كيف يستغل الاحتلال “زيارة بايدن النفطية” لتوريط الأردن؟

كيف يستغل الاحتلال “زيارة بايدن النفطية” لتوريط الأردن؟

البوصلة – عمان
تحدث الوزير الأسبق والكاتب محمد أبو رمان، عن زيارة الرئيس الامريكي جو بايدن للمنطقة المعلنة عنها خلال منتصف الشهر الحالي وما قد ينتج عنها و الأمور التي ستطرح خلال اللقاءات.

وفي حزيران الماضي أعلن البيت الأبيض أن بايدن سيجري أول زيارة له إلى الشرق الأوسط بين 13 و16 تموز المقبل تشمل السعودية والأراضي الفلسطينية والكيان الإسرائيلي.

وأوضح الديوان الملكي السعودي أن جدول الزيارة يتضمن في يومها الثاني حضور بايدن قمة مشتركة، دعا إليها الملك سلمان بن عبدالعزيز، مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي، والملك عبدالله الثاني، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي”.

وأكد أبو رمان خلال ندوة عقدها مركز الدستور للدراسات الاقتصادية، أمس الاربعاء، حول (الاردن.. والتحالفات الاقليمية والدولية)، ان الملك عبد الله الثاني قال “لا” بلغة دبلوماسية وليس مباشرة لمشروع ما يسمى الناتو الشرق اوسطي.

وقال، “أصبح هناك نوع من التشويش الهائل على الموقف الأردني اعلاميا وسياسيا، وتم تحميل كلام جلالة الملك عبدالله الثاني ما لا يحتمل في موضوع الناتو الشرق اوسطي”.

وأضاف، “تفاجأنا أن بعض الإعلام الأردني سار مع الحملة في البداية والإعلام الإسرائيلي ضخ مواد هائلة عن الموضوع، وكذلك الإعلام العربي والغربي، حتى أصدر وزير الخارجية أيمن الصفدي توضيحا، وخرجت الصحف بعد يومين تبين ان الأردن غير موافق على الناتو”.

واعتقد أبو رمان، ان بايدن سيأتي إلى المنطقة فقط من أجل النفط والطاقة، ويريد أن “يسترضي السعودية”، مؤكدا “وجود مأزق شديد على المستوى الداخلي والانتخابات النصفية على الأبواب، وهو أيضاً في أزمة مع حلفائه الأوروبيين لكنه غير معلن”،مشيرا الى أن أوروبا مرتبكة في التعامل مع الحرب الروسية الأوكرانية ولديها قلق شديد بالنسبة للمرحلة القادمة.

وأشار الوزير الاسبق إلى وجود مشروع خطير في المنطقة عاد ينشط مستثمراً الحرب الأوكرانية الروسية ونتائجها الدولية والإقليمية، قائلا، “بايدن يأتي إلى المنطقة محملاً بموضوع النفط، والإسرائيليون يستثمرون ذلك، وهنالك ضغوط شديدة على بايدن والإدارة الأميركية للوصول إلى أي مستوى من مستويات التطبيع الرسمي، وهذا الأمر واضح تماماً في الإعلام الإسرائيلي والسياسات الإسرائيلية، فهناك عمل على هذا المسار، وأعتقد أن هنالك مشروعا خطيرا في المنطقة، وهذا المشروع عاد لينشط مستثمراً الحرب الأوكرانية الروسية ونتائجها الدولية والإقليمية وهو مشروع كوشنر”.

وفي قراءته لزيارة الرئيس الأمريكي وتداعياتها، يقول عضو الحزب الجمهوري الأمريكي جبريال صوما،في تصريحات إعلامية، “بايدن بحاجة ملحة لزيادة إنتاج النفط السعودي؛ من أجل تخفيض أسعاره عالميا في ظل أزمة الطاقة” الراهنة.
ويشير إلى أن “الولايات المتحدة كانت تنتج خلال فترة رئاسة دونالد ترامب نحو 15 مليون برميل نفط يوميا، وهو ما كان يسمح بتزويد أوروبا بحاجتها اليومية من النفط وكذلك الغاز؛ لكن منذ قدوم بايدن لسدة الحكم قرر تخفيض الإنتاج الأمريكي إلى 11 مليونا لحماية البيئة”.

ولفت أبو رمان إلى أن “كوشنر بعد ذهاب إدارة ترامب لم يخرج من المنطقة، فهو ما زال موجوداً فيها وبشكل مستمر، وما زالت أجندته تعمل وهو حريص على استمرار أجندته وهي التطبيع العربي الإسرائيلي، وآخر أمر هو تنشيط فكرة حلف الناتو، ومعناه تحالف عربي إسرائيلي في مواجهة إيران”.

وحول العلاقات الاردنية الأميركية قال أبو رمان أنها “تبدو بأفضل حالاتها، والأردن ثاني دولة على مستوى المساعدات، وتزداد أهميته إقليمياً بالنسبة لأميركا لأنه نتيجة التوترات في المنطقة والأزمات يرى الأميركان أن الأردن حليف”.
وحذر في الوقت ذاته، من تطور وصفه بالخطير في الأجندة الإسرائيلية تقود معه جزءا من الأجندة الأميركية مرتبط بحل القضية الفلسطينية في الأردن ، وقال، “لم تعد المسألة مسألة توقع، أصبح خطابا علنيا واضحا وصريحا من قبل اليمين الإسرائيلي، وأعتقد ان هذه التطورات بحاجة أردنيا أن يتم التفكير فيها، وأن نقرأ التحالف، وما يطرح من تحالفات إقليمية الآن، والناتو بشكل واضح”.

ووأضاف أبو رمان “نحن نعلم ان الدولة مضطرة أن تتحدث بكلام فيه نوع من النعومة، لأن مصالح الدولة مهمة وتنظر لعلاقاتها مع الآخرين، لكن نحن كإعلام أو كباحثين أو كمثقفين يجب أن نتحدث بوضوح وصراحة، فالاتفاقيات الإبراهيمية تضر بالأردن ومصالح الأردن والاحلاف تهدد الأمن الوطني الأردني ونحن في المرحلة القادمة أمام تحديات خطيرة وكبيرة، خاصة إذا جاءت نتائج الانتخابات النصفية في أميركا بعودة، ليس فقط الجمهوريين، بل عودة مشروع ترامب، لأن ترامب هو الشخصية القوية الآن، وإذا عاد بعد عامين الى المشهد، فأعتقد أن الأردن سيصبح في حالة صعبة في مواجهة استحقاقات دولية وإقليمية”.

والرئيس بايدن سيقوم برحلة مباشرة من الاحتلال إلى جدة بالسعودية خلال زيارته الى المنطقة من 13 الى 16يوليو. لتكون أول رحلة لرئيس أمريكي من “إسرائيل” الى دولة عربية لا تقيم علاقات تطبيعية معها.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: