في ظل تراجع الحريات الإعلامية.. وزير أسبق ينتقد “إعدام مقالاته” ومنعها من النشر

في ظل تراجع الحريات الإعلامية.. وزير أسبق ينتقد “إعدام مقالاته” ومنعها من النشر

رصد – البوصلة

في ظل تراجع واقع الحريات الإعلامية وما توجهه المؤسسات الحقوقية الدولية من انتقادات للأردن في هذا السياق، وجّه الوزير الأسبق الدكتور بسام العموش انتقادًا “لاذعًا” بعد حجب مقص الرقيب وإعدامه لثلاثة مقالات متتالية، معبرًا عن أسفه الشديد من أنّ “كلامه في السياسة غير مقبول، وكلامه في الاقتصاد مرفوض”.

وكتب العموش مقالاً مقتضبًا في “سخرية لاذعة” من الواقع الحقوقي، تحت عنوان: “كلمات هادفة”، يتحدث فيه عن “الحشرات”، ويقدم من خلالها نصائح حول “التعامل معها والفوائد الجمّة لها”، لعلّها تنال إعجاب الرقيب ويقبل بنشرها.

وقال الدكتور بسام العموش: بعد إعدام ثلاثة مقالات متتالية قررتُ أن أكتب كلاماً ربما يفوز بالنشر،  فكلامي في السياسة غير مقبول لأنه سيصل إلى تناول الحكومة، وكلامي في الاقتصاد مرفوض لأن الحديث سيجرني إلى تناول الفاسدين ولطشهم، لهذا قررت أن أكتب عن “الحشرات” بمناسبة دخولنا فصل الصيف.

وتابع بالقول: “انتبهوا إنّه موضوعٌ في غاية الأهمية حيث كان متطلبًا جامعيًا بعنوان “حشرات منزلية” في إحدى الجامعات، نعم لأن ضرب الصرصور بالصرماية غير حضاري حيث  تتلوث الصرماية والأرض والجدران.

وأضاف: “أما قتل الفأر فهو اعتداء على غذاء القط ، وأما البعوض فيحتاج إلى رش قد يؤذي الجهاز التنفسي لنا، وأما النمل فوجوده بركة وربما يرشدنا إلى كنز دفين”.

وختم العموش حديثه بالقول: “أيها الناس انتبهوا للحشرات ولا تتعاملوا معها بلؤم ولا عنف فلها فوائد جمة، فانظروا  للكأس بجزئه الفارغ وجزئه الملييء ولا تتنطعوا ولا تتشددوا لأن هذا سيقودكم إلى العنف والإرهاب وربما انتظمتم مع داعش والقاعدة، صلوا على النبي ورحبوا بضيوفكم وكونوا كرماء”، متسائلا: هل وصلت رسالتي؟ هل أنت راضٍ أيها الرقيب.

انخفاض ملموس في الحريات الإعلامية

يذكر أنّ تقرير منظمة مراسلون بلا حدود الصادر خلال شهر أيّار الماضي أكد وجود انخفاضٍ ملموس بمكانة الأردن في السمعة الدولية على صعيد تعزيز الحريات الاعلامية والصحفية .

 ووفقًا للتقرير فإن الاردن يحتل اليوم  في عام 2023 المرتبة 146 من اصل 180 دولة في مجال تصنيفات ومؤشرات حرية الاعلام وهي مرتبة تتراجع فيها حريات الصحافة في الاردن بشكل واضح وكبير.

وكان الاردن بالنسبة لمنظمة مراسلون بلا حدود يحتل العام الماضي المرتبة 120 مما يعني ان المنظومة السالبة لحريات الصحافة كسبت 26 درجة وهو مؤشر على تراجع كبير حسب الخبراء.

وحلّ الأردن في المرتبة (146) في حريّة الصحافة من أصل (180) دولة، بحسب التصنيف الذي أصدرته منظمة مراسلون بلا حدود، في اليوم العالمي لحرية الصحافة والذي يُصادف الأربعاء، الموافق الثالث من أيار من كلّ عام.

وقال التقرير إن الصحافة في الأردن مازالت بعيدة عن تحقيق الاستقلالية، حيث تظل العديد من القنوات التلفزيونية شبه حكومية.

ويؤكد التقرير أنّ الجهات المعنية لا زالت تتحكم بوسائل الإعلام من خلال تعيين رؤساء تحريرها، بالإضافة إلى السيطرة عليها مالياً. كما أن هناك وسائل إعلام تُمنح امتيازات على حساب بقية المنابر، خاصة عندما يتعلق الأمر بتغطية الأحداث الجارية في أجزاء معينة من البلاد.

أما فيما يتعلق بالإطار القانوني، قال التقرير إنه ومنذ مراجعة القانون الخاص بالصحافة والنشر في 2012، عزّزت السلطات رقابتها على تدفق المعلومات، خاصة على شبكة الإنترنت، حيث شهد العقد الأخير حجب مئات المواقع.

وبموجب قانون الجرائم الإلكترونية المعتمد سنة 2015، أصبح من الممكن أن يؤدي نشر تدوينات على المواقع الإلكترونية أو شبكات التواصل الاجتماعي إلى الاعتقال. وبذرائع أمنية، تلاحق السلطات الصحفيين بموجب قانون مكافحة الإرهاب الذي يلفه الغموض التام.

وأشار التقرير إلى أنه يمكن للسلطات ملاحقة الصحفيين أمام القضاء وإجبارهم على دفع كلف باهظة، مبيّنا أن وسائل الإعلام الخاصة تكافح بكل قواها من أجل الاستمرار.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: