لا تغفلوا عن أولادكم!!

لا تغفلوا عن أولادكم!!

الدكتور عبدالحميد القضاة (رحمه الله)

نشرة فاعتبروا (228)

  • الأولاد يكبرون جسمًا ويصغرون دينًا، يأكلون طعامًا ويجوعون حُبًا وجلوسًا ووئامًا!!
    والزمان الآن لم يعد كسابقه، في اليوم الذي تغفل فيه عن ولدك يهجم على عقله ألف فكرة خاطئة، وعلى عينيه ألف مقطع سيء، وعلى وقته ألف شاغل وشاغل بالشر عن الخير.
  •  فكيف بمن يغيبون شهورًا ودهورًا؟!، أيها الآباء، لا حاجة لأولادكم في الثوب الجديد، أو المصروف الكبير، أو الميراث الوفير؛ إذا لم تؤسسه بحضورك على حب الله ومراقبته، وتكتشف مواطن الخير فيه فتتعهدها، وتعرف مكامن الشر في نفسه فتنتزعها.
  • أيها الآباء… لا تعتذروا بضيق أوقاتكم فتكونوا كمن يضحك على نفسه!، فقد كان الصحابة يفتحون العالم ويعودون فيفتحون قلوب أولادهم ويُحسنون تربيتهم ويورثونهم دينهم الحق.
  • فلا تعتذروا؛ فللرجال بصمات وللنساء لمسات، ولا غنى للولد عن كليهما، ولا تعتذروا بالسعي على أرزاقهم، فبئس الرزق ذلك الذي يقدم للأمة أجسامًا معلوفة، وأخلاقًا مهلهلة.
  • v    الزمان الآن صعب، وأولادنا مساكين، يحتاجون أضعاف أضعاف ما كنا نأخذ في مثل أعمارهم، مع فرق الفتن والمغريات التي بين جيلنا وجيلهم!! عودوا إلى بيوتكم، واشبعوا ضمًا وقُربًا من أولادكم، العبوا معهم، استمعوا لهم وقُصّوا عليهم قصصًا تُنمي فيهم الفضائل.
  • اتركوا من أجلهم هواتفكم، وتفرغوا من أجل هؤلاء الأبرياء عن بعض مشاغلكم. أوقفوا الدنيا كلها من أجل فلذات أكبادكم، فدعاء أحد الصالحين منهم لك بعد موتك من قلبه قائلا:
    “رب اغفر لي ولوالديّ” خير لك من كل التفاهات التي شغلتك عنهم في الدنيا.

تواضع أبو بكر الصديق

  • كان من عادة سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه أن يحلب الغنم لمجموعة من نساء المدينة، ليساعدهم ويعينهم في هذا الأمر، وعندما تولي خلافة المسلمين قالت النساء: لقد أصبح أبو بكر الآن خليفة المسلمين وبالتأكيد لن يحلب لنا، إلّا أنّه قد استمر على مساعدته لهن في حلب الأغنام، ولم يتغير أو يتوقف عن هذا العمل بسبب منصبه الجديد.
  • وذات يوم خرج رضي الله عنه يُودع جيش المسلمين بقيادة أسامة بن زيد رضي الله عنه، وقد كان أسامة راكباً وأبو بكر الصديق خليفة المسلمين يسير على قدميه، فقال له أسامة وقد شعر بالخجل من الموقف: يا خليفة رسول الله، لَتَرْكَبَنَّ أو لأنزلنَّ، فرد عليه أبو بكر قائلًا: والله لا أركبن ولا تنزلن، وما عليّ أن أُغَبِّرَ قدمي ساعة في سبيل الله.
Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: