كيف نستعد لصيام شهر رمضان؟

كيف نستعد لصيام شهر رمضان؟

مع بدء العد التنازلي لاستقبال شهر رمضان، يحتاج الإنسان إلى أن يُهيئ جسمه لدخول مرحلة الصيام، كي يكون الجسم جاهزاً لنظام غذائي جديد، سيتّبعه لمدة شهر، قبل أن يعود إلى ما كان عليه سابقاً.

وتشير اختصاصية التغذية غنوة زبير، في حديثها لـ”العربي الجديد”، إلى أنّ من الأفضل أن نبدأ بتحضير أجسامنا “قبل أسبوعين على الأقل، من أجل أن تمرّ فترة الصيام من دون أي مشاكل صحية أو نفسية، كالصداع أو الغضب والانفعال”.

تترافق الأيام الأولى من شهر رمضان بعدد من المشكلات الصحية، أهمها الصداع الذي يعود إلى الأعراض الانسحابية لمادة الكافيين، ولتفادي ذلك، تنصح زبير بأن “نبدأ قبل أسبوع أو أسبوعين على الأقل بالتقليل تدريجياً من الاستهلاك اليومي للكافيين. فعلى سبيل المثال، تخفيض عدد فناجين القهوة المتناولة من ثلاثة يومياً إلى فنجانين ثم فنجان. وفي مرحلة لاحقة، يمكن استبدال القهوة الغنية بالكافيين بقهوة منزوعة الكافيين، إلى أن نقلع عن تناولها نهائياً”.

كذلك، يُعاني المدخنون من الأعراض الانسحابية لمادة النيكوتين، وأهمها الانفعال والغضب، وذلك لأن النيكوتين يساهم في زيادة إفراز مواد كيميائية معينة في الدماغ تسمى الدوبامين التي تساعد في تحسين المزاج والسلوك. ولتجنب ذلك، لا بد من “تقليص عدد السجائر المستهلكة تدريجياً في أثناء النهار، لتقليل ما سيحدث عند الصوم، وقد تكون فرصة للإقلاع عن استهلاكها نهائياً”.

وللأشخاص الذين ينوون الصيام، تذكر زبير بأهمية تناول السوائل والمياه بوفرة في فترة تحضير الجسم لشهر رمضان. وكقاعدة عامة، تنصح بتناول “ثمانية أكواب من الماء يومياً، ويفضل أن يبدأ الشخص بتعود تناول هذه الكمية قبل رمضان، حتى يحافظ على تلك العادة مع بدء الصيام”، وبالتالي يتفادى مشكلة جفاف الجسم التي يمكن أن تؤدي إلى الصداع وأوجاع في الجسم.

هناك كثير من الأشخاص يتناولون ثلاث وجبات رئيسية خلال الأيام العادية، بالإضافة إلى وجبات خفيفة، كالفاكهة. في هذا الصدد، تنصح اختصاصية التغذية أولئك الأشخاص بالبدء باعتماد طريقة التقليل من عدد الوجبات الخفيفة خلال اليوم، خصوصاً إذا كانوا ممن يعانون من مشاكل صحية من جراء الصيام أو قلة الأكل، وذلك “لتتماشى مع كمية الوجبات التي نتناولها خلال شهر رمضان”، لأن فترة الإفطار خلال رمضان قصيرة، وستقتصر على ثلاث وجبات فقط، وهي وجبة الإفطار، وبعد ساعتين أو ثلاث ساعات وجبة صغيرة، ثم وجبة السحور.

وتشدد غنوة في تصريحاتها لـ”العربي الجديد” على ضرورة رجوع الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، مثل أمراض القلب والسكري، إلى طبيبهم المعالج، لأنه على دراية كاملة بوضعهم الصحي، وهو من سيقرر إذا كان الصيام مناسباً لحالتهم الصحية أو لا. وإن وافق الطبيب، وأخبرهم بإمكانية صيامهم، فعليهم التنسيق مع اختصاصي تغذية من أجل “وضع نظام غذائي، أو تعديل نظامهم الغذائي، من أجل أن يتناسب مع الصيام لساعات طويلة، من دون التأثير في صحتهم”.

أما بالنسبة إلى التحضيرات المنزلية، وخصوصاً بالنسبة إلى النساء العاملات، أو الأشخاص الذين يُعدّون طعامهم في المنزل، فيفضل أن يبدأوا من الآن “بتجهيز بعض المأكولات ووضعها في الثلاجة، كالخُضر واللحوم المطبوخة أو النيئة، ليتجنبوا الضغط وضيق الوقت المرافق لأيام الصيام”.

إلى جانب أن شهر رمضان يمثّل فرصةً للمّ شمل العائلة، والتكافل الاجتماعي، ومساعدة الفقراء والمحتاجين، للصيام أيضاً فوائد صحية، بحسب غنوة زبير، تتمثل بـ”زيادة المناعة والتخلص من الخلايا القديمة، وزيادة مستويات محاربة الالتهابات، وتنظيم مستوى السكر في الدم وخسارة الوزن عبر تكسير الدهون”. بطبيعة الحال، لكي يستطيع الإنسان أن يستفيد من صيامه، لا بد من أن يتبع نظاماً غذائياً صحياً، لأن ما ينتج من الصيام من آثار إيجابية، قد يذهب سُدى إن لم يلتزم الصائم هذه المنظومة.

العربي الجديد

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: