فلسطينيون يتحدون هدم الاحتلال لمدرستهم بخيمة تعليمية

فلسطينيون يتحدون هدم الاحتلال لمدرستهم بخيمة تعليمية

يتلقى 12طالبا فلسطينيا تعليمهم المدرسي في خيمة، وسط ظروف صعبة بعد أن هدمت السلطات الإسرائيلية مدرستهم جنوبي الضفة الغربية، بدعوى البناء دون ترخيص.

وقع الحدث المفزع بالنسبة للتلاميذ الصغار، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، حينما بدأت الآليات الإسرائيلية في إزالة مدرسة إصفي جنوبي الخليل، ومصادرة محتوياتها من كراسي ومكاتب وحتى الأقلام، بدعوى البناء دون ترخيص.

ويُحظر على الفلسطينيين إجراء أي تغيير أو بناء في المنطقة “ج” دون تصريح رسمي يعد من المستحيل الحصول عليه من إسرائيل، وفق منظمات محلية ودولية.

وصنفت اتفاقية “أوسلو 2” لعام 1995 أراضي الضفة ثلاث مناطق: “أ” تخضع لسيطرة فلسطينية كاملة، و”ب” تخضع لسيطرة أمنية إسرائيلية ومدنية وإدارية فلسطينية، و”ج” تخضع لسيطرة مدنية وإدارية وأمنية إسرائيلية، وتشكل الأخيرة نحو 60 بالمئة من مساحة الضفة الغربية.

** تعليم لا يتوقف

ورغم تدمير المدرسة التي كانت تضم 9 غرف بين صفوف ومكاتب إدارية ومرافقهما، لا يزال الطلبة يتلقون تعليمهم في خيمة نصبت بجوار الركام.

وجدنا الطالبة رزان إسماعيل في الصف الثالث الأساسي تمسك كتاب اللغة العربية، وبجوارها طلبة آخرون من صفوف أخرى.

تقول رزان للأناضول: “هدموا المدرسة ولم يبق لنا شيء، نريد أن نتعلم كما بقية أطفال العالم”.

وتتحسر قائلة: “ما ذنبنا نحن لكي يهدموا مدرستنا” لكنها تضيف بعزم: “نحن باقون هنا جوار مدرستنا ونريد أن نتعلم”.

وتطمح الطفلة أن تصبح يوما ما معلمة، لكي تعلم أطفال قريتها والقرى المجاورة.

** مدرسة دون مقومات

ويقول مدير المدرسة عيسى مخامرة إن السلطات الإسرائيلية “سعت لتدمير حلم الطلبة بالتعليم وبناء مستقبلهم بهدم مدرستهم”.

ويضيف مخامرة للأناضول: “قررنا مع الأهالي ومديرية التربية الصمود، والبقاء في المكان رغم ضعف الإمكانيات والتهديد الإسرائيلي”.

ويشير إلى أن الجيش الإسرائيلي لم يبق شيئا في المدرسة إلا وصادره، لافتا إلى أن كافة الطلبة من الصفوف الأول الأساسي وحتى الرابع يتلقون تعليمهم في خيمة وحيدة، بنظام الدمج.

ويضيف: “تخيل نحن في 2022 وفي عصر التطور التكنولوجي ويتلقى الطلبة تعليمهم في هذه الظروف الصعبة دون أي مقومات”.

ولا تضم الخيمة البديلة للمدرسة سوى كراسي وصبورة وبضعة أقلام وكتب، وتفتقر للساحات والمرافق، رغم أنها تخدم 5 تجمعات بدوية في المنقطة.

ويقول مخامرة: “هدم المدرسة يهدد التعليم المدرسي في تلك التجمعات التي تعتمد في حياتها على تربية المواشي”.

** ظروف صعبة

وفي الخيمة البديلة، يشتكي الطلبة من البرد وتتحول أرضية مدرستهم مع الأمطار إلى طين نتيجة تسرب المياه إليها.

ويتساءل مدير المدرسة: “أي تعليم يمكن أن يكون في مثل هذه الظروف؟ نسعى جاهدين لإعطاء الطلبة حصص تفريغ نفسي”.

وبدوره، يشير ياسر محمد مدير دائرة التربية جنوبي الخليل، إلى أن هناك جهود لإعادة بناء المدرسة بالتنسيق مع مؤسسات دولية وقناصل وسفراء.

ويضيف للأناضول: “من حق الطلبة تلقي تعليمهم في بيئة آمنة، لكن الاحتلال يسعى إلى خلق بيئة طاردة للسكان من أجل ترحيلهم من أراضيهم لصالح مشاريع استيطانية”.

ويندد محمد بهدم المدرسة، ويقول إن إسرائيل تحارب التعليم في كافة المناطق المصنفة “ج” عبر إزالة المدارس وإرسال إخطارات الهدم.

ويتابع: ” نحن مصممون على البقاء وحماية المدرسة وإعادة تأهيلها لحماية المنطقة، فوجود المدرسة من شأنه تثبيت السكان في أراضيهم”.

** الاتحاد الأوروبي مصدوم

وحول موقفه من هدم المدرسة الفلسطينية، عبّر الاتحاد الأوروبي عن “صدمته” إزاء هدم الجيش الإسرائيلي لمدرسة إصفي التي موّل بناءها من قبل.

وقال مكتب الاتحاد في فلسطين: “مصدومون من قيام القوات الإسرائيلية بهدم مدرسة إصفي الممولة من قبل المانحين الأوروبيين في مسافر يطّا، بعد يوم واحد من زيارة عدد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لها”.

وأعرب الاتحاد، في بيان، عن “القلق العميق من الإجراءات الإسرائيلية التي تستهدف المنشآت الإنسانية”.

واعتبر أن “استمرار الإجراءات القسرية يهدد وجود التجمعات السكانية الفلسطينية في مسافر يطا (جنوبي الخليل)”.

وأضاف: “يجب احترام حق الأطفال الفلسطينيين في التعليم”.

الاناضول

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: