حسين الرواشدة
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

قبل أن نذهب إلى الطريق «الوعر»

حسين الرواشدة
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

كتب لي صباح امس، الصديق العزيز، رئيس مجلس ادارة الدستور، محمد داودية : « افتقدتك في اليومين الماضيين، لم اقرأ مقالتك، وعدتنا ان تكمل ما كتبته في المقال الاخير لكنك لم تفعل..خير ان شاء الله».

أسعدني أبو عمر، لكنه فتح جراحاتي واثار شجوني، قلت في نفسي: ما جدوى ان نكتب، ولمن نكتب، ومن اوصلنا الى هذه الحالة التي اضطرب فيها مزاج الناس، حتى كاد بعضنا ان يقدم استقالته من العمل العام..؟ يا الهي كيف كنا، والى اين وصلنا؟

هذا الاحساس بالخيبة وافتقاد الامل – ما لم نستدركه – سيقودنا الى الطريق «الوعر»، ولو قدر لي ان اجتهد في اعادة ترتيب اولوياتنا ونحن نستعد الان للاحتفال بمرور مئة عام على تأسيس الدولة، لقلت: هذه مناسبة لكي اذكر بضرورة ادراج مشروع وطني لاستنهاض الهمم واحياء الامل واعادة «الروح» للاردنيين، ولدي هنا 3 ملاحظات: الاولى ان ثقة الناس تراجعت تجاه كثير من مؤسساتهم وأصبح من واجبنا ان نستعيدها او ان نحاول «بناءها» من جديد.

 لا تسأل بالطبع لماذا حدث ذلك،، فلديك –كما لدي- عشرات الاسباب التي تتعلق بأدائنا العام، واخلاقياتنا العامة، وموازين العدالة في بلادنا، ابتداء من الحكومات والبرلمان وصولاً الى اصغر مؤسسة وأبسط موظف، سواءً تعلق الامر بالتوظيف والتعيين او بالخدمات أو باعمال القانون او بمسطرة الانتماء او بالمشاركة في العمل العام، كل هذا تسبب في تراجع منسوب الثقة، ودفع الناس الى الاعتماد على «سلطانهم» الفردي والعشائري، وأحياناً الى ارتكاب الجرائم دفاعاً عن الحقوق او حتى انتقاماً من الذات والمجتمع.

الملاحظة الثانية هي ان «اعادة الامل» لا بد ان يتوجه تحديدا لقطاع الشباب الذي يشكل نحو ثلثي المجتمع،هؤلاء –للأسف- اصابهم اليأس والاحباط وانسدت امامهم ابواب العمل والمشاركة، وغابوا عن اهتمام كثير من الحكومات ومؤسساتها، وبالتالي تشكلت لدينا «بؤر» مهمشة وطوابير من العاطلين عن العمل، وطبقات من الفقراء والمحرومين، اما النتيجة فهي الاحباط الذي يمكن ان يقتل «روح» المواطنة والانتماء ويدمّر الابداع ويقضي على اية فرصة لنا بالتنمية والاستقرار.

الملاحظة الثالثة هي اننا بحاجة الى اشاعة روح «المحبة» ونبذ الكراهية والتعصب، ذلك ان مجتمعنا –للأسف- يعاني من حالة «اشتباك» غير مسبوق، ليس من اجل همومنا ومشكلاتنا الداخلية، وانما دفاعاً عن معارك الاخرين وقضاياهم، ومن واجبنا هنا ان نتحرك لحماية مجالاتنا الدينية والسياسية والاجتماعية من الاختراق، وان نعيد الوئام الى مجتمعنا، وهذا لا يتحقق الاّ اذا وضعنا ما يلزم من تشريعات لتحريم الاقصاء والتكفير والتعصب، ومواثيق اجتماعية لاعادة اخلاقياتنا العامة الى سكتها الطبيعية، وقبل ذلك لابدّ ان يلتزم السياسي في بلدنا هذا النموذج.

بقي لدي استدراك اخشى منه، وهو ان يتحول الامل الى «وهم» وان تتراجع الهمة الوطنية التي نحاول استعادتها، وعندها سيفهم الناس ما يجري وكأنه عودة للماضي بما فيه من كوابيس واحلام مزعجة، ثم انهم سيبحثون عن بصيص امل يعيد اليهم الثقة بانفسهم وبلدهم ومستقبلهم فلا يجدوه، او ان نتعامل مع ذاكرة الناس بعدم جدية، ومع مطالبهم بالمزيد من شراء الوقت، ومع ازماتهم الاقتصادية التي تصاعدت وتراكمت «بمنطق» لا يوجد لدينا حلول اخرى، ومع طموحاتهم المشروعة بالاهمال والاستعلاء وربما الاستهزاء ايضا.

(الدستور)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts