بموازاة تعميق الاستيطان والتهويد في أراضي الضفة الغربية المحتلة، تتصاعد عملية احتلال وعي الإسرائيليين من خلال ما تعرف بالسياحة التوراتية التي تسعى لصياغة التاريخ والجغرافيا من جديد خدمة للرواية الصهيونية التاريخية.
يتجلى ذلك في تطبيق صهيوني (عمود عنان) يتسع باستمرار، وهو تطبيق للسياحة التوراتية وتجسيد لاستعمار الضفة من خلال روايات عبرية ذات أهداف سياحية.
ومن ضمن الأمثلة على المضامين التضليلية الواردة في التطبيق ما يرتبط بوصف موقع في منطقة البيرة بجوار رام الله:” الفلسطينيون المقيمون في مدينة البيرة ” يسمونه حي الجنان” لكنه وفق المزاعم اليهودية اسم لعين ماء تُدعى “عين جنيم” أخذت اسمها من قرية توراتية قديمة تحمل الاسم نفسه.
وقرية “عين جنيم” مذكورة لدى أوسبيوس، أحد كبار أساقفة قيسارية (القرن الرابع للميلاد)، وهي واحدة من القرى القريبة من بيت إيل التوراتية،.
وترجح هذه المزاعم أنه عندما جاء الفلسطينيون أقاموا على أنقاض البئر منتزهاً فيه ألعاب للأطفال (بالقرب من جامع العين).
وعلى بعد عدة مئات من الأمتار إلى الشرق من هذه العين، تبدأ حدود المنطقة المصنفة “ج” التي بداخلها أقيمت مستوطنات للصهاينة المتدينين، أهمها “بساغوت”، التي تحتوي في داخلها “خربة بيسيا”.
وينوه المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية “مدار” أن الوصف التوراتي لجغرافيا الضفة الغربية موجود في تطبيق الخرائط والملاحة المسمى “عمود عنان”، وهو أحد أهم التطبيقات التفاعلية المستخدمة من قبل المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة لنسج صلات روحانية، قومية وسياحية، مع الجغرافيا الفلسطينية.
وحسب هذا التطبيق الصهيوني فإن هذه الخربة (بيسيا) هي أنقاض لقرية كنعانية قديمة أقيمت عليها لاحقا قرية عبرية إبان فترة الهيكل الأول والهيكل الثاني وصولا إلى العصر البيزنطي.
ويمكن رؤية الخربة الكنعانية وشواهدها العبرية من خلال بقايا المباني وكهوف الدفن.