قاتل مزدوج.. ما القنبلة القذرة؟ وكم درجة فتكها؟

قاتل مزدوج.. ما القنبلة القذرة؟ وكم درجة فتكها؟

خلال مكالمات هاتفية جمعته بنظرائه الغربيين الأحد، اتهم وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أوكرانيا بإعدادها لتنفيذ ضربات باستخدام “قنبلة قذرة”، واتهام روسيا بالضلوع فيها. وحسب وزارة الدفاع الروسية، أعرب شويغو خلال المحادثات الثلاث عن “مخاوفه المتعلقة بالاستفزازات المحتمَلة من جانب أوكرانيا باستعمال (قنبلة قذرة)”.

وأعادت التحذيرات الروسية إلى السطح هذا النوع من الأسلحة المحرمة دولياً، التي تفتك بشكل مزدوج، لاعتمادها على قدرات انفجارية هائلة، وتكوُّنها من موادّ مشعة تنتشر عشوائياً وقت الانفجار.

تكذيب واتهامات مضادة

من جانبها نفت كييف اتهامات الجانب الروسي، معتبرة إياها “سخيفة وخطيرة”، وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في تغريدة على حسابه الرسمي بتويتر الأحد، إن “أكاذيب روسيا حول عزم أوكرانيا على استخدام قنبلة قذرة هي سخيفة بمقدار ما هي خطيرة”.

هو ذات الموقف الذي أعربت عنه خارجيات كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا في بيان مشترك، قائلة: “لقد أوضحت بلداننا أننا جميعا نرفض المزاعم الكاذبة لروسيا بأن أوكرانيا تستعد لاستخدام قنبلة قذرة على أراضيها”. وأضف البيان أن “العالم سيرى، من خلال أي محاولة لاستخدام هذا الادعاء، ذريعة للتصعيد. نرفض أي ذريعة للتصعيد من جانب روسيا”.

قبل هذا كانت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي أعلنت في البيت الأبيض الأحد أن تصريحات موسكو التي اتهمت فيها أوكرانيا بالاستعداد لاستخدام “قنبلة قذرة” ضد القوات الروسية، “خاطئة بوضوح”.

وفي وقت سابق أشارت وكالة “ريا نوفاتسي”، نقلاً عمَّن سمّتهم “مصادر دولية موثوقة”، إلى وجود استفزاز محتمَل باستعمال هذا النوع من القنابل، يُخطَّط لتنفيذه داخل أراضي أوكرانيا، يهدف إلى اتهام روسيا باستخدام أسلحة الدمار الشامل في عملياتها العسكرية هناك، وبالتالي شنّ حملة قوية عليها في العالم، بغية تقويض الثقة بموسكو.

ما القنبلة القذرة؟ وكم درجة فتكها؟

أعادت اتهامات وزارة الدفاع الروسية أوكرانيا باستعمال “قنبلة قذرة”، إلى ساحة النقاش الدولي هذا النوع من الأسلحة التكتيكية المحرمة، في وقت تسود فيه تحذيرات بشأن اندلاع نزاع نووي “قد يجرّ العالم إلى حرب نهايته” على حد وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن.

في المقابل، تُعَدّ “القنبلة القذرة” عبوة متفجرة تجمع بين المواد الانفجارية التقليدية والمواد إشعاعية، حسب “الغارديان” البريطانية. وتكون النواة من الموادّ التقليدية، تُحيط بها المكونات المشعَّة، لتُنشَر عشوائياً وعلى نطاق واسع في أثناء الانفجار.

ووفقاً لهيئة تنظيم الطاقة النووية الأمريكية، تُستخدم هذه القنبلة تكتيكياً على نطاق محدود، وتزيد قوتها التدميرية بزيادة حجمها. فيما تجمع بين شكلين للفتك، الأول الصدمي الانفجاري، والثاني إشعاعي يستمر لأمد متوسط إلى طويل، ويأخذ بعين الاعتبار قرب الشخص من بؤرة الانفجار ومدة بقائه فيها.

ويختلف هذا النوع من القنابل عن نظيرتها النووية أو الذرية، فهي تُعَدّ بدائية التركيب، وتُستعمل غالباً لنشر الرعب النووي، كما يصعّب النشر العشوائيّ للموادّ المشعّة إمكانية تنظيف المنطقة التي تنفجر فيها هذه القنبلة.

رعب نووي وتحضيرات

أحيت الحرب في أوكرانيا شبح الحرب النووية، بعد أن ظنّ العالم أنه خرج منها عقب الحرب الباردة. ودفع التهديد الروسي باستخدام ترسانته من هذه الأسلحة، عدداً من الدول الأوروبية إلى بدء التحضيرات لمواجهة الخطر في حال وقوعه.

في بولندا شرعت السلطات في توزيع أقراص اليود، التي تمنع تركيز الموادّ المشعّة في الغدد البشرية، وبالتالي تحمي نسبياً من أضرار الإشعاعات. وأنشأت بلدية العاصمة وارسو نحو 600 نقطة توزيع في المدينة، وفي الإقليم كله ارتفع عدد هذه النقاط إلى 1600، كما عممت وزارة الصحة منشورات توضح كيفية استخدام هذه الأقراص، وشروط تعاطيها.

كذلك شهد نشاط تشييد المخابئ المضادة للإشعاعات في البلاد انتعاشاً ملحوظاً، وقالت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية إن تهديدات بوتين باستعمال السلاح النووي ضاعفت الطلب على تشييد الملاجئ المضادة للإشعاعات في بولندا. وأطلقت السلطات البولندية حملة تفقدية للمخابئ العامة، إذ إن في البلاد أكثر من 62 ألف ملجأ قادر على إيواء 1.3 مليون مواطن.

وفي إسبانيا أنفقت وزارة الصحة نحو 300 مليون يورو من أجل تعزيز مخزونها من أقراص اليود، وتستعد لتوزيع مليون و150 ألف علبة منها خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني القادم. وأعلنت فنلندا نفاد مخزونات أقراص اليود، بعد أن أوصت وزارة الصحة باستخدامها حال وقوع حادثة نووية في المنطقة.TRT عربي

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: