“لا عدوى ولا طيرة”

“لا عدوى ولا طيرة”

الدكتور عبدالحميد القضاة (رحمه الله)

نشرة فاعتبروا (214)

  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا عدوى ولا طيرة، ولا هامة ولا صفر، وفر من المجذوم كما تفر من الأسد”. فالعدوى قدرٌ من الله، يكتبه على أحد ويعفى آخر، ولو تعرضا لنفس المصدر في نفس الوقت، وهذا ما نراه الآن في فيروس كورونا والانفلونزا الموسمية وانفلونزا الخنازير وسائر الأمراض المعدية وخاصة التنفسية منها.
  • فعدم إصابتك بالفيروس ليست بطولةً منك، وإصابة غيرك ليس ذنبا منه، فهناك من احتاط أكثر منك وأصيب، وهناك من استهتر ولم يُصب، وهناك من مكث شهورا في بيته ثم ذهب لعمله وأصيب. نجاتك وإصابته ليست إلّا بمشيئة الله وحده، فكفوا عن لوم بعضكم، ولوم المصابين وعوائلهم، ففيهم من الهمّ والحُزن والقلق مايكفيهم. واعلموا أن قدر الله نافذ لا محاله وأن الحافظ هو الله، واسألو الله السلامة والعفو والعافيه في الدنيا وألاخرة.
  • ولنعلم أنّ ما أصابنا لم يكن ليخطئنا، وما أخطأنا لم يكن ليصيبنا. فكم من صحيح مات بغير عِلةٍ، وكم من سقيمٍ عاش حينًا من الدهر، فما علينا إلّا الأخذ  بالأسباب الوقائية من لبس للكمامة، والتباعد الجسدي، وتجنب أماكن الازدحام وخاصة في الأماكن المغلقة، ثم الدعاء.
  • فاللهم إنّك تـرى فيروس كورونا ولا نـراه، تقدرُ عليه ولا نقدر، وهو آية من آياتك، وصلتنا رسالتك، وفهمنا درسك. إنّا هُدنا إليك، فارفعه عن ضعفنا بقوتك، يـا ذا الجبروت والملكوت والعظمة، نعوذ بك أن تنزل بنا غضبك، أو يحل علينا سخطك، ولا حول ولا قوة إلا بك.

من أسرار الدنيا

  • لو فهمته عرفت كيف تتعامل معه. لماذا لا تسير الأمور في الدنيا كما نريد؟، فهي لا تستقيم لإنسان!؛ يأتيه المال ويفقد الطمأنينة، تأتيه الطمأنينة ويفقد المال، يأتيه المال والطمأنينة فيفقد الزوجة الصالحة، تأتيه الزوجة الصالحة فيفقد الأولاد الأبرار.
  •  يأتيه أولاد أبرار لكن ليس له دخل يكفيهم، يأتيه دخل يكفيهم وأولاده أشرار. كلّ شيءٍ حوله على ما يُرام لكن صحّته معلولة! يملك بيتا فخما لكنّه يرزق بجارٍ سيئ ونكد.
  • هذه الدنيا دار التواء لا دار استواء، ومنزل ترحٍ لا منزل فرح، فمن عرفها لم يفرح لرخاء، ولم يحزن لشقاء، قد جعلها دار بلوى، فيأخذُ ما يريدُ ليُعطي، ويبتلي ليجزي الصابرين”.
  • إذًا هي دار التواء لا دار استواء، مُحال أن تستقيم لك، وسرها أنّها رُكِّبت على النقص رحمةً بنا، ولو جاءت لك الأمور كما تشتهي فهذه أكبر مصيبة، لأنه لو تمَّت كما تريد، لركنت إلى الدنيا، ولكرِهت لقاء الله عزَّ وجلَّ، فاللهم الثبات حتى الممات.

وصيةٌ جامعةٌ

  • جاء في سير أعلام النبلاء أنّ رجلا كتب إلى ابن عمر: أن اكتب إليّ بالعلم كلِّه، فكتب إليه: إنَّ العلم كثير، ولكن إن استطعت أن تلقى الله خفيف الظهر من دماء الناس، خميص البطن من أموالهم، كافّ اللسان عن أعراضهم، لازمًا لأمر عامتهم، فافعل.
Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: