كأس العالم يظهر الفرح العربي ويكشف “النفاق الغربي”

كأس العالم يظهر الفرح العربي ويكشف “النفاق الغربي”

عمّان – البوصلة

على الرغم من أنّ “الكرة المستديرة” لا تحظى باهتمام ومتابعة الجميع إلا أنّها في نسختها الحالية التي تستضيفها قطر، وما أثير حولها من جدلٍ كبيرٍ وحملات غربية “صادمة” تتباكى على حقوق العمّال تارة وأخرى على “حقوق الشواذ”، كشفت في تفاصيلها الكثيرة وخاصة بعد الفوز التاريخي للمنتخب السعودي على الأرجنتين حجم الفرح والتوحد العربي من جانب، و”النفاق الغربي” المكشوف والواضح.

وتفاعل العرب مع المونديال لهذا العام بطريقة استثنائية ودعمٍ غير مسبوقٍ لا سيما بعد الإجراءات والقرارات التي اتخذتها قطر في الحفاظ على العادات والتقاليد والقيم الدينية ومنع من يدّعون احترام الآخر من إظهار الدعم للمثلية وشرب الخمور في الشوارع العامّة وغيرها، الأمر الذي لاقى استحسانا عربيًا وإسلاميًا وثناءً على الدولة المنظمة التي لم ترضخ للضغوط الغربية.

فرح عربي وتشجيع غير مسبوق

كل ما سبق دفع نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني الشيخ كمال الخطيب للقول: لست من عشاق ولا من متابعي مباريات كرة القدم وأعرف عن قوانينها ومصطلحاتها مثل ما أعرف عن قوانين أفلاك السماء وجيولوجيا باطن الأرض.

وتابع بالقول في تدوينة له: لكن الإغراق الإعلامي وتسونامي ردود الفعل الإيجابية والفرحة العارمة فلسطينيًا وعربيًا وإسلاميًا لفوز المنتخب السعودي على المنتخب الأرجنتيني جعلتني أسجل الملاحظات التالية: أن أمتنا تواقة لنصر أي نصر حتى لو كان في مباراة كرة قدم لعلها به تتحرر من لعنة الهزيمة التي تلفها، والذل الذي يلاحقها منذ عقود بل منذ قرن.

وأضاف قائلا: أن شعوبنا العربية والإسلامية قريبة من بعضها البعض، تفرح وتحزن لفرح وحزن بعضها، وأن الحكام والأنظمة هم سبب ما يقع بينها من قطيعة وهم سبب ما يقع عليها من هزيمة.

وأضاف الخطيب: وفق ما قرأت وشاهدت في وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن أكبر الخاسرين ومن دكّت  شباكهم هم دعاة التطبيع السياسي بين الشعوب العربية والإسلامية وبين كل من له علاقة بالمؤسسة الإسرائيلية، وتمثل ذلك بوسائل الإعلام  الإسرائيلية التي عاش مندوبوها صدمة الرفض للتواصل معهم.

وختم بالقول: عقبال الفرحة الكبرى للأمة بالخلاص من طواغيتها عبيد وعملاء إسرائيل، ويومها سنغني وننشد معًا ما قاله الشيخ القرضاوي رحمه الله: يا أخي في الهند أو في المغرب      أنا منك.. أنت مني.. أنت بي… لا تسل عن عنصري عن نسبي      إنه الإسلام أمي وأبي، أخوة نحن به مؤتلفون.. مسلمون..مسلمون..مسلمون..

لماذا يشجع العربي المنتخبات العربية؟

وعن سر التشجيع والفرح العربي بالمنجز العربي خلال المونديال عنون الصحفي لمقالته بصحيفة السبيل بالقول: لماذا يشجع العربي المنتخبات العربية، ويجيب على ذلك بالقول: سؤال غريب، وربما غبي! فهل يمكن أن نتوقع غير ذلك؟

ويتابع مقالته: يقول الكاتب الجزائري رياض رمضان بن وادن، إن ابنه الذي ولد وعاش في السويد، كان متشوقا لحضور مباراة تجمع الفريق الجزائري بالفريق السويدي في السويد. كان متشوقا وأخوه الأصغر منه الذي ولد بالسويد أيضا، لتشجيع الفريق الجزائري ضد الفريق السويدي، كان متشوقا للتلويح بعلم الجزائر، كان يدعو ليفوز فريق الجزائر، وكان متشوقا للتحدث مع زملائه بالمدرسة بأنهم هزموا الفريق السويدي.

ويضيف: يعلق بن وادن على مشاعر أبنائه الذين ولدوا وعاشوا بالسويد، لكن حبهم ومشاعرهم وعاطفتهم ظلت متعلقة ببلدهم الأصلي، بالقول “إن فكرة القدم والرياضة عموما هي نسق من أنساق التنشئة الاجتماعية،..، ترفع من الوعي وتقوي روابط التواصل وتغذي روح الأخوَّة”.

ويستدرك المجالي بالقول: فليس غريبا ولا مستغربا أن يشجع العربي المنتخبات العربية، والاستثناء هو المستغرب بل المستهجن.

ويشدد على أن تلك الفرحة الفطرية والتلقائية تؤكد ما هو مؤكد، بل تؤكد ما تحاول السياسة تجاهله وبأساليب شتى، أدناها تأليب الشعوب العربية بعضها على بعض لأسباب سلطوية تصب في مصلحة هذا النظام أو ذاك.

ويلفت المجالي إلى أنّ تلك الفرحة العفوية تؤكد أننا ما زلنا شعوبا عربية؛ تفرح لفرح بعضها، وتحزن لحزن بعضها، وتتضامن مع مصائب بعضها، رغم ما خطته السياسة من ندوب بعضها عميق في جسد الحلم العربي لدرجة أن تجاهر قلة بالفرح لقصف غزة مثلا، أو أن يتضامنوا مع العدو الصهيوني ضد إخوانهم.

ويختم بالقول: فرحة تحيلنا على حقيقة استعداد الشعوب العربية للقاء والوحدة إذا ما خُلّي وسمح لها بإطلاق مشاعرها الحقيقية.

فرح يعني الكثير لمن يحب الأمّة

أمّا الكاتب والسياسي ياسر الزعاترة فيقول في تدوينة له: لا تستوقفني الرياضة إلا كجزء من قراءة الأبعاد الاجتماعية والسياسية.

ويلفت إلى أنّ “هذا الفرح الجماعي في أوساط جماهير الأمّة بفوز المنتخب السعودي يعني الكثير لمن يحبّ هذه الأمّة، ويؤمن بروحها الجمعية التي تحضر في السرّاء والضراء، وتحضر أكثر في القضايا الكبرى”.

ويختم بالقول: مبارك للسعودية، وتحية لصنّاع الفرحة.

كأس العالم يفضح نفاق الغرب

هكذا ينتقد  رئيس تحرير صحيفة “عربي21” اللندنية، والكاتب المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، فراس أبو هلال، تعاطي الإعلام الغربي مع استضافة قطر لنهائيات كأس العالم لكرة القدم.

جاء ذلك في مقال رأي نشره موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، حيث اعتبر أبو هلال أن النفاق الغربي لا حدود له بشأن تغطية المونديال الذي تستضيفه قطر.

وقال فراس أبو هلال إن نقاشا غير مسبوق بشأن بطولة كأس العالم 2022 انطلق منذ إعلان فوز قطر باستضافة هذا الحدث العالمي عام 2010.

في المقابل، أشار الكاتب إلى أنه لم تُوجه أي انتقادات لبعض الدول ذات السجل السيء في مجال حقوق الإنسان، والتي استضافت دورات رياضية، بما في ذلك الصين التي نظمت الألعاب الأولمبية، رغم  الجدل القائم بشأن قمع السلطات لمسلمي الإيغور في شينجيانغ، شمال غربي البلاد.

وأضاف أنه وبالرغم من معاناة العمال الأجانب في قطاعي البناء والضيافة في جميع دول الخليج، بما في ذلك قطر، من ظروف العمل السيئة وساعات العمل الطويلة والأجور المنخفضة، إلا أن تدابير السلامة لمشاريع البنية التحتية الكبيرة جيدة نسبيًا.

كما قامت قطر ودول الخليج الأخرى بإصلاح نظام الكفالة، الذي كان يمنع العمال في السابق من تغيير وظائفهم دون إذن من أصحاب العمل. كما قدمت قطر مؤخراً حداً أدنى للأجور، بحسب الكاتب.

وسلط أبو هلال الضوء على إدانة الإعلام الغربي ظروف العمل السيئة للعمال الأجانب قبل كأس العالم، مستدركا بالقول إن “التقارير حول هذه القضية كانت مليئة بالنفاق”.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: