لا كرامة لنبي في وطنه

لا كرامة لنبي في وطنه

الدكتور عبدالحميد القضاة (رحمه الله)

نشرة فاعتبروا (238)

  • ينطبق هذا القول الشائع، الذي يأخذ شكل الحكمة، على كثيرين من مبدعي الوطن الإسلامي، “لا كرامة لنبي في وطنه أو في أهله أو شادية الحي لا تُطرب، وهو قولٌ نستخدمه عند إغفال شخصية مهمة أو تهميشها، شأن العالِم الذي لا يجد  في مجتمعه التقدير، وخاصة بين  أهله وذويه وخاصته، حيث لا يجد احترامًا يليق به.
  • شاب مؤدب ومثقـف قابل أحد المتفوقين وأخبره أنه معجب بـه، وأسمعه مديحا وإشادة يستحقهما؛ وفيما كانا على وشك التقاط سلفي، شعر المتفوق بصفعة على مؤخرة رقبته من صديق مزعج يعرفه حق المعرفة ولكن لم يعترف يوما أنه أصبح مشهورًا.
  • أصبحت لدقائق بين رجلين؛ الأول  يعرفني من بعـيد ورسم لشخصي صورة مثالية، والثاني يعرفني منذ الطفولة ويعتبرني مجرد صديق لا يعنيه كيف أصبحت اليـوم.
  • هذه المفارقة تفسر لماذا نتهاون ونتطاول على أقرب الناس إلينا؛ فـمعرفتنا له عن قرب تجعلنا نستخف بآرائه وأفكاره وإنجازاته، لا يعترف عقلنا الباطن بنجاحه وتفوقه علينا، لأن اعترافنا يعني تلقائيا تخـلفنا عنه، ونحن الذين انطلقنا معه من خط واحد.
  • تأمل سـيرالعباقرة والمبدعين حظوا بالتكريم في غير مجتمعاتهم التي ولدوا فيها، نحن نقارن أنفسنا بأصدقائنا، الذين حققوا ثروة أو نجاحا مميزًا، في حين لا زلت أنت ثابتا في مكانك، ولا يهمك إن تحدث طفل صيني عشر لغات، المهم ألا يفعل ذلك قريبك.
  • هناك علاقة بين مستوى القرب، واعـترافنا بتفـوق الآخرين، فكلما ارتفع مستوى قربك من أحدهم كنت ميالا لتجاهل تفوقه، وكلما ابتعد عـنك قدّرته بشكل أفضل ورسمت له صورة أجمل! والحقيقة أن هذه الظاهرة ملاحظة بين أفراد العائلة الواحدة.
  • قد تجد فقيها يملك تأثيرا قويا على آلاف الأتباع الذين لا يعرفهم، في حين يعجز عن التأثير على أبنائه، فأبي حنيفة الذي كانت والدته لا تعترف بفتاويه، تذهب لأخذ الفتوى من فقـيه آخر، الذي كان يستمع لها، ثم يبتسم في وجهها، ويقول لها “القول ما قاله أبو حنيفة”.

احفظ لسانك

  • سُئل أحدُ العلماءِ عن المرءِ كثير الطاعاتِ، ‏لكنّه يغتابُ، ‏فقال: “لعلّ اللهَ سخره ليعمل لغيره”، ‏إجابة مؤلمة، تحتاجُ منّا لمزيدٍ من التأملِ، اللهمّ اجعل كتابي في عليين، واحفظ لساني عن العالمين، قال تعالى: وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ”.
Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: