“قوى الشر المؤدلج” تثير حفيظة الأردنيين ومطالبات للحكومة بالتوضيح

“قوى الشر المؤدلج” تثير حفيظة الأردنيين ومطالبات للحكومة بالتوضيح

عمان – رائد صبيح

أثارت تصريحات رئيس الوزراء بشر خصاونة خلال زيارته لمصر حول “قوى الشر المؤدلجة بالسوداوية” حفيظة الأردنيين، كما شهدت مواقع التواصل الاجتماعي جدلاً واستياءً واسعًا وتندرًا وسخرية من هذا التعبير المنسوب لجهة مجهولة وغامضة لم تفصح عنها الحكومة؛ لينخرط الأردنيون معها في هذه الحرب التي تستهدف الأردن والوقوف بوجه هذه القوى الشريرة ومن يقف خليها.

يرى مراقبون أن “التصريحات الملغومة” التي تصدر عن الحكومة في أوقات بالغة الصعوبة تمر بها البلاد ستنعكس سلبًا على الأوضاع الداخلية والمزاج العام الغاضب على الفشل الإداري والاقتصادي والسياسي وتعثر مشروع “الإصلاح المزعوم” بمطبات لم تعد تخطئها عين المراقب.

وأكثر من ذلك يحذرون من أنّ التصريحات غير المحسوبة التي تفتقر لـ “العقلانية” ستتعدى الداخل الأردني للتأثير على الصورة الخارجية للبلاد سياسيا واقتصاديا وكأننا نعيش في معركة مفتوحة مع “عدوٍ مجهول”، الأمر الذي سيجعل أي استثمار قادم للبلاد يفكر أصحابه مراتٍ عديدة قبل التورط في “ساحة مستهدفة من عدوٍ غامض” صنعته عقلية الحكومة دون أي مبرر، وفقا لمراقبين.

بل إن الأمر يتعدى هذا الحد، لدرجة أننا إذا ما جمعنا قوى الشرّ التي يمكن أن تستهدف الأردن، كلها في سلة واحدة من “صهيونية، وماسونية، والشيطان الرجيم، وغيرها..” وفندنا مقصد التصريح بها جميعا، فمن سيتبقى إذن؟ سؤال يطرحه مراقبون ويتمنّون أن لا تكون الإجابة متمثلة باستهدافٍ قادم للمعارضة التقليدية والتيار الإسلامي؛ لا سيما وأنّ التصريحات جاءت من “مصر” التي تصنفها التقارير الحقوقية الدولية بأنها دولة استبداد وقمع، فيما تراجع الأردن حسب تقرير فريدوم هاوس لمؤشر الحريات لعام 2021 من بلد حر جزئيًا إلى بلد غير حر، فهل تصريحات الحكومة تتماشى مع مجاملة لواقع حقوقي متردي يعيشه البلدان ويصران على المضيّ فيه قدمًا نحو الأسوأ.

تصريح يفتقد للعقلانية.. ويفاقم انعدام الثقة

قال المحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات في تصريحاته لـ “البوصلة“: إن الفكرة الرائجة التي يتمّ دفعها لوسائل الإعلام أنّ الأردن مستهدف من أكثر من طرف، وهذا أمرٌ خطير، وسمعنا تصريحًا صادمًا من رئيس الوزراء خلال وجوده في مصر حول “قوى الشر المؤدلجة بالسواد”، بحاجة لتوضيح من هذه القوى التي تستهدف الأردن وما هي إمكانياتها، ولماذا لا تصارح الحكومة الأردنيين وتخبرهم عن هذه القوى حتى يقف المواطن مع الدولة.

وأضاف الحوارات: “إذا كانت الحكومة تشعر بالخطر إلى هذا الحد معنى ذلك أننا بحاجة لتكاتف الجهود من كل الأطراف”، مستدركًا بالقول: أما أن تطلق التعابير على علاتها هكذا؟ فإنها ستؤدي بأثر عكسي تماماً.

وحذر من أن إطلاق مثل هذه التصريحات دون توضيح سيفقد الثقة المزعزعزة أصلاً بالحكومة ويفاقمها، وتثير جوًا من الاستياء والقلق العام، وهذا لن يأتي على المواطن فقط بل سيتعداه إلى الجهات التي تتعامل مع الأردن سياسيًا واقتصاديًا.

وتابع الحوارات حديثه: “إذا كنّا في حرب مفتوحة مع جهة مهما كانت هذه الجهة، فهذا يعني أنّ وضعنا الداخلي غير مستقر ويحتم على الجهات التي تنوي الاستثمار في الأردن على سبيل المثال أن تتريث إلى أن تستقيم الأمور وتهدأ”.

وشدد على أنه “لا يوجد مستثمر يغامر ويذهب إلى جهة محاربة أو تخوض حربًا، وفي النهاية هو يريد أن ينتظر ليستشف حالة الهدوء والاستقرار”.

واستدرك بالقول: أما على صعيد المواطنين، أنا بقناعتي المواطن الأردني أضنته هذه التصريحات التي أعتبرها تفتقر إلى العقلانية والحس الصحيح بإدارة المجتمع وفق منظور يؤدي إلى الاستقرار في النهاية بل العكس تمامًا.

وأكد الحوارات على أنه في النهاية من هذه الجهة، يجب أن تحدد، بينما الاستمرار في تعليق الإخفاق والفشل وعدم التقدم للأمام بجهات عدة تحاربنا، هذه أصبحت ممجوجة ولم تعد مقبولة.

وحذر الحوارات في نهاية تصريحاته لـ “البوصلة” بالقول: المؤلم أن عدم الثقة تعدى الحكومة إلى الدولة، وهذا الأخطر في الموضوع، لا سيما وأن الاستمرار بهذه الطريقة واستخدام معايير وألفاظ بطريقة غير محسوبة من حيث الأثر على الناس، سيقودنا في النهاية إلى اضطراب مفاهيم المجتمع تجاه الدولة بشكل كبيرٍ جدًا.

من هي قوى الشر المؤدلج بالسوداوية؟

من جانبه أكد  الوزير الأسبق الدكتور بسام العموش في تعليقه على تصريحات رئيس الوزراء الخصاونه في زيارته لمصر أن الأردن ومصر يواجهان قوى الشر المؤدلج بالسواد، بالقول: إنّه كلامٌ جميل، وكما المشرع لا يلغو فإن السياسي وبخاصة في منصب “رئيس وزراء” لا يلغو، مطالبًا في الوقت ذاته بأن توضح الحكومة لنا ما هي قوى الشر حتى ننشر الوعي بين الناس.

وقال العموش في منشور له بـ “فيسبوك”: هنا باعتبارنا من الشعب نريد أن نفهم من المسؤول حتى لا نكون ” غائبي فيله” ما المقصود بقوى الشر؟؟ حتى نسير مع الحكومة في محاربة هذه القوى.

وتابع قائلا: أول ما نطلق كلمة الشر نتذكر “الشيطان”، فهل يريد الرئيس محاربة الشيطان وحزبه؟ نحن معك دولة الرئيس لأن من يحارب الشيطان يكون مع الله.

وتساءل: هل يقصد الرئيس” الصهيونية”؟ هل هذا وارد في قاموس دولته؟ أشك في ذلك لأن الأردن بلد “في حجم بعض الورد” ولا يستطيع مواجهة منظمة عالمية مثل الصهيونية.

وتابع حديثه بالقول: وتشمل كلمة الشر “الماسونية”، فهل ستحارب الحكومة الماسونية التي أشعلت حربين عالميتين وتحرك أحجار رقعة الشطرنج على مستوى العالم ؟ لأن الأردن واقعي لا يمكن أن يفكر في ذلك لأن بنات الماسونية موجودة عندنا مثل الروتاري والليونز ولن أطيل في هذا لحساسية الكلام فيه.

وأضاف، هل يقصد دولته “الفساد”؟ لا أظن لأن الفساد شأن داخلي تعترف الدولة بوجوده قبل هذا الرئيس فأوجدت “هيئة النزاهة ومكافحة الفساد” التي لم تستطع جلب الفارين بالملايين لكنها تمكنت من القبض على مرتشين من موظفي الفساد .

وأضاف، هل يقصد دولته “أشرار الوظيفة” الذين ينهبون المواقع الكبرى والذين يفتعلون السفر والمياومات  والذين صاروا أغنياء بقدرة قادر؟ وهل الرواتب الفلكية تدخل تحت مسمى الشر؟ وهل دَفْعُ الأردني من ولادته إلى وفاته للحكومة وما بينهما من زمن  عمل وطني يحلم به الجنين وهو في بطن أمه.

وتساءل العموش: هل المقصود داعش والقاعدة؟ اذا كان كذلك فنحن معك دولة الرئيس ولكن هذا ليس بجديد مع ضرورة توعية الناس أن داعش صناعة أمريكية إيرانية بامتياز، وأن أمريكا هي التي كانت تدعم القاعدة ضد الروس المحتلين لأفغانستان في صراع على مناطق النفوذ.

وختم حديثه بالقول: على ذكر هؤلاء انفتحت شهية البعض لتوسيع الدائرة لتشمل كل العاملين في حقل الدعوة الإسلامية ووصل الأمر إلى خشونة  القتل والسجن والمصادرة  والمطاردة في بعض الدول،  أو نعومة الأسلوب عند آخرين بالتضييق والمنع من الخطابة والظهور الإعلامي في عملية خنق مستمرة بعيدا” عن الدم والصراخ. بل تعدي الأمر تحت عنوان “محاربة الشر” إلى إطلاق الخفافيش للمناداة بإلغاء أحكام شرعية في قانون الأحوال الشخصية كالتوريث والسماح بالمثلية، فهل محاربة الشريعة تدخل في الشر؟ وهل إباحة عمل المثليين خير؟

“اليرموك الفضائية” تستطلع آراء المواطنين

https://twitter.com/waleedolimat7/status/1496365376275456009

 (البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: