علماء يحذرون من الاعتماد الكامل على السدود في تخزين المياه

علماء يحذرون من الاعتماد الكامل على السدود في تخزين المياه

علماء يحذرون من الاعتماد الكامل على السدود في تخزين المياه

يمكن للسدود أن تلعب دورا مهما في تغذية العالم بشكل أكثر استدامة، رغم الاتهامات التي تواجهها السدود من دعاة حماية البيئة بشأن دورها في تغيير النظام البيئي للأنهار، وفقا لنتائج دراسة جديدة نشرت يوم 14 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري في دورية “بروسيدنغز أوف ذا ناشونال أكاديمي أوف ساينس” (Proceedings of the National Academy of Sciences) المعروفة اختصارا بـ”بي إن إيه إس” (PNAS).

في الدراسة الجديدة، حدد فريق بحثي من جامعة ستانفورد (Stanford University) لأول مرة مقدار تخزين المياه المطلوب لتعظيم الاستفادة من المياه في ري المحاصيل دون استنفاد مخزون المياه أو التعدي على الطبيعة، وعدد الأشخاص الذين يمكن لهذا النهج الإسهام في توفير الغذاء لهم. ووجدوا أنه يمكن استخدام الخزانات أمام السدود لتخزين أكثر من 50% من المياه اللازمة للري.

تحليل الدورة الهيدرولوجية الطبيعية

قام الباحثون بتحليل الدورة الهيدرولوجية الطبيعية لمعرفة كمية المياه العذبة في كل من المسطحات المائية السطحية والجوفية التي يتم إنشاؤها وتجديدها من خلال هذه العملية الطبيعية، وكيف تقارن بالاحتياجات المائية للأراضي الزراعية الحالية. ومن خلال تحليلهم، قدروا أن تسخير الإمكانات الكاملة للري بالتخزين يمكن أن يساعد في إنتاج ما يكفي من الغذاء لإطعام حوالي 1.15 مليار شخص حول العالم.

ووجد المؤلفون أيضا أنه إذا تم بناء جميع مواقع السدود المحتملة البالغ عددها 3700 والتي تم تخصيصها لتوليد الطاقة الكهرومائية في جميع أنحاء العالم واستخدامها جزئيا للري، فيمكنهم توفير مخزون كاف من المياه لري المحاصيل لنحو 641 مليون شخص، وفقا للبيان الصحفي الصادر عن الجامعة.

يقول رفائيل شميت المؤلف الرئيسي للدراسة والمهندس الباحث في مشروع رأس المال الطبيعي التابع لجامعة ستانفورد، في تصريح للجزيرة.نت بالبريد الإلكتروني “إذا لم نعد التفكير بعمق في الزراعة، فسيكون للنظم الغذائية المستقبلية تأثير كبير على أنهار العالم، لأن التوسع في إنتاج الغذاء يحتاج إلى الري، والذي يتطلب في كثير من الحالات التخزين. ويمكن توفير التخزين من خلال العديد من الحلول، ولكن الآن الجزء الأكبر منه يأتي من الخزانات أمام السدود”.

pastedGraphic.png

السدود لها تأثير كبير على أنهار العالم وعلى سبل العيش والتنوع البيولوجي الذي تدعمه تلك الأنهار (شترستوك)

حكمة عمرها آلاف السنين

يعتمد البحث على نماذج عددية، إذ قام المؤلفون بشكل أساسي بنمذجة كل نقطة مياه على الكوكب، وتحديد مقدار المياه المستدامة. ثم قاموا أيضا بنمذجة احتياجات المحاصيل الزراعية للمياه. ثم أجروا تحليلا لمجموعات البيانات العالمية للسدود الحالية والمستقبلية، وحسبوا مقدار مساهمتها في تخزين المياه. وبالتالي، تستخدم الدراسة نماذج الحاسوب لتحليل بيانات العالم الحقيقي حول السدود.

وأوضح المؤلف أن أجزاء كبيرة من الأراضي الزراعية في العالم لا تزال تعتمد على الزراعة المطرية. في تلك المناطق، يكون إنتاج الغذاء مقيدا بتوفر المياه. ولفت إلى أن التوسع في الري من شأنه زيادة إنتاج الغذاء. “في العديد من الأماكن لا يزال هناك الكثير من المياه المتاحة التي يمكن استخدامها في الري دون التأثير على الاستخدامات الأخرى. لكن في العديد من الأماكن، قد تحتاج هذه المياه إلى التخزين. نحن بحاجة لتخزين المياه، هذه حكمة عمرها آلاف السنين. اليوم، يتم توفير معظم تخزين المياه للري من خلال السدود الكبيرة.

وفي حين أن السدود لها إمكانات، يحذر المؤلفون من الاعتماد عليها كحل مستدام رئيسي بسبب عواقبها الاجتماعية والبيئية. ففي بعض الظروف، أدت السدود إلى تجزئة الأنهار وتشريد السكان، بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة إنشائها، وينتج عنها مستويات عالية من تبخر المياه من الخزانات، فضلا عن تعديل النظام البيئي. لذلك، يدعو العلماء إلى التفكير في حلول بديلة لتخزين المياه.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: