على خطى بيرقدار… شاب لبناني يوظف علمه بتصميم المُسيّرات

على خطى بيرقدار… شاب لبناني يوظف علمه بتصميم المُسيّرات

البوصلة – مدفوعاً برغبة جامحة في مساعدة بلده التي تعاني أزمات متراكمة، دخل الشاب اللبناني بلال ياغي، عالم تصميم وتطوير المركبات المُسيّرة بعدما اكتشف مهارته الكامنة في هذا المجال، مستلهماً تجربة المهندس التركي سلجوق بيرقدار.

ياغي (26 عاماً) ابن بلدة “بطرماز” النائية شمالي البلاد يدرس في معهد طرابلس للعلوم قسم إلكترومكانيك يحلم بأن يصبح كالمهندس بيرقدار “عبقري المسيّرات” الذي ذاع صيته وبات حديث المنصات الاجتماعية واعتبره كثيرون “مصدر إلهام واهتمام”.

تخرّج ياغي من قسم الفلسفة في الثانوية العامة، لكنه اتجه في المرحلة الأكاديمية نحو دراسة تخصص إلكتروميكانيك (تطبيقي)؛ “بسبب حبه للابتكار والتكنولوجيا، كذلك قدرته على تعلم كل ما هو جديد في هذا المجال”.

يقول ياغي الذي يسكن مع ستة من إخوته وأبويه، إن بلدته بعيدة عن مركز المدينة (طرابلس) ولا يوجد جامعات في منطقته وإنما فقط معاهد فنية (تطبيقية)، ومنذ ظهور جائحة كورونا وهو يدرس عبر الإنترنت ويجلس في قريته المحاطة ببساتين الليمون والزيتون.

ويضيف لمراسل الأناضول: “عندما بدأت الحرب بين أذربيجان وأرمينيا في إقليم قره باغ (في سبتمبر/ أيلول 2020) كانت مواقع التواصل الاجتماعي تضج بفيديوهات للمهندس بيرقدار وهو في عمر 17 عاماً خلال محاولته الأولى لابتكار مُسيّرة فزاد اهتمامي وشغفي لأن أعمل مثله”.

** على خطى المهندس بيرقدار

أبرز ما لفت انتباه ياغي، وفق ما يقول، أن بيرقدار بدأ بطائرة صغيرة بسيطة في البداية، ومنذ ذلك الحين أصبح شخصًا مشهوراً ومعروفًا في جميع أنحاء العالم.

ويتابع الشاب: “أنا اليوم أفعل نفس الشيء ولكن المفارقة أنني في لبنان ولا أحد يهتم بي ولا ألقى تشجيعا منذ محاولتي الأولى في تصميم سيارة عصرية تتماشى مع التطورات التكنولوجية الجديدة”.

ويشير ياغي إلى أنه لم يستطع إكمال هذا المشروع (السيارة)؛ بسبب الأزمة الاقتصادية وغلاء الأسعار وارتفاع تكاليفه.

وبعد تأثره العميق بسلجوق بيرقدار دخل الشاب بلال في عالم تصميم المُسيّرات، خاصة الطائرات والمراكب المائية “لأنها أقل تكلفة من السيارة”، وفق قوله.

ويلفت ياغي إلى أنه اشترى طائرة بدون طيار، رخيصة الثمن وصممها على شكل “الطائرة المسيرة بيرقدار التركية”.

** تحديات جمة

يشتكي الشاب اللبناني من عدم وجود فرص وظروف مواتية في بلاده، تساعده على العمل في مجاله.

ويقول إنه لم يستطع الحصول على دعم من السلطات في البلاد يساعده على تطوير طائرات صغيرة بدون طيار، ورغم ذلك يؤكد أنه “لن يستسلم”.

ويضيف: “اشتريت طائرة بدون طيار صغيرة ورخيصة الثمن وحاولت أن أجعلها تبدو مثل طراز طائرات بيرقدار”.

ويوضح أنه عمل على تطوير نموذج قارب مسير صغير واختبره عدة مرات “وكان ناجحاً”.

وتمنى ياغي أن تساعده تركيا في هذا الأمر أو توفر دعماً له بمتابعة الدراسة لإنجاز مشاريعه، وأن يصبح بذلك “بيرقدار لبنان”.

ويؤكد الشاب الطموح رغبته في رؤية المهندس سلجوق بيرقدار وأن يكون تلميذه ويعمل معه في هذا المشروع.

والطائرات بدون طيار التي يهدف إلى تطويرها يمكن استخدامها في مجالات أخرى، بحسب ياغي، مثل الزراعة ومكافحة الحرائق كالتي حدثت صيف العام الماضي في غابات قضاء عكار شمالي البلاد، ووجدت السلطات المحلية صعوبات في السيطرة عليها.

ويلفت الشاب اللبناني إلى قدرته على تطوير طائرات بدون طيار مثل “بيرقدار” واستخدامها في إطفاء الحرائق وأيضا في القطاع الزراعي لري المزروعات.

الاناضول

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: