لدى غالبية الفقهاء فإن رؤية مسلم بالغ عاقل عدل لهلال شهر رمضان يوجب الصيام، وهو ما فهمه فقهاء الأمة من قوله صلى الله عليه وسلم “صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته”.
هذا يعني أن رأي مسلم واحد يدخل الأمة في عبادة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، بل هو يلزمها برؤيته.
فلو أن مسلما إندونيسيا بالغا عاقلا عدلا رأى الهلال مغرب التاسع والعشرين من شعبان، فإن أكثر من 200 مليون مسلم هناك سيبدأون عبادة الصيام في اليوم التالي.
وإذا أضفنا إلى ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: “المؤمِنونَ تكافَأُ دماؤُهمْ، وهُم يدٌ على مَن سِواهمْ، ويسعى بذمَّتهِم أدناهُم”، فإن الصورة تكتمل في تقدير الإسلام لرأي المسلم.
فرأي المسلم مقدر بالعبادة، كما أنه مقدر في نواحي أخرى كالإجارة، وما عليه الفقهاء أنه إذا عقد أحد من المسلمين الذمة لشخص وجب إنفاذ هذا العقد واحترام مَن أُعطي هذا العهد.
فأي تقدير واحترام لرأي الشخص المسلم أكثر من هذا.
والحديث هنا عن مسلم؛ أي مسلم كان؛ فقيرا أو غنيا، من عوام الناس أم من خواصهم، محكوما كان أو حاكما، عربيا كان أم أعجميا.
(السبيل)