كاظم عايش
كاظم عايش
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

كلمات وفاء.. لأستاذي سيد قطب في ذكرى استشهاده

كاظم عايش
كاظم عايش
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

في الحقيقة لا أجد الكلمات والمفردات والعبارات تسعفني حين أكتب عن مثل سيد , فللرجل في نفسي منزلة لا أحصيها الا اذا وقفت متأملا لساعات , ولقد قضيت من عمري ساعات طويلة وأنا أقرأ لسيد , وكان أول كتاب قرأته هو خصائص التصور الاسلامي ومقوماته , ثم هذا الدين والمستقبل لهذا الدين والتصوير الفني في القرآن الكريم ومعالم في الطريق والعدالة الاجتماعية وطفل من القرية وافراح الروح والاطياف الاربعة , أما الظلال فإنني أفيء اليها كثيرا كلما شعرت بالحاجة للراحة النفسية وزيادة المعرفة والاطلال على الآفاق الرحبة التي يجوبها سيد بقلمه السيال , و لا أظنني قرأت لأحد من الكتاب والمفكرين بمستوى سيد رحمه الله , ولقد أورثتني قراءته استخفافا بكل الكتب التي قرأتها من بعد , فلم أجد له مثيلا في من كتبوا أو سيكتبون.

كنت مقبلا على الاسلام بشغف حين طلب منا استاذ الثقافة الاسلامية في كلية الشريعة الاستاد محمد أديب الصالح أن نرجع الى كتب سيد , ولم أكن أعلم يومها أن سيد كان من مفكري الاخوان , وهذا من حسن حظي , اذ أن ذلك جعلني أقرأه بتجرد دون مؤثرات , ولو علمت أنه من الاخوان لم أكن لأنصفه حينها , فقد كنت على عداء شديد مع هذا الاسم(الاخوان) الذي كنت أخبرت منذ صغري أن أبتعد عنه وتم تشويهه في ذهني.

حين تقرأ لسيد , وتكون جادا , تشعر بالفخر أنك من أتباع هذا الدين , دين العبودية الخالصة لله , والتحرر من كل طواغيت الارض , دين العزة والرفعة والكرامة والنظافة والتجرد , الدين الذي يرفعك الى المقامات العليا ويشعرك بأهميتك وأهمية دورك في هذه الحياة , وأنك لا تعيش على هامشها , بل أنت الفاعل الاصيل في أحداثها , الدين الذي يخلصك من الوهم والخزعبلات ويجيب على الاسئلة الكبرى المتعلقة بوجودك , الذين الذي يجعلك تعيش الدنيا بطعم الآخرة , الدين الوسطي المعتدل المحبب الودود , الدين الذي يحقق لك سعادة الدارين , ويوضح لك طريق الهجرتين , الذين الذي يجعلك تخشى في الحضور والغيب , وتحسن في السراء والضراء , وتصبر ولا تتشكى ,وتحلم في مواضع الغضب , انه الاسلام العظيم الذي ينقلك سيد لرحابه بعبارته الواضحة الجلية التي لا لبس فيها ولا فلسفة ولا تعقيد .

ليس فكر سيد هو الذي يبهرك فقط , فقد تجد من المفكرين من يعجبك رأيه وفكره , لكن سيد يبهرك بمواقفه , فهو الرجل الذي وافق حاله مقاله , فها هو يعرض عن مناصب الدنيا وزخرفها حين تعرض عليه مقابل أن يماليء الظالمين فلا يفعل , وها هو يدخل السجن وهو يعاني من الامراض فلا يهن ولا يستخذي ولا يقبل الافراج عنه رغم حالته الصحية حين علم أن ثمن الافراج هو الاعتذار , ويتسائل مع أخته عماذا يعتذر ؟؟ هل يعتذر عن العمل مع الله وفي دعوة الله , ويقرر ما كتبه عن الأجل المحكوم بارادة الله , وأن أحدا لا يملك أن يقرر له رزقا ولا أجلا, ويقول في جزم واصرار (ان كنت محكوما بحق , فأنا أرتضي حكم الحق , وان كنت محكوما بباطل , فأنا أكبر من أسترحم الباطل ), ويقول في كلمات رائعة عن حياة الافكار وديمومتها (إن كلماتنا تبقى عرائس من الشموع , فاذا متنا في سبيلها وغذيناها بالدماء انتفضت حية وعاشت بين الأحياء), أما الروح التي كان يعيش بها فقد جلا صورتها في رسالته أفراح الروح , حيث يقرر أن الحياة تكون ذات قيمة حين تعيش لأجل الآخرين وليس لذاتك انت , وتشرق روحه في ثنايا كلماته ليريك صورة الانسانية في أبهى تجلياتها .

عاش سيد مع عالم أفكاره سيدا , ولم يحن هامة لظالم , عاش لفكرة الاسلام التي أرادها أن تصل الى جيل الشباب ناصعة خالصة من الشوائب والملوثات التي طالتها من قبل الادعياء المنتسبين زورا لهذا الدين , وأراد للشباب أن يرتفعوا ويرتقوا الى المستوى السامق الذي يرفعهم هذا الدين الى آفاقه حين يؤمنون به ويعطونه ثمرة أفئدتهم وخلاصة عقولهم , اراد لهم أن يعيشوا لهذا الدين وبهذا الدين , لأن هذا الدين هو مستقبلهم ومستقبل أمتهم في الدنيا ’ وفي الآخرة , والآخرة أبقى وأعظم وأفضل درجات.

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts