لوفيغارو: بهذه الوسائل تمكنت أذربيجان من اختراق دفاعات قره باغ

لوفيغارو: بهذه الوسائل تمكنت أذربيجان من اختراق دفاعات قره باغ

أقليم قره باغ

قالت صحيفة “لوفيغارو” (Le Figaro) الفرنسية إن الحرب الإلكترونية واستخدام الطائرات بدون طيار والمكر والدهاء مكّنت أذربيجان من التفوق على القوات الأرمينية في ناغورني قره باغ، مشيرة إلى أنه لم يعد هناك حديث عن الحرب الخاطفة في صراع يدخل شهره الثاني.

وفي تقرير بقلم مراسلها الخاص في باكو، إيمانويل غرينسسبان، قالت الصحيفة إن الوصول إلى الجيش والجبهة مقيد بشدة بالنسبة لوسائل الإعلام الأجنبية؛ إلا أن المفاجأة السارة هي أن جنرالا وافق على الإجابة على جميع الأسئلة بصراحة، بشرط عدم الكشف عن هويته.

ودارت مناقشة -كما يقول المراسل- حول التكتيكات المستخدمة على كلا الجانبين في هذا الصراع غير المتكافئ، حيث يبلغ عدد سكان أذربيجان 3 أضعاف أرمينيا، وميزانيتها العسكرية ضعف ميزانيتها بعد إضافة جمهورية ناغورني قره باغ المعلنة من جانب واحد.

ونبه المراسل إلى أن باكو تقوم برد الفعل بعد إذلال عام 1994، عندما فقدت أذربيجان السيطرة على 20% من أراضيها، حيث لم يعد هناك حديث عن الحرب الخاطفة في صراع يدخل شهره الثاني.

لدينا خط أحمر

ونقل المراسل عن الجنرال الأذري الذي لم يرد ذكر اسمه، إن “السيطرة على ممر لاتشين أحد أهدافنا التكتيكية الرئيسية، ولا يتعلق الأمر باحتلاله؛ بل بمراقبته حتى لا يدخل المزيد من الأسلحة. سنضمن ممرا إنسانيا”، خاصة أن هذا الممر هو اليوم الرابط البري الوحيد بين أرمينيا وناغورني قره باغ.

وأضاف الجنرال أن أرمينيا تقصفهم من أراضيها، “مع العلم أننا لا نريد أن نلمس أراضيهم؛ لأننا لو فعلنا ذلك، فسيحيلون الأمر على الفور إلى منظمة معاهدة الأمن الجماعي، على أمل إشعال فتيل التدخل العسكري الروسي، كما فعلوا مع ايران حين سقطت عدة صواريخ”.

وفي الواقع -كما يقول الجنرال- وضع الجنود الأذريون الحدود الإيرانية عند ظهورهم لمنع سقوط القذائف فيها؛ لكن طهران لم تقدر ذلك، حسب رأيه، ولكنها أيضا لم تتحرك ضدهم.

وأوضح الجنرال أن الخط الأحمر بالنسبة لهم هو عدم تجاوز حدودهم، حيث تقع ناغورني قره باغ، في حين تنتهج أرمينيا إستراتيجية معاكسة، تحاول من خلالها تحفيزهم على الانتقام فوق أراضيها، مشيرا إلى أنهم تجاوزوا هذا الخط الأحمر 3 مرات على الأقل.

واعترف الجنرال بهذا التجاوز وبرره بأنه كان مرة لتدمير أنظمة “إس 300” (S300) الإستراتيجية المضادة للطائرات في كابان وغوريس؛ “لأنها كانت تستهدف طائراتنا”، وكان مرة ثانية لتدمير قاذفة صواريخ سكود بالقرب من واردنيس؛ “لأنها كانت على وشك قصف أراضينا”، وأوضح أن هذه الضربات كانت غير مكررة، وأنها كانت على أهداف عسكرية بعيدة عن المناطق المدنية”؛ لكنه أضاف “إذا تطلبت العملية ذلك، سوف ندمر نقاط نيرانهم في أرمينيا، ومن المحتمل أن نفعل ذلك”.

دور الطائرات المسيرة

وقال الجنرال إنهم عانوا من أسوأ الخسائر في البداية، “عندما اخترقنا الجبهة كان الجزء الأصعب هو اختراق خطوط الدفاع الأرمينية الستة، لقد تم تحويل المناطق المحيطة بناغورني قره باغ إلى حصن. الأمر أسهل الآن؛ ولكن كلما اقتربنا من قلب الإقليم زادت الصعوبة”.

وأشار المراسل إلى أن المراقبين لاحظوا جميعا أن الدور الرئيسي في هذا الصراع كان للطائرات التركية المسيرة والطائرات الانتحارية الإسرائيلية بدون طيار، التي تدمر بدقة الأهداف المدرعة والمتنقلة والخنادق الأرمينية.

ولاحظ المراسل أن أنظمة الحرب الإلكترونية الروسية “ريبيل” الحديثة تم تدميرها في بداية الصراع، كما تم بواسطة الطائرات المسيرة تدمير الأنظمة المضادة للطائرات بدون طيار، وهي أحدث الأنظمة التي تمتلكها أرمينيا.

وفي ختام تقريره، تحدث المراسل عن الفخ الذي أدى إلى تدمير نظام الدفاع المضاد للطائرات، حيث أرسل الأذريون طائرات “إيه إن 2” (An-2) ذات السطحين السوفياتية القديمة “بدون طيار” في الهواء “لتشغيل” الرادارات الأرمينية، التي تم تدميرها، مما ترك المجال مفتوحا أمام القاذفات، التي دمرت في الأيام الأخيرة المخابئ الأرمينية بقنابل خاصة ثقيلة جدا تحملها طائرات بدون طيار.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: