لماذا قال الرئيس الروسي إن “باتريوت” قديمة وغير فعالة؟

لماذا قال الرئيس الروسي إن “باتريوت” قديمة وغير فعالة؟

أعلنت واشنطن أخيرا تزويد حليفتها كييف بمنظومات صواريخ “باتريوت” (Patriot) للدفاع الجوي، بعد 300 يوم على اندلاع الحرب في أوكرانيا وأشهر عديدة من مطالبة كييف بمنظومات للدفاع الجوي تحد من تهديد الطيران الروسي والصواريخ البعيدة المدى التي تمتلكها موسكو.

ورغم أن روسيا حذرت مرات عديدة واشنطن من هذه الخطوة، وقالت إنها ستعدّها تدخلا أميركيا مباشرا في الحرب، فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فاجأ الجميع قبل يومين بالقول إن باتريوت “منظومة قديمة لا تعمل مثل منظومة إس-300 (S-300) الروسية”، مشككا في فاعليتها.

وتابع قائلا “خصومنا يعدّونها سلاحا دفاعيا. حسنا، سنضع ذلك في الاعتبار. هناك دائما (سلاح) مضاد. لذا، ما يفعله هؤلاء لن يجدي نفعا فهو يطيل فقط أمد النزاع”، فهل بالفعل منظومة باتريوت قديمة وغير فعالة؟ ولماذا صدر عن الرئيس الروسي مثل هذا التصريح؟

يقول الخبير العسكري وليد العيسى إن تصريح الرئيس بوتين يأتي في سياق سجال التصريحات والحرب النفسية والكلامية بين الطرفين، وأشار إلى أن منظومة باتريوت تعود نواة تصنيعها بالفعل إلى 6 عقود، إلا أن هذا لا يعني أنها قديمة كونها مثل كثير من أنواع الأسلحة لها طرازات وأجيال حديثة، ومنها طراز “PAC-3 MSI” ذو القدرات العالية.

وأضاف العيسى -للجزيرة نت- أن معظم الأسلحة سواء الأميركية أو الروسية أو غيرها في بعض الأحيان يعود بدء تصنيعها لعدة عقود ولكنها تخضع للتحديث والتطوير ضمن الطراز نفسه مثل طائرات الميغ الروسية أو الشبح الأميركية أو منظومتي سام الروسية أو باتريوت الأميركية، فلذلك من الصعب الحكم على منظومة بأنها قديمة بالعودة إلى تاريخ تصنيع طرازها الأول.

مدى التأثير على مسار الحرب

وبخصوص تأثير منظومة باتريوت على مسار الحرب الأوكرانية، يرى العيسى أن الطيران المروحي أو حتى الحربي حساس تجاه الأجواء المغطاة بمنظومات الدفاع الجوي المتطورة وحتى المضادات الأرضية أو الأسلحة الرشاشة لأنها تشكل خطرا عليها، ولذلك تتحاشى الطائرات -ما أمكن- التحليق في الأجواء التي يمتلك فيها العدو مضادات للطيران مهما كانت تلك الطائرات متطورة أو تمتلك خصائص القدرة على التخفي أو التمويه أو التحليق على ارتفاعات عالية إذ تبقى نسبة خطر ما موجودة.

على الجهة المقابلة، والكلام للخبير العسكري، فإن فاعلية باتريوت تبقى محدودة في حرب أوكرانيا نتيجة المساحة الجغرافية الكبيرة للبلاد والبالغة نحو 600 ألف كيلومتر، لذلك فهي تحتاج لكميات معينة من البطاريات كي نستطيع القول إنها تمتلك قبة حديدية أو تحظر أجواءها فعليا أمام الطيران الحربي الروسي وكذلك للتصدي للصواريخ “الخارقة” التي تتفاخر بها موسكو.

وأشار إلى أنه عدا عن ذلك فإن تزويد الولايات المتحدة لأوكرانيا بمنظومات باتريوت بحاجة لعدة أشهر من النقل وتدريب العشرات من العناصر الذين تحتاجهم كل بطارية لتشغيلها، وبناء الخبرة لدى هؤلاء العناصر كي يستطيعوا تشغيل المنظومات بالكفاءة المطلوبة، وذلك كله قد يعكس إطالة أمد الحرب ما لم يُتوصل إلى تسوية ما.

قدرات باتريوت

وباتريوت عبارة عن نظام صاروخ أرض جو تصنعه شركة “رايثيون” (Raytheon) الأميركية ومصمم للحماية من الصواريخ المهاجمة والطائرات، إذ يقوم بإصابتها وتفجيرها في الهواء قبل بلوغها أهدافها.

وتحمي منظومة صواريخ أرض جو “باتريوت” المنشآت العسكرية والقواعد الجوية من الهجمات الجوية، وأساس عملها الدفاع على المدى البعيد، وتستطيع إصابة أهداف جوية على نطاق 160 كيلومترا، والصواريخ الباليستية على مدى 75 كيلومترا.

وصمم صاروخ باتريوت لاعتراض عدد من الصواريخ المعادية والتهديدات الجوية، ومنها الصواريخ الذاتية الدفع التي يمكن أن تحمل رؤوسا كيميائية أو نووية أو بيولوجية.

وهي صواريخ موجهة بتقنية عالية تعتمد فيها على نظام رادار أرضي خاص بها ليكشف الهدف ويتتبعه، إذ يقوم الرادار بمسح دائرة قطرها 80 كيلومترا، وعلى هذه المسافة لا يكون الصاروخ المهاجم مرئيا بالعين المجردة، وهنا يكون بإمكان النظام الأوتوماتيكي أن يطلق صاروخا مضادا باتجاه الصاروخ المعتدي ويفجره قبل أن يصل إلى هدفه.

ويتمكن الرادار في هذه المنظومة من رصد 50 هدفا في آن واحد، وخلال 9 ثوان تصل إشارته إلى غرفة التحكم التي تقيّم الخطر وتقرر إطلاق الصواريخ، وتعمل على نطاق ارتفاع يمتد بين 60 مترا و15 كيلومترا.

وتستطيع منظومة باتريوت “باك-3 إم إس إي” (PAC-3 MSI) إطلاق 16 صاروخا دفعة واحدة، يبلغ طول الواحد منها 5 أمتار، ويحمل رأسا متفجرا يزن 73 كيلوغراما.

إقبال على المنظومة الحديثة

وتوجد منظومة باتريوت -التي تعمل وفق المسؤولين الأميركيين على تأمين المجال الجوي لدول الناتو- في أوروبا الشرقية، ومنها رومانيا وبولندا، كما توجد المنظومة في دول أوروبية أخرى مثل ألمانيا وهولندا وإسبانيا.

وأنظمة باتريوت بيعت لكل من تايوان ومصر وألمانيا واليونان وإسرائيل واليابان والكويت وهولندا والمملكة العربية السعودية وإسبانيا والإمارات العربية المتحدة وقطر ورومانيا وكوريا الجنوبية والأردن وسلطنة عمان.

وحلّت “باتريوت” محل كل من نظام “نايك-هرقل” للدفاع العالي والمتوسط ونظام “إم آي إم-23 هوك” (MIM-23 Hawk) التكتيكي للدفاع المتوسط، فضلا عن دوره كنظام مضاد للصواريخ الباليستية “تي بي إم” (TBM)، وهي مهمته الرئيسة في الوقت الحاضر.

وخلال أشهر الحرب، تم تزويد أوكرانيا بأنظمة دفاع جوي متقدمة من الولايات المتحدة ودول أوروبية، لكن “باتريوت” هي الأكثر تطورا وكفاءة، وفق المراقبين.

(الجزيرة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: