كورونا يحب العائلة والموجة الثانية بدأت بالفعل.. فهل تحمينا طفرة جينية تجعل الفيروس أضعف؟

كورونا يحب العائلة والموجة الثانية بدأت بالفعل.. فهل تحمينا طفرة جينية تجعل الفيروس أضعف؟

أظهرت دراسات حديثة أن فيروس كورونا المستجد معدٍ في صفوف العائلات أكثر مرتين من الأمراض المماثلة مثل “سارس”، وأنه موجود حتى في مياه الصرف الصحي. وبينما يخشى العالم من موجة تفشٍّ جديدة، أعلنت وزيرة الصحة الفلسطينية أن هذه الموجة بدأت بالفعل، فهل ينقذنا منها تحور جيني حميد للفيروس يجعله أضعف؟

نبدأ مع دراسة أجراها باحثون من الصين والولايات المتحدة، وجدت أن فيروس كورونا المستجد “سارس كوف 2” مُعدٍ في صفوف العائلات أكثر مرتين من أمراض مماثلة مثل متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد “سارس”، مع تسجيل عدد كبير من الإصابات الإضافية قبل أن تظهر أي أعراض على المصاب بكوفيد-19.

وباستخدام بيانات 350 مصابا بكوفيد-19 ونحو ألفين من أقاربهم في مدينة غوانغتشو الصينية، قدر الباحثون “معدل الهجوم الثانوي” للفيروس، أي احتمال أن ينقل المصاب المرض إلى شخص آخر، وتبين لهم أنه يبلغ 2.4%، بينما يقفز هذا الرقم إلى 17.1% بين سكان المنزل الواحد.

ووجد الباحثون أن احتمال إصابة أحد أفراد الأسرة بكوفيد-19 أعلى مرتين من احتمال انتقال “سارس”، وثلاث مرات أعلى من فيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية “ميرس”.

وخلصوا إلى أن احتمال نقل مصاب بكوفيد-19 العدوى إلى أحد أفراد أسرته أو زميله في السكن، أعلى بشكل ملحوظ، ليصل إلى 39% قبل بدء ظهور أعراض الفيروس عليه من بعده.

الصرف الصحي

وننتقل إلى اليابان حيث أكدت دراسة وجود فيروس كورونا في محطات مياه الصرف الصحي، وهو اكتشاف يمكن أن يكون بمثابة دلالة على حالات تفش في المستقبل.

واختبر القائمون على الدراسة المياه من أربع محطات معالجة في مقاطعتي إيشيكاوا وتوياما في غرب اليابان، وجاءت 7 عينات من أصل 27 عينة إيجابية لفيروس سارس كوف 2.

وأجرت الدراسة جامعة مقاطعة توياما وجامعة كانازاوا وجامعة كيوتو. وتماثل هذه النتائج دراسات مماثلة في أستراليا والولايات المتحدة وأوروبا.

ويقول خبراء في مجال الصحة العامة إن مثل هذه العينات يمكن استخدامها لتقدير عدد المصابين في منطقة ما دون فحص كل فرد.

وقال يوكي فيريوز -الأستاذ بجامعة كيوتو والذي لم يشارك مباشرة في الدراسة- إن “اختبار الصرف الصحي يستخدم كنظام تحذير مبكر لتنبيه الناس بشأن الانتقال المستمر (ربما دون ملاحظة) للعدوى في المجتمع”.

موجة ثانية

وفي الأراضي الفلسطينية، قالت وزيرة الصحة مي الكيلة إنه تم تسجيل 24 إصابة جديدة اليوم الخميس بفيروس كورونا المستجد، مما يرفع إجمالي الإصابات إلى 769 إصابة.

وقالت “دخلنا في موجة ثانية من جائحة كورونا، ونشدد مجددا على أهمية وضرورة تقيد جميع المواطنين بإجراءات السلامة والوقاية”.

وحث الرئيس الفلسطيني محمود عباس المواطنين -يوم الاثنين- على الالتزام بشروط السلامة العامة ووضع الكمامات والابتعاد عن التجمعات.

وفي الولايات المتحدة، تشهد العديد من الولايات ارتفاعا قياسيا في حالات الإصابة اليومية بفيروس كورونا المستجد فيما تمضي قدما في تخفيف إجراءات الإغلاق، ومن بينها أوكلاهوما، حيث من المقرر أن يعقد الرئيس دونالد ترامب تجمعا لحملة إعادة انتخابه يوم السبت المقبل.

ويخشى مسؤولو الصحة وبعض القادة المحليين من أن يسهم تجمع مدينة تولسا في انتشار الفيروس، وهو أول تجمع لترامب منذ أوقفت الجائحة التجمعات الكبيرة.

ويدفع ترامب باتجاه إعادة فتح البلاد، وكثيرا ما بدا أنه يقلل من شأن مخاوف الصحة العامة من تفشي المرض.

وكتب مايك بنس نائب الرئيس، وقائد فريق عمل البيت الأبيض لمكافحة فيروس كورونا -الثلاثاء في مقال رأي في صحيفة وول ستريت جورنال- أن “الذعر” بشأن موجة ثانية من الإصابات “مبالغ فيه”.

الصين تعود للواجهة

وفرضت السلطات الصينية قيودا على التنقل تطال قرابة نصف مليون شخص قرب بكين الخميس، ضمن تدابير منع تفشي موجة جديدة من فيروس كورونا المستجد، شملت حملة فحوص واسعة النطاق تعقب المخالطين للمصابين وإغلاق أجزاء من العاصمة.

وسجلت 21 إصابة جديدة بالفيروس في الساعات الـ24 الأخيرة في بكين، وفق اللجنة الوطنية للصحة، مما يرفع إلى 158 الحصيلة الإجمالية للإصابات منذ رصد بؤرة جديدة الأسبوع الماضي، بعد أشهر من عدم تسجيل عدوى محلية.

وتقوم بكين بجمع قرابة 400 ألف عينة يوميا، في حملة للكشف عن أي إصابات بكوفيد-19، وسط قلق من أن تتسبب البؤرة الجديدة في موجة ثانية من الوباء في الصين، بعد أن تمكنت إلى حد كبير من احتواء العدوى منذ ظهور الفيروس في مدينة ووهان وسط البلاد أواخر العام الماضي.

وظهرت الإصابات الأخيرة في سوق شينفادي الكبير للبيع بالجملة في بكين، الذي يزود المدينة بأكثر من 70% من اللحوم والخضار.

صنف جديد

وتكشف كثير من المعطيات أن موجة العدوى في الصين مرتبطة بطفرة جديدة، وفي التجارب الأولى تبين أن صنفا جديدا من فيروس كورونا المستجد ينتشر في الصين، وذلك وفقا لتقرير لموقع دويتشه فيله.

ففيروس “سارس كوفيد 2” الموجود في بكين يختلف قليلا عن الفيروس الذي اجتاح الصين من قبل، كما يقول عالم الفيروسات بوزارة الصحة الصينية زينغ جوان في صحيفة غلوبال تايمز.

ومن أجل التكاثر، تستخدم الفيروسات خلايا مضيفة. وعندما تهاجم الفيروسات هذه الخلية المضيفة، فإنها تدخل إلى صلب الرموز الجينية داخل الخلية، وعلى هذا النحو تنتج خلايا الجسم ملايين نسخ الفيروس.

وفي العادة، يكون الجسم البشري قادرا على حماية نفسه من هذه الفيروسات، فهو ينتج جسما مضادا يدافع عنه ضد هذا النوع من الهجمات الفيروسية ويجعله منيعا ضد مسبب المرض.

وإذا حصلت طفرة لمسبب المرض والأجسام المضادة مبرمجة على نسخة قديمة من الفيروس، فإن الأجسام المضادة تكون لها فاعلية أقل. ولهذا السبب نصاب بانتظام بالزكام، والجسم كوّن خلال نزلات الزكام السابقة أجسام مضادة مماثلة، لكن مقابل مسبب المرض المتحول ليس لدينا أجسام مضادة جديدة.

هل الطفرات خطيرة؟

ولا يصبح الفيروس تلقائيا خطيرا من خلال طفرة، بل إن بعض الطفرات يمكن أن تضعف الفيروس.

وحتى عالم الفيروسات كريستيان دروستن من مستشفى شاريتي في برلين، يعتبر الطفرة أمرا إيجابيا. فمن خلال الطفرات يمكن أن يضعف الفيروس بحيث يختفي كليا في النهاية، وهذا ما حصل خلال ظهور وباء متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد سارس عام 2003.

وابتداء من نوفمبر/تشرين الثاني 2002، انتشر وباء سارس من جنوب الصين في غضون أسابيع قليلة في جميع القارات تقريبا، وأثار مخاوف كبيرة لدى السكان.

لكن الوباء تسبب في غضون نصف سنة في 774 وفاة فقط في العالم. ومنذ صيف 2003 تراجع عدد المصابين الجدد عالميا باستمرار، وفي مايو/أيار 2004 أعلنت منظمة الصحة العالمية بأنه تم تجاوز موجة الوباء الأولى لسارس.

ولذلك فقد تكون الطفرة الجديدة التي ظهرت في الفيروس المكتشف حديثا في بكين قد جعلته أقل شراسة، وهذه  قد تكون أخبارا جيدة.

من جهته، قال وو تشون يوو خبير علم الأوبئة في المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها: لقد “تمت السيطرة على الوباء في بكين”.

وقال وو في مؤتمر صحفي “عندما أقول إنه تحت السيطرة، فهذا لا يعني أن عدد الحالات سيتحول إلى الصفر غدا أو بعد غد.. الاتجاه سيستمر لفترة من الزمن لكن عدد الحالات سينخفض”.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: