، ومصداقيته، فالتعليم كما أقول دوماً، ليس فقط توجيهي”.

وختمت حديثها بالقول: “التوجيهي والإبن الأكبر، عنوان لم يقتصر على عائلة دون أخرى، ولا على مدرسة دون أخرى، بل انتقلت العدوى إلى المجتمع بأكمله، سواءً للمؤسسات التعليمية أو الإعلامية، نعم، المؤسسات الإعلامية التي ينبغي أن يكون لها تقارير شهرية على الأقل حول منظومة التعليم لكافة المراحل الدراسية، لكن ما نشهده على أرض الواقع مجرد أخبار ولقاءات تتعلق بالتوجيهي فقط! لذلك أقول أن لدينا أبناء وطلبة من كافة المراحل الدراسية، وينبغي أن نحققَ العدالة بينهم”.

إقرأ أيضًا: عربيات: التعليم ليس “توجيهي” فقط وحان وقت الالتفات للمراحل الأساسية

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: