عاطف الجولاني
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

في الذكرى 17 لاندحار الاحتلال عن غزة

عاطف الجولاني
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

في الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) 2005 صادقت حكومة الاحتلال الإسرائيلي على ما أسمته قرار الانسحاب أو إعادة الانتشار من قطاع غزة، كغطاء لحالة هروب مذلّ من القطاع بتأثير تصاعد الفعل البطولي للمقاومة الفلسطينية وحرب الأنفاق التي أقضّت مضاجع العدو، لتشكّل أول حالة اندحار قسري للاحتلال وتحرير لجزء من الأرض الفلسطينية بسلاح المقاومة، مكررة ما حققته المقاومة اللبنانية عام 2000 حين أجبرت الاحتلال على الهروب في جنح الظلام من جنوب لبنان، وليتأكد للقاصي والداني بصورة عملية لا تقبل التشكيك، أن المقاومة هي الخيار الاستراتيجي الفاعل والمنجز والأقدر على مواجهة الاحتلال ودفعه للاندحار. وهذا درس من المهم استحضاره في ذكرى انتصار المقاومة وتحقيق إنجازها الاستراتيجي بتحرير غزة.

لقد مثّل الهروب الإسرائيلي الاضطراري من القطاع نقطة تحوّل مهمة في مسار المواجهة مع الاحتلال، وأثّر بصورة عميقة في معادلات الصراع مع العدو، وأفرز واقعاً جديداً تسيطر فيه المقاومة على جزء محرر من الأرض.

والسؤال الذي يطرح نفسه في ذكرى الهروب الإسرائيلي الكبير: ماذا لو لم تنجح المقاومة في تحقيق هذا الإنجاز قبل سبعة عشر عامًا واستمر الوضع السابق في قطاع غزة، هل كانت ستتمكن من بناء جيشها وقدراتها النوعية التي مكّنتها من ردع الاحتلال وتعديل ميزان القوى وخوض مواجهات بطولية تمثّلت ذروتها العام الماضي في معركة سيف القدس؟

صحيح أننا نتحدث عن قطاع محاصر وسجن كبير وعقاب جماعي يهدف إلى كسر إرادة الشعب الصامد ومقاومته الباسلة، لكن الصحيح أيضًا أننا نتحدث اليوم عن قطاع محرر ومقاومة مقتدرة تملك صواريخ تغطي كامل مساحة فلسطين التاريخية، كما تملك غواصات وطائرات مسيّرة قد لا تمتلكها دول عربية، ونتحدث أيضًا عن عشرات آلاف المقاتلين المحترفين، ومراكز للتدريب ومصانع لتطوير السلاح.

كل ذلك لم يكن  ليتحقق لو لم تسجّل المقاومة انتصارها الكبير على جيش الاحتلال عام 2005، ولو لم تبسط سيطرتها على جزء محرر من الأرض، ولو لم ترفع كلفة فاتورة استمرار الاحتلال لقطاع غزة.

ومن الطبيعي أمام هذا الإنجاز الكبير، أن يفقد العدو صوابه وأن تكون هناك تضحيات وضريبة يدفعها الشعب الفلسطيني صابرًا محتسبًا. ولا أحد يقلل من حجم المعاناة، لكن هل ثمة حالة أو تجربة لشعب نجح في تحرير أرضه والانعتاق من ربقة الاحتلال دون أثمان وتضحيات؟

اليوم، وبعد سبعة عشر عامًا من انتصار غزة، ينحاز الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج بأغلبيته الساحقة لمشروع المقاومة، فيما يتهاوى خيار التسوية والمفاوضات الذي وصل طريقًا مسدودًا. والأمل معقود على نجاح المقاومة في تحقيق مزيد من الانتصارات والنجاحات، وصولاً إلى إنجاز الهدف الكبير؛ تحرير الأرض، وإزالة الاحتلال، وعودة اللاجئين.

(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts