نور الدين نديم
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

“كلنا عابرون ويبقى الوطن”

نور الدين نديم
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

رحل الدكتور كامل أبو جابر وزير الخارجية الأردني الأسبق، تاركاً خلفه ذكريات من رحلة العمر.

والذي كان يتميّز فيها ببساطته المتمازجة مع الحكمة، وبتصالحه مع ذاته مع تفهمه وتقبله للآخر.

رحيل د. أبو جابر كغيره ممن سبقوه ومن سيتبعوه يؤكد حقيقة لا ينكرها إلا جاهل أعمى البصيرة، وهي أنَّ الكل عابر والوطن باقٍ، فمن مرّ وعبر فليترك الأثر وليورث من بعده نجاحاً ونهضةً في إطار عملٍ وطني تراكمي، منضبط باستراتيجيّة وطنية وخطة عمل عابرة للأشخاص.

رحل د. أبو جابر ابن اليادودة، لينشأ ويترعرع في العاصمة عمّان، ثمّ ينتقل إلى الولايات المتحدة الأميركية ليكمل رحلة التعلّم، ليعود منها مُدرّسّاً في الجامعة الأردنية.

والدكتور أبو جابر المعلم، عانى ما يعانيه المعلم بداية من التعيين مروراً بالمنهجيّة والرؤية وختاماً بالبيروقراطية والرجعية التشريعية الناظمة.

وأبو جابر الوزير لم يتجاوز أو يتنازل عن أيٍّ من مبادئه كأبي جابر المعلم، بل تسلسل بها، ليستقيل من الوزارة احتجاجاً على عدم مشاركة الأردن في حرب رمضان 1973.

يتنوّع د. أبو جابر بالمواقع ولا يتكرر بالإنجاز، ويبقى ثابتاً بقيم المعلّم المُحب لوطنه، والمؤمن بأن تغيير النهج وتعديل السوك وصناعة ثقافة المجتمع هي طريق التقدّم والنهضة والبناء.

لم يستطع د. أبو جابر أن يستمر في دبلوماسيته المعهودة عنه، ولا بالحياد والتوازن في المواقف السياسية، وقضية الأمة المصيرية، فقد استفزه حجم العنجهية الصهيونية وتغولها على كل منطقي ودبلوماسي، ولغة الفوقية ولسان ” شعب الله المختار ” الذي يتعاطون به فوق كل قانون دولي وعرف سياسي وأدب دبلوماسي، فخرج د. أبو جابر عن صمته ودبلوماسيته ليعبر عن رأيه واصفاً الصهيونية وكيانها بأنه أشد أذى وضرراً على العالم من النازيّة.

د. أبو جابر الذي رفض أن يسلّم على رئيس الوفد الصهيوني في محادثات مدريد، قائلاً : “شو بدي أبوس فيه “، عبّر عن حقيقة الأردني وإن اختلفت مهمته وفرضت عليه شكلاً من الأداء يمارسه قناعةً، أو اجتهاداً في خدمة وطنه وقضيته، إلا أنه كغيره من الأردنيين يتوحد معهم بالثوابت والقناعات والمبادئ الوطنية والقومية والأممية.

رحل د. كامل أبو جابر تاركاً خلفه إرثاً وطنيا وسيرة تزدحم بالكثير من الدروس، نتفق عليها أو نختلف، لكن عنوانها نقش في جبال عمّان والبلقاء وعجلون وسهول اربد والأغوار.. ” كلنا عابرون ويبقى الوطن”.

  • نور الدين نديم: الناطق باسم نقابة المعلمين الأردنيين.

(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts