كيف يتأثر نظام تناولنا للطعام بما نراه على منصات التواصل الاجتماعي؟

كيف يتأثر نظام تناولنا للطعام بما نراه على منصات التواصل الاجتماعي؟

البوصلة – تمتلئ زوايا الإنترنت بصور ومقاطع فيديو للأطعمة والمطاعم المختلفة، لكن كيف يتأثر نظام تناولنا للطعام بما نراه على منصات التواصل الاجتماعي؟ وهل يغير ما نراه من قراراتنا الغذائية؟

في مقال نشره موقع “بي بي سي فيوتشر”، أوضحت جيسيكا براون أنه في حين أن رائحة ومذاق الطعام يمكن أن يكون لهما تأثير قوي لا يمكن إنكاره على رغباتنا الشديدة، فهل تعد المنشورات اللانهائية للوجبات الخفيفة ذات أثر على نظام تناولنا للطعام؟

توصلت الأبحاث إلى أنه كلما كانت العلاقة بين شخصين أوثق وأقوى، زاد تأثير خيارات طعام الواحد للآخر. فإذا كنت تحب أو تحترم الشخص الذي أمامك، فمن الممكن أن تميل إلى تقليده في مختلف الأمور، ومن بينها عادات الطعام سواء صحية أم لا. ويشكل ذلك التحفيز “الاجتماعي” لتناول الطعام.

كيف يتأثر نظام تناولنا للطعام بما نراه على منصات التواصل الاجتماعي؟
(أنسبلاش)

كما يشير الخبراء إلى أدلة على أنه إذا رأيت صورًا للطعام، فإن هذا التحفيز البصري يمكن أن يدفعك للشعور بالرغبة في تناول الطعام.

لكن منصات التواصل الاجتماعي هي مكان تلتقي فيه الإشارات البصرية والاجتماعية. تشير بعض الأبحاث إلى أنه إذا نشر أصدقاؤك بانتظام حول أنواع معينة من الطعام، فقد يقودك ذلك إلى تقليدهم. وتشير الأبحاث إلى أن منصات التواصل الاجتماعي قد تغير علاقتنا بالطعام، مما يجعلنا نفكر بشكل مختلف حول ما نأكله.

على سبيل المثال، إذا كان جميع أصدقائك على إنستغرام ينشرون صورًا للوجبات السريعة، فسيكون ذلك بمثابة وضع قاعدة مفادها أن تناول الوجبات السريعة هو ما يفعله جميع الناس.

في الواقع، فإن هذا التأثير ينطبق بشكل خاص على الدهون المشبعة، لأنها تجعلنا نشعر بالرضا عن طريق إفراز الدوبامين وتحفيز مراكز المتعة في الدماغ. البشر مهيئون بيولوجيًا للبحث عن طعام كثيف السعرات الحرارية – وهي القدرة التي ساعدت أسلافنا على البقاء على قيد الحياة عندما بحثوا عن الطعام.

أصبح العلماء قلقين بشكل متزايد من أن المحتوى المرتبط بالطعام على وسائل التواصل الاجتماعي يجعلنا نفكر بشكل مختلف في الطعام. تروج خوارزميات الوسائط الاجتماعية للمحتوى الذي يتفاعل معه المستخدمون بشكل أكبر، لذا فإن مشاهدة المزيد من الأطعمة غير الصحية يعني ظهور المزيد منها في المستقبل على حساباتنا.

وقد قدرت إحدى الدراسات أن الأطفال والمراهقين يرون منشورات تسويق للطعام بما يتراوح بين 30 وحتى 189 مرة في الأسبوع على تطبيقات التواصل الاجتماعي، بحيث إن الوجبات السريعة والمشروبات السكرية كانت الأكثر شيوعًا. ولكن المواضع الإعلانية من قطاع الأغذية ليست وحدها المسؤولة عن ذلك، فنحن جميعًا قادرون على التأثير على الأشخاص عبر الإنترنت.

بمجرد أن نزيل الغموض عن سبب الشعور بالرضا عند رؤية صور البرغر ورقائق البطاطس، يختفي تأثير الشعور بالسعادة. بعبارة أخرى – إذا فهمنا أننا بطبيعتنا البيولوجية نشعر بالرضا عند رؤية صور البرغر (أو أي طعام يحمل نسبة عالية من الدهون والسعرات الحرارية)، فربما نصبح أقل عرضة للتأثر به.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: