غضب أردني واسع من استمرار منع الخطباء.. ونخب تحذر الحكومة: “طفح الكيل”

غضب أردني واسع من استمرار منع الخطباء.. ونخب تحذر الحكومة: “طفح الكيل”

عمان – البوصلة

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي والساحة الأردنية خلال الأيام الماضية موجة غضبٍ واسعة من استمرار الحكومة بسياسات تكميم الأفواه والتضييق على المساجد ومنابرها والأحزاب وأنشطتها الدينية، في سلوكٍ يظهر انفصامًا واضحًا واستهدافًا غير بريء لكل ما يتعلق بـ “الشأن الديني” والتضييق عليه، فيما تفتح المسارح والساحات لأنشطة الغناء والترفيه والتجمعات الكبيرة دون إلقاء أي اعتبارٍ لقضية “الإجراءات الصحية” التي يتم توظيفها لمزيد من الضغوط على المساجد.

مراقبون رأوا في منع حفل للمولد النبوي والسماح بالحفلات الغنائية في الوقت ذاته، مع استمرار التصريحات التي تستهدف فرض مزيد من الإجراءات على الصلاة في المساجد بقضية التباعد، وأكثر من ذلك منع المشرفات بوزارة الأوقاف من التعاون مع جمعية المحافظة على القرآن الكريم، وأخيرًا منع الدكتور أحمد المناعي من الخطابة في مساجد إربد بسبب انتقاداته لسياسات الدولة في فتح البلاد للحفلات الهابطة ورفضه لنشر “الفاحشة” بين شباب المسلمين، “أجندات مشبوهة” تستهدف الدين ولا شيء سواه.

د. أحمد الشحروري لـ “الحكومة”: طفح الكيل وسنقول لكم أخطأتم حين تخطئون

وعبّر أستاذ الشريعة الإسلامية في جامعة الزيتونة الأردنية الدكتور أحمد الشحروري بتصريحاته لـ “البوصلة” عن غضبه الشديد إزاء سياسات الحكومة المتحيزة ضد المساجد والمنابر وجمعيات المحافظة على القرآن الكريم، مشددًا على أن الخطل والخطأ أصبح واضحًا جدًا في ممارسات بعض المسؤولين في الحكومة في مرحلة ما بعد الكورونا.

وقال الشحروري: تبعًا لحركة منع الخطباء والوعاظ من الكلام وإبعادهم عن المنابر لأنهم قالوا كلمة الحق، وأنا سمعتهم بعض خطاباتهم فلم أجدهم أمروا بمنكر ولا نهوا عن معروف، ولكنّي وجدتهم ينتقدون المفسدين.

وأضاف، “نحن مثلا ما عدنا نفهم تحميل المدارس والجامعات عبء الزيادة في إصابات كورونا وتبرئة الحفلات الغنائية التي تجمع الثلاثين ألفا أو أكثر أو أقل، هذا أمرٌ متهمٌ غير بريء، وهذا بدأ يشعرنا أنهم يريدون العودة للتعليم عن بعد وأن هذا الأمر يراد ويخطط له بليل وهذا لا يخفى على عاقل أو محلل بسيط ولا تحتل لمحلل استراتيجي”.

واستدرك الشحروري بالقول: “ثم بعد هذه الأخطاء التي ترتكبها الحكومة وبعد هذا التخبط في سياساتها مع الكورونا ومع المواطنين تريد أن تفعل ما تشاء وتظل أفواه الناس مكبلة ومغلقة وهذا لا يصح لهم”.

وخاطب الحكومة بالقول: “إذا أردتم أن لا يعتب عليكم ولا تلاموا ولا تخطأوا وتنتقدوا على المنابر فراجعوا سياساتكم وراجعوا سلوكياتكم وراجعوا تصرفكم في أمر البلد وأمر العامة وأمر المواطنين”.

“لقد طفح الكيل وصار لا بد أن نقول لكم أخطأتم حيث تخطئون ونحن تعودنا أن نمدحكم وأن نشكركم حين تجيدون، ولقد مدحناكم طويلا في بداية كورونا ومدحنا إجراءاتكم طويلا ودافعنا عنكم وأنتم تغلقون المساجد وتحملنا عبئا كثيرًا إزاء ذلك”، على حد تعبير الشحروري.

وتابع: “لكنكم استمرأتم الخطأ بعد ذلك وبنيتم خطأ على خطأ وما زلتم تحمّلون المساجد عبء الكورونا والمدارس والجامعات، وما زلتم تصرون على إشاعة روح الفن  الهابط في البلد”.

ووجه نقدا شديدا للحكومة: “أنتم تعتدون على ثقافتنا وتعتدون على ديننا وعلى موروثنا الحضاري بكل وضوح وكل جرأة وتستخدمون وزارة الأوقاف كثيرًا في محاولات إعاقة مشاريع القرآن الكريم وتكبلون المشرفات والمرشدات وتمنعوهن من أن يساعدن جمعية المحافظة على القرآن الكريم تحت طائلة الحرمان من فتات الدنانير الذي تعطونهن مقابل جهودن في الوزارة”.

وقال: هذه أفعال أصبحت واضحة وطفح الكيل فيها ولا يستطيع عاقلٌ إلا أن يخطئكم فيها ثم أنتم في الجهة المقابلة تريدون تكميم الأفواه، وهذا لا يحق لكم ويجب على كل عاقل أن يدينه ويجب على هذا المسلسل أن ينتهي.

وشدد على أنه يجب على الحكومة أن يكون لها أجندة واضحة بمحاربة الكورونا وفي محاربة الفضيلة إن كانت تريد أن تحارب الفضيلة ولترفع شعار: (أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون)، حتى نتعامل مع الشعارات ومع الواقع بوضوح كما تريدون.

رسالة لوزير الأوقاف

ووجه الشحروري رسالة لوزير الأوقاف قائلا: أخاطب وزير الأوقاف الذي لي معه معرفة سابقة.. أخاطب دينه وانتماءه للأمة أن يقف مع نفسه مليا، وإن مزيدا من التصرفات والإجراءات التي يتخذها بحق دور القرآن والمشرفين على دور القرآن وبحق إغلاق وفتح المساجد.

وقال الشحروري: يا معالي الوزير أنت مفتي كبير وأعجبنا بفتواك وبتحصيلك الشرعي في الفتوى، فلا تسمح لنفسك أن تنجر مع غيرك وليكن لك حكمك الخاص على الأشياء، وليكن دينك والتزامك الشرعي بعيدًا عن أي سياسة أخرى لأنك مسؤول عن هذا والوظيفة لا تدوم، ولكن ما يكتب في السطور وفي الصحائف يدون وينزل معنا في القبور”.

الإعلامي حسام غرايبة: من يمسكون الشأن الديني في الأردن لا يتقون الله

من جانبه عبر الإعلامي حسام غرايبة عن أسفه من أن الذين يتحمّلون مسؤولية الشأن الديني في الأردن كمنظومة “لا يتقون الله”، مضيفًا في برنامجه الصباحي: “تشعر وكأن الشأن الديني ليس لديهم بعد نظر وليس لديهم فهم لما يدور في المجتمع أو يطبقون سياسات ضمن محاربة الإرهاب لإرضاء الأمريكان وغيرهم”.

وأكد غرايبة أن “أسهل أنواع الاتهام أن يكونوا جهلة ولا يريدون أن يتعلموا.. بالله عليكم لو مرت خطبة أحمد المناعي على المصلين فقط في مسجده وتكلم كلام ناري لمن سمح للفجار والذين سن سنة سيئة وإثمه إلى يوم القيامة، ماذا يضر الدولة في هذا الموضوع بينما قرار منعه لم يبقى أحد لم يسمع به في الأردن”.

ووصف القرار بأنه “قرار جاهل لا يستقيم نابع من أناس لا يفكرون إلا بما يملى عليهم من أوامر، أو بما يرضي أسيادهم”.

وأضاف، “أعلم أن هناك توجه لدى الدولة بأن هذا المنبر للأوقاف لتعبر عن الدولة ولا يجوز أن تناقض نفسها وهذا كلام مغلوط ولا يجوز لكم أن تتعاملوا مع الناس بهذه الطريقة”.

وتساءل غرايبة: “هل خطبة أحمد المناعي راح تغير سياسة البلد، وهل خطبته ستثير عواطف الناس ويغيروا حبهم للوطن، أما  آن للحكومة والجهات المسؤولة أن شخص على فيسبوك يمكن أن يقلب مزاج الأردنيين”.

وتابع بالقول: “انا لا أدافع عن أحمد المناعي بل أدافع عن بلدي، ماذا يعني منع خطيب من إبداء رأيه، إلا أن يكون صغار عقل وصغار نفس، وما الذي تريدونه، ولماذا تزيدون المجتمع احتقاناً، حتى من لا يصلي الجمعة سيأتيه الخبر وسيقول بأن الحكومة تكمم الأفواه وتمنع الناس من التعبير عن رأيهم”.

وأضاف، “قرار المنع هل يخدم رواية الدولة وهل جعل الدولة أكثر نضجا وجعل المساجد أكثر أمنا وطمأنينة للناس.. وهل قرار المنع بيض صفحة الدولة أمام الدول الغربية”.

وشدد على أن هناك منهجًا خطيرًا متبعًا في الدولة وهذا المنهج تخصص الدين، يظهر الدولة أمام الأردنيين وكأنها تحارب الدين، رغم أننا لا نؤمن بذلك، ولكن سلوك بعض المسؤولين يعزز هذه النظرة الخاطئة.

واتهم غرايبة “الذي يدير المشهد الديني” في البلد بأنه ليس كفؤا موضحًا أنه يتحدث عن المنظومة التي تمسك بالشأن الديني ولا يتحدث عن وزير أو مفتي أو قاضي أو غيره بل عن المنظومة بمجملها ومن يديرها.

وقال: “لنتق الله في هذا البلد، القضية ليست مسجد أو مسجدين ولا زيد ولا عبيد، هناك تصرفات تهدد السلم المجتمعي الأردني وتصب الزيت على النار، وتوقد الحطب الناشف في الأردن، والله إن الذين يقومون بهذا الفعل لا يخدمون النظام السياسي ولا يخدمون استقرار الأردن”.

وحذر غرايبة من أن تصرفات المسؤولين عن الشأن الديني في الأردن تهدد السلم الأردني، ومن يقومون بهذا الفعل لا يخدمون النظام السياسي ولا استقراره.

وأضاف قائلا: أنا لا أتهم بأجندات بعيدة الغرض ومن مصلحتهم الشعب الأردني أن يبقى ساخطا ومستفزًا لأنهم يحملون موالا برأسهم يديرونه”.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: