البوصلة – محمد سعد
نشرت السفارة الروسية في باريس، الخميس الماضي، رسما سياسيا ساخرا يظهر جثة فوق طاولة وعليها كلمة “أوروبا”، في حين يقوم شخصان يمثلون الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بحقنها إبرا.
الكاريكاتير السياسي اغضب فرنسا التي تعج صحافتها برسوم أكثر منه سخرية وإساءة واباحية، مما جعل الحكومة الفرنسية تستدعي السفير الروسي لديها، أليكسي ميشكوف.
وعقبت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان لها ، بأنها استدعت السفير ميشكوف إلى مقرها، واعتبرت ما نشرته السفارة الروسية “غير مقبول”.
وقالت: “نحاول أن نبقي على قناة حوار مع روسيا وهذه الأفعال غير ملائمة بالمرة”.ولاحقا، أزالت السفارة الرسم الساخر الذي نشرته.
الحادثة تعيد للأذهان ما شهدته فرنسا عام 2021 ، حين نشر صور ورسوم مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، على واجهات مبان حكومية، ودعم الأمر عدد من الشخصيات الرسمية الفرنسية من بينها الرئيس ماكرون، ما أشعل غضبا عربيًا وإسلاميًا واسعاً حينها.
وأُطلق على إثرها حملات شعبية لمقاطعة المنتجات والبضائع الفرنسية، (#مقاطعة_المنتحات_الفرنسية) وهي الدعوات التي قوبلت باستنكار رسمي فرنسي حتى أن فرنسا دعت حكومات الدول الإسلامية الى “وقف” الدعوات لمقاطعة السلع الفرنسية والتظاهر، واعتبرت أن هذه الدعوات “تشوه المواقف التي دافعت عنها فرنسا من أجل حرية الرأي وحرية التعبير وحرية الديانة ورفض أي دعوة للكراهية”.
وأثار بيان الخارجية الفرنسية ردود فعل واسعة من قبل مغردين، أبدوا امتعاضهم من “ازدواجية المعايير لدى باريس”.
وعلق الكاتب الصحفي علي سعادة على الحدث، “فرنسا… لم تحتمل نشر سفارة موسكو في باريس على “تويتر”رسما كاريكاتيريا ساخرا، مجرد رسم واحد.باريس “حامية الحريات” استدعت السفير الروسي احتجاجا على الكاريكاتير واعتبرت ما نشرته السفارة الروسية “غير مقبول”
واضاف سعادة عبر حسبه على فيسبوك، “لم نكن مخدوعين أبدا بكل ادعاءات الغرب الزائفة بخصوص الحريات وغيرها من مفاهيم اجتماعية وسياسية، ولا زلنا نعتقد بأنها فقط تتعلق بالعرق الأبيض وبأصحاب العيون الملونة، لكن الحرب الحالية أسقطت ورقة التوت وكشفت عورة الغرب، وما أقبحها من عورة”.
وقال مغردون رصدتهم “البوصلة“؛ إن فرنسا التي دافعت لسنوات عن الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للإسلام، والنبي محمد عليه السلام، استنفرت اليوم بسبب رسم ساخر.