كيف أسهم التركيز على غسل اليدين أكثر من الكمامة بنشر كورونا؟

كيف أسهم التركيز على غسل اليدين أكثر من الكمامة بنشر كورونا؟

منذ اللحظة الأولى التي أعلن فيها عن فيروس كورونا، شددت نصائح الصحة العامة على أهمية غسل اليدين وتنظيف الأسطح لتقليل خطر الإصابة بالعدوى.

وبحسب صحيفة الغارديان البريطانية، في تقرير ترجمته “عربي21” تم تقديم النصيحة من خلال العديد من الأبحاث التي درست إنتقال فيروسات الجهاز التنفسي الأخرى، كانت هذه أفضل نصيحة يمكن أن يقدمها العلماء لمثل هذا المرض الجديد.

ولكن مع انتشار الوباء، وتداول المعلومات، بدأ بعض العلماء في التساؤل عما إذا كان التركيز على نظافة اليدين أمرٌ بالغ الأهمية كما أشير له سابقاً. خاصة بعد زعمهم أن الأسطح الملوثة مثل مقابض الأبواب والمفاتيح وغيرها من الأسطح قد لا تكون مشكلة كبيرة.

وعادت القضية للظهور بعد أن قالت مونيكا غاندي أستاذة الطب بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو لمجلة العلوم الأمريكية Nautilus أن أسهل طريقة للإصابة بفيروس كورونا كانت من خلال الرذاذ الذي يتم نشره من فم أو أنف الشخص المصاب.

وقالت: “ليس من خلال الأسطح، نحن نعلم الآن أن أصل إنتشاره ليس من لمس الأسطح ولا حتى لمس عينيك. بل من الاقتراب من شخص ينفث الفيروس من فمه وأنفه، دون أن يعلم بذلك في معظم الحالات”.

غاندي ليست الأولى التي تحدثت عن هذا الأمر، تأتي تعليقاتها بعد نشر ورقة بحثية في لانسيت لأستاذ علم الأحياء الدقيقة إيمانويل جولدمان من جامعة روتجرز في نيو جيرسي. والتي كتب فيها مشككاً من أهمية الدراسات العلمية التي أظهرت أن الفيروس يمكن أن يعيش على الأسطح لعدة أيام.

وكتب: ” في رأيي، إن فرصة انتقال العدوى عبر الأسطح غير الحية ضئيلة جداً، وفقط تحدث في الحالات التي يسعل فيها الشخص المصاب أو يعطس على السطح، ويلامسه شخص آخر بعد فترة قصيرة من السعال أو العطاس” وحدد الفترة القصيرة في غضون ساعة إلى ساعتين.

ويعتقد الدكتور جوليان تانغ، الأستاذ المساعد الفخري لعلوم الجهاز التنفسي في جامعة ليستر، أن غسل اليدين يجب أن يبقى أمراً ثابتاً، لكنه يوافق على أن هناك مبالغة في المخاطر الناجمة عن الأسطح.

ويعتقد تانغ أن الانشغال بالأسطح الملوثة يصرف انتباه الدول على التعامل بجدية مع انتقال العدوى عن طريق الجو والتقليل من أهمية إرتداء الأقنعة “ما قلناه دائماً هو أن الفيروس ينتقل عبر جميع الطرق، ونحن لا نعارض غسل اليدين ولكن التركيز عليها هو أمر خاطئ”.

وقال لصحيفة الغارديان: ” لقد تم إنفاق الكثير من الأموال والأوقات في تنظيف الأسطح، بينما الخطر الرئيسي هو على الأرجح من التحدث إلى بعضنا البعض دون إستخدام الأقنعة إذا كنا قد بذلنا كل الجهود على الأقنعة في وقت مبكر، فمن شبه المؤكد أننا لن نواجه مثل هذا الوباء المرعب في أوروبا وأمريكا الشمالية”.

وحجة جولدمان بنيت على دراسات أظهرت أن آثار الفيروس العالق على الأسطح لم تكن معدية “بشكل قابل للحياة”. لكن ويليام كيفيل وهو أستاذ الرعاية الصحية البيئية في جامعة ساوثهامبتون قال بأنه يجب تطهير أسطح المستشفيات بانتظام، لأنه ليس بالغريب أن تكون هناك فيروسات عالقة. وأضاف “لقد قمنا بفحص المطهرات التي تستخدم لتنظيف الأسطح ويمكن أن تعمل بشكل جيد”.

وكان كيفيل وآخرون قد أظهروا أن فيروس كورونا المستجد يمكن أن يظل معدياً على الأسطح الصلبة لعدة أيام. ولكن ما الذي يجعلها “قابلة للحياة” هو أمر لا يزال غير واضح، وسيختلف ذلك بالاعتماد على ما إذا كان الفيروس يدخل عن طريق العين أو الأنف أو الفم ومن خلال قطرات كبيرة أو رذاذ صغيرة، أو عن طريق لمس تلك المناطق بأيدي ملوثة.

كما أن هناك عاملا آخر معقدا وهو الشخص نفسه، حيث أن لدى بعض الأشخاص قابلية مختلفة للإصابة بالفيروس.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: