عربيات: هكذا نترك بصمةً إيجابيةً بشخصيات أبنائنا الطلبة في جميع المراحل

عربيات: هكذا نترك بصمةً إيجابيةً بشخصيات أبنائنا الطلبة في جميع المراحل

عمان – البوصلة

تابعت الخبيرة التربوية بشرى عربيات في تصريحاتها لـ “البوصلة” تسليط الضوء على أركان العملية التربوية والتعليمية وسبل الارتقاء بها، وعلى رأسها “بناء الشخصية الإيجابية” لأبنائنا الطلبة في جميع المراحل ودون التركيز على مرحلة بعينها فقط، وذلك في سبيل الحصول بمخرجات التعليم النهائية على “بصمة إيجابية” تنعكس بشكلٍ راقٍ في بنية الوطن ورفعته وتقدمه.

وقالت عربيات: “نسمعُ ونرى كثيراً من اللقاءات التي تركز على المرحلة الثانوية فقط، في غفلة عن المراحل التأسيسية،  وقد كتبتُ في هذا الموضوع كثيراً، ومستمرة في ذلك، ولكن لا بد لنا من وقفة عند بناء شخصية الطالب في جميع المراحل، بما فيها المرحلة الثانوية، هل يا تُرى يتم بناء شخصية الطلبة على النحو الذي يجعلهم مواطنين صالحين، يكون لهم تأثيراً إيجابياً في المجتمع، مهما كان مجال العمل، وكيف يمكن تحقيق ذلك؟”.

ولفتت إلى انّه “لا بد من وجود برامج للطلبة داخل المدارس وأثناء عطلة الشتاء والصيف، هذه البرامج تعمل على بناء شخصية الطلبة بشكلٍ إيجابي، بعيداً عن الألعاب الإلكترونية والتي تترك آثاراً سلبية على العقل والتركيز وعلى التفاعل المجتمعي لدى الطالب وبعيداً عن كرة القدم التي لا تبني فكراً ولا ثقافة ولا شخصية بل إنها تعمل على ترسيخ فكرة اللهاث خلف كرة أرضية”.

واستدركت بالقول: “إذ من المستحيل أن يصبح جميع الناس من مختلف الفئات العمرية لاعبين مشهورين أثرياء، كما يعتقد أبناؤنا الطلبة، وبالتالي يكونوا قد أضاعوا جهداً كبيراً دون تحقيق الفائدة المرجوَّة من وجودهم في هذه الحياة على أقل تقدير”.

المستشارة التربوية بشرى عربيات: أيها الشباب ليكن لكم بصمة إيجابية في بناء الوطن و ليكن شعاركم “بادر، ثابر، فأنت قادر”

ما هو هدف الطالب؟

وتابعت عربيات حديثها بالقول: “لو أجرينا دراسة حول ما الذي يهدف إليه الطلبة في المدارس، بحيث يشارك فيها طلبة من مختلف الأعمار، لوجدنا سطحية في التفكير، حيرة وترددًا في الجواب، ناهيك عن الصمت الذي قد يعتري كثيراً منهم، والسبب هو عدم وجود وعي أو توعية في رسم الأهداف، وعدم وجود برامج تناسب أعمارهم بحيث تعمل هذه البرامج على بناء شخصية المواطن الذي نريد”.

ولفتت إلى “أنّنا دخلنا المئوية الثانية من عمر الدولة، وقد حقق آباؤنا وأجدادنا الكثير من الطموحات على الرغم من قلة الموارد، لذلك حان الوقت أن يتدرب الطلبة في المدارس على نشاطات كشفية، مجتمعية، وعلى مهارات تنهض بالتفكير، إضافة إلى الخدمة المجتمعية التي تجعل المجتمع متكافل متضامن”.

إقرأ أيضا: خبيرة تربوية تحذر: أجيالٌ مهدَّدةٌ بفقدان الهوية بعد فقدان اللغة

 وأضافت، “ربما يقول قائل كيف؟ والجواب بسيط وموجود منذ سنوات، لكنه بحاجة إلى همم عالية تنهض بأبنائنا الطلبة سواءً في المدارس أو الجامعات، على سبيل المثال النشاط الكشفي الذي لم يعد له صدى في الآونة الأخيرة، كما أن هناك جائزة الحسن للشباب والتي تتضمن عدة مستويات وعدة نشاطات يشارك فيها الطلبة بدءاً من الصف التاسع، من المدارس الحكومية والخاصة، هذه الأنشطة تعمل على بناء شخصية الطالب ليكون مواطناً صالحاً يساهم في بناء وطنه بأسلوبٍ حضاريّ، وتفكيرٍ سويّ”.

ووجهت عربيات رسالة إلى أولياء الأمور وإلى الطلبة، قائلة: “إلى كل ولي أمر أقول، عليكم تشجيع أبنائكم على المشاركة الفاعلة في مثل هذه البرامج حتى تجنو ثماراً طيبة من تربيتكم وتعليمكم لهم”.  

وتابعت: “وأقول للطلبة، عليكم البدء بالمشاركة في هذه الأنشطة التي تساعدكم على المضيّ قُدُماً في هذه الحياة كي تكونوا نموذجاً رائعاً في حب الخير والمساعدة وقوة التحمل، وغيرها من الأمور التي تجعلكم مواطنين فاعلين في هذا المجتمع وأينما كنتم، سوف يكون لكم أثراً طيباً أينما حللتم، وسوف تكون لكم بصمة إيجابية تنشر الخير والإيجابية، وبالتالي ترضون عن أنفسكم أنكم لم تضيعوا العمر هباء، وابتعدوا، ولو قليلاً، عن الأجهزة التي يقال أنها أجهزة ذكية، لكن للأسف كان لها آثاراً سلبية على المجتمع بكافة أطيافه!”.

وختمت رسالتها بالقول: من المعلوم أنَّ الشمس تكون أكثر حرارة وهي في وسط السماء، وكذلك الإنسان يكون أكثر قوة في منتصف العمر، أي في مرحلة الشباب، فلتكن لكم بصمة إيجابية ليكون لها آثارٌ إيجابية، ليس فقط عليكم، بل على الوطن الذي نحبّ، وليكن شعاركم “بادر، ثابر، فأنت قادر”، دمتم ذخراً للوطن.

إقرأ ايضًا: عربيات: ستستمر معاناة المجتمع من آثار “الفاقد التعليمي” ما لم تتم معالجته

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: