ياسر الزعاترة
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

«فتح» أمام سؤال المواجهة المفروضة

ياسر الزعاترة
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

حين واجه ياسر عرفات -رحمه الله- سؤال الحقيقة بعد قمة كامب ديفيد صيف العام 2000، ومن ثم اندلاع انتفاضة الأقصى إثر زيارة المجرم شارون للمسجد الأقصى، لم يتردد عرفات كثيراً في دعم تلك الانتفاضة، ووصل به الحال إلى حد جلب سفينة سلاح من إيران «كارين أيه»، التي ما زال المتهم بجلبها «فؤاد الشوبكي» أسيراً عند الاحتلال رغم بلوغه الثمانين من عمره، وهي الخطوة التي عجّلت بقرار اغتياله «أعني عرفات».

اليوم، يواجه الشعب الفلسطيني مرحلة تبدو أكثر صعوبة وحساسية بكثير من تلك المرحلة، فما طُرح في «صفقة القرن» هو أسوأ مما طُرح في كامب ديفيد 2000.

وإذا كان البعض سيجادل في حيثيات الأمر، بالقول إن ما طُرح في كامب ديفيد لا يبتعد كثيراً عما طُرح في «صفقة القرن»، فلن نجادله كثيراً، إذ لو قبل عرفات بما عُرض عليه، لما وصل إلى نتيجة تختلف عن بنود «صفقة القرن»، لأن من يعرفون سيرة التفاوض مع الغزاة، يدركون أن النصوص شيء والتطبيق شيء آخر.

أياً يكن الأمر، فقد اتخذ عرفات وجهته يومها، وانسجمت معه حركة «فتح»، وخاضت بجانب كل فصائل الشعب الفلسطيني مرحلة نضالية عظيمة، أوجعت الغزاة أمنياً وسياسياً واقتصادياً، ولولا تردي الوضع العربي حينها -هو أسوأ الآن- لما كان للعرب أن يردّوا حينها على اجتياح شارون للضفة الغربية 2002، بما يُسمى المبادرة العربية، والتي جرى تعديلها لاحقاً بإعلان القبول بفكرة تبادل الأراضي، رغم أن الصهاينة لم يقبلوا المبادرة، بل لم يعبّروها!!

لم يكن فشل انتفاضة الأقصى ناتجاً عن عبثية الكفاح المسلح -كما سيستنتج عباس لاحقاً، كتبرير لمضيه في اتجاه آخر- بل كان ناتجاً عن مراوحة عرفات نفسه بين التفاوض وبين المقاومة، من دون حسم الموقف بشعار واضح عنوانه دحر الاحتلال دون قيد أو شرط عن الأراضي المحتلة عام 1967، وقد ساهم وجود عباس ودحلان وتبنيهما الخيار الآخر في تشجيع الصهاينة على اغتياله «أي عرفات».

اليوم، ينهض سؤال المواجهة الجديدة، إذ ثبت أن كل مشروع عباس قد انتهى إلى فشل ذريع، إن كان بشعار «المقاومة الشعبية» التي لم يترجمها حقيقة على الأرض، أم بالتعويل على الضغط الدولي والتفاوض، ولولا الانقسام الفلسطيني بعد الحسم العسكري في قطاع غزة 2007، والذي جعل مواجهة «حماس» أولوية قبل مواجهة الاحتلال، لانتهى مشروع عباس برمته، ولما قبل الشعب الفلسطيني باستمراره كل هذه السنوات.

الآن، وفيما يواجه الشعب الفلسطيني مؤامرة مفضوحة لتصفية قضيته، يعيش عباس -الذي سيطر على منظمة التحرير و»فتح» والسلطة معاً- مرحلته الأخيرة، ولم يعُد سراً أن وضعه الصحي ليس على ما يرام، ما يعني أن سؤال الخلفية بات مطروحاً بقوة.

هنا ستجد «فتح» نفسها أمام السؤال الكبير ممثلاً فيمن سيخلف عباس، إن كان كشخص، أم كنهج بعد ثبوت فشل النهج القديم، وهل بدائله المطروحة قادرة على تبني نهج جديد بعد 16 عاماً من تثبيت أركان السلطة التابعة للاحتلال، وعمليات إعادة تشكيل الوعي، وفي ظل أجهزة أمنية تختلف على نحو كبير عن تلك التي كانت أيام عرفات، والتي قدم عناصرها جحافل من الشهداء والأسرى، خلال انتفاضة الأقصى، بجانب كوادر الحركة ذاتها.

سؤال هو الأكبر والأكثر حساسية -حتى لو بقي عباس سنوات أخرى تطول أو تقصر- ليس للحركة ذاتها وحسب، بل للشعب الفلسطيني برمته، ذلك أن انتفاضة شاملة بدون «فتح» تبدو صعبة، وهي أصعب بكثير في حال قررت الحركة المضي في منح الشرعية لبرنامج العبث التقليدي الذي سارت عليه بعد عرفات، وحتى الآن.

أما إذا استعادت الحركة ذاتها كحركة تحرير، فإن الموقف سيكون مختلفاً، وسيكون بالإمكان التوحد مع «حماس» وجميع الفصائل، في سياق انتفاضة شاملة ترفع شعاراً حاسماً عنوانه دحر الاحتلال عن أراضي 1967 دون قيد أو شرط، «أي بدون اعتراف للعدو بأي شيء يقيّد يدي الشعب الفلسطيني عن تحرير أرضه كاملة».

على «حماس» بالطبع أن تصبّ جهداً أكبر في الضفة، والكفّ عن حشر مشروعها في غزة وحدها، لأن ضرب الاحتلال في الضفة بحرب العصابات هو الأفضل تبعاً لوجود الجيش والمستوطنين، خلافاً للحال في غزة.

إذا لم تفعل «فتح» ذلك، فسيتمرد الشعب عليها، وستكون خسارتها هذه المرة كبيرة، لأن التراث الثوري القديم صار بعيداً، وسيكون التغني به ضرباً من العبث.

(العرب القطرية)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts