لماذا عبّر مدير “سي آي إيه” لابن سلمان عن إحباط واشنطن؟

لماذا عبّر مدير “سي آي إيه” لابن سلمان عن إحباط واشنطن؟

نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” تقريرا قالت فيه إن مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية ويليام بيرنز، عبّر عن إحباطه من الاستقلالية المتزايدة في السياسة الخارجية للسعودية، أثناء لقاء مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

وأخبر بيرنز ولي العهد بأن الولايات المتحدة “ذُهلت” من قرار الرياض إعادة علاقاتها مع إيران وسوريا كجزء من سياسة خارجية مستقلة.

وسافر بيرنز إلى الرياض هذا الأسبوع في رحلة سرية هذه المرة لمناقشة التعاون مع السعودية.

وأثناء اللقاء، عبّر بيرنز عن إحباط واشنطن من تجاهل الإدارة الأمريكية في التطور الإقليمي الأخير. وكانت صحيفة “واشنطن بوست” قد كشفت أول مرة عن الزيارة التي جاءت بعد سلسلة من الاختراقات الدبلوماسية للرياض، بشكل ترك الولايات المتحدة على الهامش، مما زاد من التكهنات حول تراجع التأثير الأمريكي بالمنطقة.

وكانت السعودية قد وافقت في الشهر الماضي على استئناف علاقاتها مع إيران في صفقة رعتها الصين، المنافِسة للولايات المتحدة. واستقبلت واشنطن الإعلان بنوع من الشك، وحاول المسؤولون التقليل من أهميته، وأنهم سينتظرون ما تؤول إليه الأمور. مع أن الطرفين السعودي والإيراني عبّرا عن جدية في تحسين العلاقات.

 وذكرت “وول ستريت جورنال” أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي قَبِل دعوة لزيارة السعودية بدون تحديد وقتها. والتقى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، نظيره الإيراني حسين عبد اللهيان يوم الخميس في العاصمة الصينية بكين، واتفقا على استئناف الرحلات الجوية والزيارات الثنائية لوفود القطاع الخاص، وتسهيل منح التأشيرات للمواطنين. وقالا إنهما سيبدآن عملية إعادة فتح السفارات والقنصليات.

وتبدو تعليقات بيرنز متناقضة مع المواقف الأمريكية المعلنة من أن واشنطن كانت على معرفة بالتطورات، وأن الرياض أخبرتها عن محادثاتها مع طهران لاستئناف العلاقات. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي: “أعلمنا السعوديون بهذه المحادثات التي يجرونها تماما كما نخبرنهم بمحادثاتنا”.

وسارع المسؤولون الأمريكيون إلى دعم التقارب السعودي- الإيراني، وقالوا إنه في مصلحة خفض التوتر بالمنطقة.

وقالت الصحيفة إن الدور الصيني المفاجئ في تحقيق الوفاق بين البلدين، سرّع من التحولات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، حيث تلاشت الخصومات التي برزت بعد الربيع العربي، في وقت باتت القوى الأخرى تتنافس من أجل التأثير إلى جانب الولايات المتحدة التي تهيمن على المنطقة.

وأشار الاتفاق إلى فصل جديد في التنافس بين واشنطن وبكين. ويشمل الاتفاق عددا من الموضوعات الحساسة بين البلدين، بما فيها دعم إيران للحوثيين في اليمن. وبعد أسابيع من توقيع الاتفاق مع طهران، اقتربت السعودية من استئناف العلاقات الدبلوماسية مع سوريا التي دعمتها إيران وروسيا أثناء الحرب الأهلية. وتركت المحادثات هذه التي رعتها روسيا، الولايات المتحدة على الهامش، في تطور كبير بالمنطقة.

وقالت الصحيفة نقلا عن مصادر عليمة، إن بيرنز أخبر ولي العهد بذهول بلاده من التطورات، خاصة أن استئناف العلاقات تم مع بلدين لا يزالان على قائمة العقوبات الأمريكية. وناقش بيرنز التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب مع المسؤولين السعوديين. وشملت المحادثات دعم مفاوضات السعودية مع المتمردين الحوثيين الذين تدعمهم إيران.

وقال مسؤولون يمنيون وسعوديون على معرفة بالمحادثات، إن الرياض والحوثيين وافقوا على تمديد وقف إطلاق النار حتى نهاية 2023، مما سيزيد زخم البحث عن حل دبلوماسي للنزاع، وتم التوصل للهدنة في العام الماضي وانتهت عمليا في تشرين الثاني/ أكتوبر من نفس العام. ونفى الحوثيون أن يكون هناك اتفاق على تمديد الهدنة، مع أن مسؤوليهم في محادثات مع الجانب السعودي منذ عدة أسابيع.

وبحسب الاتفاق الذي تحدث عنه مسؤولون يمنيون وسعوديون، ستكون هناك آلية لدفع رواتب الموظفين المدنيين في اليمن، وكذلك رواتب القوات المسلحة. إلى جانب فتح السعودية مطار صنعاء وتخفيف الحصار على الميناء الرئيسي، الحديدة، كما قال المسؤولون.

وسيشمل الاتفاق على منطقة عازلة مع مناطق الحوثيين بطول 800 ميل على طول الحدود السعودية- اليمنية، واستئناف تصدير النفط من مناطق الحكومة اليمنية، وستتواصل المحادثات إلى حين توقيع اتفاق سلام تدعمه الولايات المتحدة والأمم المتحدة.

ويعتبر إنهاء الحرب في اليمن أولوية من أولويات السياسة الخارجية لإدارة بايدن. وقالت الصحيفة إن لقاء وزيري الخارجية السعودي والإيراني في بكين هو تحضير للقمة الخليجية- الإيرانية التي تحدث عنها الرئيس الصيني شي جين بينغ.

(القدس العربي)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: