ياسر الزعاترة
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

عن «فتح» من جديد.. أين الآخرون؟

ياسر الزعاترة
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

نواصل الحديث عن حركة «فتح» أكثر من «حماس» التي اختلفنا معها حين خاضت انتخابات السلطة 2006، وكذلك إثر الحسم العسكري في القطاع رغم مبرراته المعروفة، والسبب أن الضفة الغربية هي عقدة المنشار في مشهد القضية الراهن، ولو اختفى قطاع غزة من على وجه الأرض، فلن يتغير المشهد كثيراً، باستثناء إراحة الغزاة من قاعدة مقاومة عنيدة، تمّ تكريسها بجهود جبارة، وتضحيات كبيرة.

في قطاع غزة، لا وجود لجيش احتلال ولا لمستوطنين، وأي مواجهة تخوضها المقاومة هناك سيكون عنوانها إطلاق الصواريخ، التي يُرَدّ عليها بنيران رهيبة من الجو، تفضي إلى قتل ودمار واسع.

لا يقلل ذلك من أهمية الصواريخ التي تتطور تباعاً، والتي ستفضي إلى كلفة هائلة على مجتمع صهيوني مذعور، ومن دون عمق كبير، ما يجعل من تطويرها -بجانب الطائرات المسيّرة والأنفاق- شكلاً من أشكال الحرب، لأننا إزاء كيان لم يكن يسمح بمثل هذا الوضع في مراحل سابقة، حين كان يمتلك المبادرة والقوة والتماسك، وكانت الحروب تُشن لأجل ما دون ذلك.

الضفة الغربية هي عقدة المنشار كما قلنا، لأكثر من سبب، الأول أنها هي التي تتعرض يومياً للاستيطان والتهويد المسعور، وهي التي تمثل 94 % من الأراضي المحتلة عام 67، وهي التي يتواجد فيها جيش الاحتلال ومستوطنوه، بما يمنح القدرة على استنزافهم، وقبل ذلك وبعده هي التي تتواجد فيها القيادة الفلسطينية، التي يعترف بها العالم أجمع.

سيقول البعض، ولكن، أليست «حماس» والقوى الأخرى موجودة في الضفة أيضاً؟

والإجابة هي نعم، لكنها مقموعة ومحاصرة، وحين تكون «فتح» -وهي الحركة الأقوى في الضفة من كل النواحي (باستثناء الجماهيرية التي تقترب فيها من حماس)- مع التعاون الأمني وضد المقاومة، فإن فرصة تفجير الوضع بانتفاضة شاملة تبدو بالغة الصعوبة.

والسؤال الأهم هنا، هذا الموقف الرافض للمقاومة، والمتعاون مع العدو، والذي يعوّل على الضغط الدولي والتفاوض، هل يعبّر عن ضمير أبناء الحركة؟

الإجابة هي (لا) بكل تأكيد، لا سيما حين نتحدث عن كوادر شبابية ما زالت تملكها الحركة، كما يؤكد ذلك تنافسها الدائم في الجامعات مع كتلة حركة حماس على اقتسام الغالبية من الأصوات، مع نسبة قليلة (في حدود الـ 20 %) للقوى الأخرى.

والسؤال الذي يتبع هو: ما دام موقف عباس ومن حوله لا يعبّر عن موقف «فتح»، فلماذا يستمر الوضع الراهن، وهل من أمل في التغيير؟

يعيدنا جواب هذا السؤال إلى واقع سلطة صُمّمت بطريقة بالغة الذكاء كي تكون تابعة للاحتلال، ولا تسمح لرموزها بالتمرد، فهي مرتبطة بالمحتلين، وكذلك بالمانحين على نحو يصعب الفكاك منه، لكن ذلك ليس كل شيء، إذ إن إمكانية التمرد تبقى قائمة.

المصيبة تكمن هنا في خيارات القيادة التي تمسك الموازنة بيدها، وهي التي يتبعها عشرات الآلاف من الكوادر الذين يعملون في السلطة ومؤسساتها، ويقودهم شخص لا يتسامح مع المعارضة لنهجه، ويمكن أن يعاقب أي أحد من خلال المال والمخصصات.

هل هي وصفة يأس؟

كلا، فالأمل بالأحرار موجود، والأمل قبل ذلك بجماهير الشعب المستقلة، وكوادر الفصائل الأخرى، إلى جانب ما لا يمكن تجاهله ممثلاً في أن عباس لن يعيش إلى الأبد، ووضعه الصحي لا يسمح بالكثير، ما يعني أن أي قادم كبديل عنه، لن يكون قادراً على مواصلة اللعبة بالطريقة ذاتها، وقد يكون للأحرار في «فتح» موقف آخر منه.

أما الأهم، فهو أن يفضي ذلك إلى قدر من الفوضى الإيجابية، التي تسمح بالتمرد على الاحتلال، وإطلاق الانتفاضة الشاملة كخيار وحيد لإحباط «صفقة القرن»، والأهم للعبة تكريسها واقعاً على الأرض من دون توقيع، بل بالخطابة ضدها أيضاً!!

(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts