على طريقة “داعش”.. دعاية غربية لجلب المقاتلين إلى أوكرانيا

على طريقة “داعش”.. دعاية غربية لجلب المقاتلين إلى أوكرانيا

البوصلة – محمد سعد

على غرار سيناريو الانضمام لتنظيم الدولة “داعش”، نشرت صحيفة ديلي ميل البريطانية تقريرا يروج للجندي أمريكي، ترك وظيفته كمقاول لتجديد المنازل في ولاية كونيتيكت للسفر إلى أوكرانيا وحمل السلاح للقتال ضد قوات الاجتياح الروسية.

يقول التقرير ان الجندي جيمس فاسكيز، 47 عامًا ، وصل إلى أوكرانيا في وقت سابق من هذا الشهر، و”هو الآن يقاتل جنبًا إلى جنب مع جيش البلاد ضد القوات الغازية لفلاديمير بوتين – كل ذلك أثناء نشر تحديثات مثيرة للأعصاب على تويتر”.

فاسكيز رقيب سابق في الجيش الأمريكي قاتل في العراق وفي أفغانستان ،هو أب لأربعة أطفال بالغين ، ولديه ولدين وولدين من زوجته” ، نقلت الصحيفة تصريحات زوجته تينا.

“منذ أن استبدل حزام الأدوات الخاص به ببندقية AK-47 وقنابل يدوية ، واجه فاسكويز قتالاً مروعاً في جزء لم يكشف عنه من أوكرانيا ، لكن تينا تقول إنها دعمت قراره بالانضمام إلى القتال منذ البداية”، وقالت: “إنه موجود في حمضه النووي ، وقد اقترب مني ، وجاء إلي بعد العمل ، وقال ،” نحن بحاجة إلى التحدث ، لا يمكنني مشاهدة هذا على التلفزيون ، أحتاج إلى مساعدة هؤلاء الرجال “.

هكذا صور التقرير أسباب تطوع الجندي للقتال في أوكرانيا، هذه التفاصيل تذكر بقصص انضمام المقاتلين لصفوف “داعش”، المصنف في الأردن تنظيما إرهابياً، اغلبها كان بدافع محاربة ظلم وفتك النظام السوري ضد شعبه.

ونشر فاسكيز ، الخميس ، مقطع فيديو يظهر حطام دبابة روسية في مكان مجهول ، بعد إخلاء قرية من الاحتلال الروسي.

“هذه القرية محتلة من قبل روسيا منذ شهر ، أرهبوا الناس وأخذوا طعامهم. دخلنا اليوم وأخرجنا سبع دبابات وعدد لا يحصى من الروس وبالتالي حررنا هؤلاء الأشخاص ” ، كتب فاسكيز على تويتر.

وكان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الأجانب على التوجه إلى السفارات الأوكرانية في جميع أنحاء العالم للانضمام إلى “لواء دولي” من المتطوعين للمساعدة في محاربة القوات الروسية الغازية.

وقال زيلينسكي في بيان: “كل الأجانب الراغبين في الانضمام إلى المقاومة ضد المحتلين الروس، وحماية الأمن العالمي، مرحب بهم من قبل القيادة الأوكرانية، للحضور إلى دولتنا، والانضمام، إلى صفوف قوات الدفاع الإقليمية”.

ونشر الحساب الرسمي للقوات المسلحة الأوكرانية مقطع الفيديو ، وأشاد بعمل الفيلق الدولي للبلاد ، الذي يتكون من متطوعين من دول أخرى ، معظمهم من قدامى المحاربين العسكريين ، الذين تطوعوا للانضمام إلى القتال.

البعض اعتبر ان هناك مبالغة في تصوير “بطولة” المقاتلين المشاركين في الحرب ضد القوات الروسية.

هذا ما كانت السلطات الأمريكية تعتقل مواطنيها لاجله اذا قرروا القتال في سوريا ذد قوات النظام .

في 2017 أوقفت السلطات الأمريكية الشاب “زكريا عابدين” البالغ 18 عامًا في مطار “تشارلستون” الدولي بولاية كارولاينا الجنوبية، لمحاولته مغادرة البلاد والانضمام لتنظيم “داعش”.

وصل فاسكيز إلى أوكرانيا في 14 آذار ، بعد أن طار إلى بولندا وشق طريقه عبر الحدود برا.

قالت “الديلي ميل” في تقريرها انه ليس من المخالف للقانون الأمريكي أن ينخرط المواطنون الأمريكيون في جيوش الدول الأجنبية ، طالما أنهم لا يشاركون في الأعمال العدائية ضد الولايات المتحدة.

وفي تقرير لروسيا اليوم علق خبراء مصريون، على الدعوة لتجنيد الأجانب للقتال في أوكرانيا، معتبرين أنها مخالفة للقانون الدولي واتفاقية جنيف.

قال الباحث في الشؤون الخارجية، الصحفي أحمد رفعت، إن “الهيستريا التي تتعامل بها الدول الغربية ضد روسيا والأزمة مع أوكرانيا تؤكد مدى الخطر الذي تشعر به ورغبتها في بقاء النظام العالمي الحالي كما هو دون وجود أي قوي عظمى أخرى ولذلك تحشد كل قواها لمواجهة روسيا اقتصاديا وإعلاميا والآن عسكريا بالإعلان المتتالي لعدد من الدول الأوروبية إرسال عتاد عسكري بعضه هجوميا في خروج تام عن فن إدارات الصراعات بين القوى الكبرى سلميا كما كان الحال النصف قرن الاخير، وهو ما يعد إعلان حرب صريح من هذه الدول ضد روسيا، التي أعلنت بالفعل أن “نقطة اللاعودة قد اقتربت”.

وأضاف: “الآن نذهب إلى منعطف جديد بالدعوة إلى الاستعانة بمرتزقة للقتال ضد روسيا علي الصيغة السورية وهو ما يعني عدة أشياء أولها عدم قدرة القوات الأوكرانية النظامية علي الصمود أمام الجيش الروسي وثانيها الاستعداد لمعركة طويلة ضد روسيا وثالثها قطع كل خطوط العودة معها”.

ومن جانبها قالت وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تراس، إنها تدعم الأفراد من بريطانيا الذين قد يرغبون في الذهاب إلى أوكرانيا للانضمام إلى قوة دولية للقتال.

وزيرة الخارجية البريطانية

وقالت إن الأمر متروك للناس، “لاتخاذ قرارهم بأنفسهم” وأضافت أنها معركة “من أجل الديمقراطية”.

وقالت “شعب أوكرانيا يقاتل من أجل الحرية والديمقراطية، هذا ما يتحدى الرئيس بوتين”.

مصطفى أمين الباحث المتخصص في شؤون الجماعات المسلحة قال في مداخلة صحفية ان “التدفق للمقاتلين الأجانب سيخلق حالة من الفوضى داخل أوكرانيا حتى بعد انتهاء الحرب فتواجدهم سوف يسبب أزمة كبيرة لأوكرانيا وكذلك للروس.

واضاف أمين،”هذا المشهد العبثي قد يستدعي تدخل عناصر من «اليمين المتطرف المسيحي» الذي يري أن هناك ظلماً وقع على الأوكرانيين وبالتالي يجب توافد عناصر منهم لدعمهم ضد روسيا، في ظل صعود متواصل لأفكار اليمين المتطرف في أوروبا بشكل عام، وفي شرق أوروبا تحديداً”.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: