كيف علق سياسيون على غياب الأردن عن “منتدى النقب” التطبيعي؟

كيف علق سياسيون على غياب الأردن عن “منتدى النقب” التطبيعي؟

البوصلة – محمد سعد

ظلت الأردن غائبة بشكل ملحوظ عن مجموعات عمل ‎منتدى النقب التطبيعي، وهي أكبر اجتماع بين الاحتلال الإسرائيلي ودول التطبيع منذ عام 1991 .

ولم تشارك عمان عندما اجتمع وزراء الخارجية بحضور الاجتماع الافتتاحي للمنتدى أذار الماضي، ولم ترسل دبلوماسيا إلى اجتماع اللجنة التوجيهية في المنامة في حزيران.

واعتبر مستشار وزارة الخارجية الأمريكية ديريك شوليه، أن اجتماعات منتدى النقب التطبيعي بالعاصمة الإماراتية أبوظبي “تعد أكبر اجتماع بين إسرائيل وشركائها الإقليميين منذ عام 1991”.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها شوليه، الثلاثاء لقناة الحرة الأمريكية.

وفيما يتعلق بعدم مشاركة الأردن والفلسطينيين في اجتماعات المنتدى، قال شوليه: “الأمر متروك بالطبع للدول لتقرر ما إذا كانت تريد الحضور أم لا. ونحن نؤيد تماماً انضمام الفلسطينيين والأردنيين وانضمام آخرين”.

شوليه أضاف أن غالبية جلسات المنتدى ركزت بشكل أساسي على “ضرورة الخروج بنتائج ملموسة “يمكن أن تفيد جميع الناس في المنطقة، ومن بينها تعزيز الاقتصاد الفلسطيني وتحسين نوعية الحياة للفلسطينيين والآخرين”.

إقرأ أيضا: أكاديمي إسرائيلي يحذر: الصدام مع الأردن قد يصل لإلغاء اتفاق السلام

وانتقد مصطفى البرغوثي -الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية- انخراط 4 دول عربية في فعاليات المنتدى التطبيعي.

وحيا البرغوثي في تصريحات إعلامية الأردن على قراره عدم المشاركة في هذه الاجتماعات، وقال إن هذا يدل على أن عمّان تتفهم طبيعة التطور الخطير الذي جرى مع قدوم أكثر حكومة فاشية بتاريخ إسرائيل، على حد وصفه.

وأشار إلى التأييد العربي الكبير للقضية الفلسطينية في مونديال قطر 2022، وأكد أنه كان عرسا فلسطينيا وأظهر موقف الشعوب الحقيقي، مؤكدا أنه بهذه الاجتماعات تعزل الحكومات العربية نفسها عن شعوبها.

وهذا هو الاجتماع الثالث للجنة التوجيهية للمنتدى التطبيعي حيث عُقد الأول في البحرين في حزيران 2022، والثاني على شكل اجتماع افتراضي في تشرين الأول 2022.

وقال المحلل السياسي الجزائري حسين لقرع، “نشكر الأردن على موقفها الرافض لحضور منتديات الخيانة والعار، سواء في النقب الفلسطينية في مارس 2022، أو الآن في الاجتماعات التحضيرية بالإمارات ولاحقًا في مملكة “رئيس لجنة القدس”.

وأضاف في مقال نشره الثلاثاء، “يبدو أنّ الأردن قد استخلصت الدرس من تجربة تطبيعها مع الاحتلال في 1994، من دون أن يحقّق لها ذلك أيَّ رخاءٍ اقتصاديٍّ..، وهو درسٌ للمغرب والسودان وكلّ من يتحدّث عن رخاء اقتصاديّ وشيك سيجلبه التعاونُ مع الاحتلال”.

واشار الكاتب الجزائري، “إذا كانت الأردن تطبّع منذ 1994 ومع ذلك تُطرح الآن “وطناً بديلًا” للفلسطينيين الذين يريد بن غفير وسموتريتش تهجيرهم إلى هناك، فهل يطمع باقي المهرولين في أن يُخلص لهم الاحتلال المودّة؟!”.

إقرأ أيضا: غاز العدو احتلال توجه “نداءً مهمًا” لحماية الأردن من حكومة نتنياهو الإرهابية

ونقلت صحيفة “تايمز اوف إسرائيل” العبرية، عن مسؤولين أردنيين قالوا أنهم غير مستعدين للانضمام إلى “منتدى النقب” ما دام الفلسطينيون ليسوا على الطاولة أيضا. ولم تُظهر السلطة الفلسطينية أي اهتمام بالتعاون مع مبادرة إقليمية تعتبرها محاولة لتهميش أجندتها الدبلوماسية.

وعلى الرغم من العقبات، فلم يتخلى أعضاء منتدى النقب – وخاصة الولايات المتحدة – عن إقناع الأردن بالانضمام، كما قال دبلوماسيون للصحيفة العبرية، قائلين أن إنضمام دول أخرى تعزز شرعية المنتدى.

وأكد أحد الدبلوماسيين العرب أن مشاركة الأردن مهمة بشكل خاص لأن إضافتها ستظهر أن منتدى النقب لا يتطلع إلى تجاوز القضية الفلسطينية. “لا يهتم جميع الأعضاء بنفس القدر بالقضية الفلسطينية، لذا فإن وجود دولة مثل الأردن على الطاولة سيضمن بقائها دائما على جدول الأعمال، بالنظر إلى دور عمان الحاسم في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني”.

وتأسس “منتدى النقب” خلال لقاء عُقد في آذار 2022 بمنطقة النقب، كجزء من عملية تنفيذ “اتفاقيات إبراهيم” للتطبيع بين دول عربية والاحتلال الإسرائيلي.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: