“كارم”.. أول نفق استيطاني يربط غربي القدس بشرقيها

“كارم”.. أول نفق استيطاني يربط غربي القدس بشرقيها

تحت عنوان “كارم” أو “هجيحون”.. افتتحت بلدية الاحتلال الإسرائيلي ووزارة شون القدس والتراث وشركة “جيحون” نفقًا جديدًا لركوب الدراجات الهوائية في المدينة، بهدف ربط غربيها بشرطهيا.

ويربط النفق الجديد القسم الأخير من “مسار القدس الدائري” الذي يبلغ طوله كيلومترين، ويصل الراكبين المستوطنين من منتزه “ناحل رفائيم” المقام على أراضي قرية الولجة المهجرة جنوب غربي القدس، إلى منتزه “عيمك موتسا” على أراضي قرية قالونيا المهجرة شمال غربي المدينة.

ويبدأ النفق من منطقة الطالبية على مشارف وسط القدس، والتي هُجر سكانها الفلسطينيون عام 1948، باتجاه وسط غربي المدينة حتى قرية عين كارم المهجرة.

ووفقًا لرئيس بلدية الاحتلال موشيه ليئون، فإن “النفق الممتد على مسافة 1.3 ميلًا استغرق بناء المشروع الذي كلف 25 مليون شيكل، مدة عامين من التخطيط والبناء، بمشاركة هيئة تنمية القدس ووزارة التراث المقدسية”.

وأوضحت البلدية أن العمل على شق النفق وبنائه جرى لعدة أهداف أهمها ربط غربي القدس بشرقيها، لافتة إلى أنه كان جزءًا من المسار في سباق الدراجات بمشروع الألعاب الأولمبية اليهودية، لكنه أغلق بعد ذلك مباشرة.

وقال ليئون: “سيستخدم هذا النفق لتعليم ركوب الدراجات للعائلات والأطفال، فنحن نبني العشرات من مسارات الدراجات في جميع أنحاء المدينة، وحتى الآن، اضطر راكبو الدراجات إلى صعود الجبل ونزوله – وهذا النفق يجعل ركوب الدراجات متاحًا أمام الجميع”.

وأضاف أن هذا النفق سيكون نقطة جذب قوية إلى القدس، لأن ركوب الدراجة عبر هذا النفق ليس رحلة صعبة بشكل خاص، وهذا سيجذب الناس من جميع أنحاء العالم لتجربته”.

أهداف استيطانية

الباحث المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب يوضح لوكالة “صفا” أن افتتاح النفق بدعوى “تطوير السياحة وزيادة عدد السياح”، يأتي لأهداف سياسية واستيطانية بحتة، ليس لها علاقة بأي تطوير أو تحسين.

ويبين أن النفق الجديد جزء من مسار يبلغ طوله 42 كيلو مترًا يلتفت حول القدس ويجمع بين المدينة التاريخية والمدينة الجديدة في رحلة واحدة، تهدف إلى ربط شطرها الغربي مع الشرقي، ومحاولة تغيير الواقع في المدينة المحتلة، وأيضًا زيادة عدد اليهود والمستوطنين والسياح الأجانب.

وقبل عدة سنوات، كان الهدف من حفر النفق لأول مرة، نقل مياه الأمطار وخط الصرف الصحي الرئيس لمؤسسة “جیحون” باتجاه محطة تحلية مياه الصرف الصحي الواقعة غربي القدس والمستخدمة حاليًا، لكن اليوم تغيرت أهدافه.

وتضمنت الأعمال شق طرق وتركيب نافخات وأنظمة كهربائية وأنظمة أمان متطورة، لجعل النفق آمنًا للمرور عبره على مدار العام.

وبالإضافة إلى كونه جزءًا من مسار الدراجات حول القدس ومتنزه السكة الحديد؛ فهو يسمح بالوصول إلى مواقع ترفيهية مقامة على أراضي قرية الولجة المهجرة، بما في ذلك قرية عين كارم وحديقة “الحيوانات التوراتية”.

تغيير الواقع

ويؤكد الباحث المقدسي أن الاحتلال يسعى إلى فرض وقائع تهويدية جديدة على القدس وتغيير واقعها الجغرافي، مستخدمًا لغرض تحقيق ذلك، كافة الأساليب والحجج سواء بغية التطوير أو السياحة أو غيرها.

ويشير إلى أن سلطات الاحتلال تستهدف الاستيلاء على مزيد من الأراضي الفلسطينية في القدس لأجل شق الأنفاق، وتغيير المشهد العام في المدينة وطمس هويتها العربية والإسلامية.

وقبل عدة أيام، افتتحت سلطات الاحتلال نفق “ارئيل شارون” على مدخل غربي القدس، لوصل مستوطنات غربي المدينة وحركة المستوطنين من الداخل المحتل في التكتل الاستيطاني الضخم “غوش عتصيون” في المنطقة الجنوبية لترتبط هذه المستوطنات بالأنفاق والجسور في “الشارع الأمريكي” بالمدينة المحتلة.

0bb30cf4-0c3a-4fb3-89b3-49c5742c68bc.jpg

صفا

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: