بعد ساعات من اختتام العرب قمة دعم القدس في مقر الجامعة العربية في القاهرة أمس، أقرت حكومة الإرهابيين الصهاينة شرعنة 9 بؤر استيطانية في الضفة الغربية، كما أقرت توسيع العملية الأمنية ضد الفلسطينيين في القدس المحتلة.
لا أدري إن كان من الصواب وصفه ذلك بالرد على قرارات المؤتمر أم لا، لكن تصريحات أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط قد تفصح إن كان ردا أم لا.
فقد سارع أبو الغيط إلى إدانة القرارات الصهيونية، وقال إنها “تكرس الاستخفاف الإسرائيلي المقيت”. لكن استخفاف بمن يا سيادة الأمين العام؟ “بإرادة المجتمع الدولي” يكمل أبو الغيط!
وأكد أن “شرعنة الاستيطان تعكس استهانة إسرائيلية”. استهانة بمن يا سيد أبو الغيط؟ “بالقانون الدولي، وبمُقررات الشرعية الدولية” طبعا!!
وبنبر حازمة طالب … بتحمل مسؤولياته في مواجهة هذه الحالة الصارخة من الخروج على الشرعية والضرب بالقانون الدولي ومبادئه عرض الحائط” طالب من يا ترى؟! “المجتمع الدولي” بالطبع.
لقد تجاهل أبو الغيط متعمدا أن يقول إن قرارات الحكومة الصهيونية تعد استخفافا بالعرب الذين اجتمعوا قبلها بساعات في القاهرة، وكثير منهم له علاقات دبلوماسية معها.
لقد تجاهل أن يقول إن الحكومة الصهيونية تستهين بإرادة الأنظمة العربية ومقرراتها.
الأدهى أن أمين عام جامعة الدول العربية يطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه الانتهاكات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، فيما لم نسمعه يطالب الدول العربية بذلك! أم أن العرب لا علاقة لهم بالموضوع؟!
وفي حين هاجم المجتمع الدولي بحجة ازدواجية المعايير، لم ينبس ببنت شفة حول ازدواجية المعايير لدى بعض الدول العربية التي أقامت علاقات تجارية مع بعض المستوطنات، أو يتحدث عن البضائع الإسرائيلية التي تروج في العديد من الدول العربية، أو تلك الدول التي باتت تستقبل قادة الكيان الملطخة أيديهم بدماء الفلسطينيين بالسجاد الأحمر!
(السبيل)
