رامي عياصرة
د. رامي عياصرة
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

كورونا.. حق الحياة حين لا يتجزأ

رامي عياصرة
د. رامي عياصرة
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

عندما تواجه البشرية وباء كورونا بشعور واحد فهذا شئ طبيعي لأنه يتعلق بحق الحياة، وحق الحياة حق طبيعي لكل انسان على وجه هذه المعمورة، ولا يجوز أن تتجزأ.

لكن قولوا بربكم كيف يستقيم هذا الشعور مع ما جرى ويجري من حروب دارت في منطقتنا اجهزت على حياة عشرات آلاف الناس من رجال ونساء ومسنين وأطفال كالحرب في سوريا ، وقبلها في العراق منذ الاحتلال الامريكي 2003م، وقبلها فترة الحصار الذي منع خلاله حتى حليب الأطفال مما اودى بحياة نصف مليون طفل عراق. وكذلك الحرب التي دارت رحاها في افغانستان وذهب ضحيتها عشرات الآلاف هناك.
علاوة على ما اقترفه الاحتلال الصهيوني منذ إكثر من سبعين عاما بحق شعبنا الفلسطيني الصامد، هل تذكرون يوميات انتفاضة الاقصى 2000م التي راح ضحيتها 4412 شهيدا فلسطينيا و48322 جريحا؟
فقد كان يستشهد في كل يوم ما يزيد على 150 شهيدا، ولازالة مشاهد الميركافا الصهيونية وهي تجتاح مخيم جنين ماثلة في الذاكرة لم تغب ولن تغب يوما كشاهد على الاجرام الصهيوني في نشر الموت والقتل والدمار، وبعد اكثر من عشر أيام حين سمح الاحتلال بدخول وسائل الاعلام كانت رائحة الموت تفوح من تحت انفاض المباني المهدمة التي سويت في الارض، في ذلك الوقت العصيب كانت جريمة الصمت العالمي أبشع من جريمة الإبادة ذاتها تلك.
هل تذكرون الحروب المتتالية التي شنتها آلة الحرب العسكرية للكيان الصهيوني على قطاع غزة المحاصر الذي تم تحويله الى أكبر سجن مفترح على وجه الأرض كوصمة عار على جبين البشرية ولازالت؟؟
أم هل تراكم نسيتم العمارات السكنية التي أسقطت فيها الاسقف على ساكنيها من اطفال ونساء وكبار في السن ؟

واليوم يوقف وباء كورونا كل مظاهر حياة الانسان و نشاطه التجاري والحياتي وأحالت مدنا كانت عامرة بأهلها الى مدن اشباح تخلوا محالها ومراكزها ومسارحها وملاعبها ومنتدياتها من أي نوع من انواع الحياة.
أوقف كورونا كل شئ لكنه فشل في أن يوقف حرب حفتر ومرتزقته في ليبيا وهجومه على طرابلس.
أوقف كورونا كل شئ لكنه فشل في أن يوقف الحرب في اليمن الذي اعادها مئة عام الى الوراء، ونشر فيها الاوبئة و الأمراض مثل الكوليرا وغيرها.

هل حق الحياة قابل للتجزئة والنظرة الانتقائية بين بني البشر ؟
هل يحق لشعوب الصين واليابان وكوريا وايران و روسيا شرقا، وايطاليا وفرنسا واسبانيا وبريطانيا وامريكا غربا وكل دول العالم التي اصابها المرض أن يتعاطف معهم كل البشر على وجه الأرض وهم يخوضون الصراع مع وباء كورونا، وتغرق عيون العالم بالدموع لمناظر العصيبة التي يشاهد فيها المرضى وهم يموتون في ردهات المستشفيات بعد أن عجزت المستشفيات عن استيعاب المرضى واعلنت انهيار نظامها الصحي وباتت تنتظر “قوة السماء” بعد أن يئست من نجدة أهل الارض كما عبر عن ذلك رئيس وزراء ايطاليا؟؟
هل يحق لهؤلاء كل هذا التعاطف ولا يحق للشعوب المغلوبة المظلومة المقهورة أن تجد من يذرف عليها ولو دمعة واحدة وذلك من باب الشعور الانساني المشترك وحقها في الحياة؟

هل يحق لبني البشر ونظامهم العالمي القائم أن يجزؤوا حق الحياة؟ فيعطى لشعوب ويحرم منه أخرى.

اذا كنتم يا أصحاب العالم المتقدم قد يئستم اليوم من مدد أهل الأرض وعونهم، فنحن الأمة المكلومة يئسنا منهم منذ عشرات السنين، واعلنا الاعتماد على الله تعالى وحده وعونه وقوته ومدده، فهو نعم المولى ونعم النصير.

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts