“مؤتمر العقبة” يثير غضباً شعبياً .. ومراقبون يحذرون من “خدمة الاحتلال”

“مؤتمر العقبة” يثير غضباً شعبياً .. ومراقبون يحذرون من “خدمة الاحتلال”

البوصلة – رصد

أشعل مؤتمر العقبة الأمني بين الاحتلال والسلطة الفلسطينية برعاية أمريكية ودعم مصري أردني، غضباً شعبياً واسعاً عبر عنه نشطاء من خلال تفاعلهم على وسائل التواصل الاجتماعي.

وشهدت وسوم (هاشتاغات) تصدر بعضها الترند (الاكثر تداولا)، تعليقات غاضبة وجدلا واسعا حول نتائج المؤتمر التي تبرر السلطة مشاركتها فيه، بـ”الحرص على وقف مجازر الاحتلال، ووقف إجراءاتٍ أحادية الجانب، بما يؤسس للعودة للالتزام بالاتفاقيات الموقعة، وخلق أفق سياسي يؤدي لإنهاء الاحتلال، والحد من استباحة المقدسات وعربدة المستوطنين”، وفق بيانها الرسمي.

ويعتبر الكاتب الصحفي حلمي الاسمر أن “التهدئة” في فلسطين في القاموس الصهيوني والأمريكي تعني القضاء على المقاومة وإطلاق يد الاحتلال لارتكاب جرائمه دون رد.

وبحسب مسؤول سياسي إسرائيلي للقناة الـ12 العبرية، قال إن المؤتمر سيعقد لفحص قدرة السلطة الفلسطينية على تحمّل مسؤوليتها في الأماكن التي تغيب عنها، مثل جنين، مؤكداً أنه لا توجد أيّة إمكانية لوقف اقتحامات المدن الفلسطينية.

وفي هذا السياق اكد الكاتب الصحفي ياسر الزعاترة أن لا سياسة عند رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو غير “سلامه الاقتصادي”.
وأضاف الزعاترة عبر حسابه على توتير، “بيع الاجتماع بغير ذلك تسويق للوهم”.

وكشفت القناة 12 العبرية، أن السلطة ستطالب بإدخال أسلحة لقواتها في الضفة، ضمن مساعي تهدئة التوتر قبل رمضان، مشيرة إلى أن ماجد فرج وحسين الشيخ ومجدي الخالدي سيشاركون في القمة غداً من الجانب الفلسطيني.

بدوره قال الخبير بالشؤون الإسرائيلية سعيد بشارات، أن الاجتماع في العقبة سيبحث خطة أمريكية إسرائيلية أمنية للتخلص من الحالة النضالية الفلسطينية المتطورة في الضفة الغربية.

وأضاف البشرات في سلسلة تغريدات له عبر تويتر أنه “في ظل انشغال إسرائيل بالصراع الداخلي الذي بدأ يأخذ ابعاد أمنية واقتصادية تعتبر خطيرة وتؤثر على الحالة الأمنية التي قد تنفجر في أي وقت، وستعمل السلطة الفلسطينية في هذه القمة دورا في الخطوات التي ستنفذ هي جزء منها، إضافة لزيادة عمليات قوات العدو الإسرائيلي في نابلس وجنين.

وهو ما أكدته قناة “ريشت كان” العبرية، أن هذه القمة ستبحث محاولة وقف التصعيد، وحالة المقاومة المتصاعدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة قبل وخلال شهر رمضان المبارك بشكل خاص، موضحة أن هدفها التأثير على الموقف الفلسطيني للسلطة، وتقديم مغريات ومخطط عملي لهم، وإقناعهم بأن هناك فرصة للتغيير.

إقرأ أيضا: “العمل الإسلامي” يدين قمة العقبة الأمنية ويحذر من تحولها لطوق نجاة للاحتلال

وحول الدور الأردني في المؤتمر، يرى بشارت أن الأردن لا يريد أن تنفجر الأوضاع في الضفة الغربية، والقدس، خاصة في رمضان الذي يحتمل وقوع سيناريوهات عديدة فيه، منها قيام متطرفين يتبعون لوزير نتنياهو ايتمار بن غفير بتنفيذ خطوات كبيرة داخل المسجد الاقصى.

وسيشارك بحسب الاعلام الصهيوني من الجانب الإسرائيلي رئيس الشاباك رونين بار ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي، ومدير عام وزارة خارجية الاحتلال رونين ليفي، ومنسق عمليات حكومة الاحتلال غسان عليان، ورئيس الشعبة السياسية-الأمنية بوزارة الحرب درور شالوم، ومن الجانب الأميركي مستشار الرئيس لشؤون الشرق الأوسط بيرت ماكغرك، ومساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف، ومسؤولون من الأردن ومصر.

وكان مراسل الشؤون الفلسطينية في قناة 14 العبرية (باروخ يديد)، قد كشف عن وجود خطة أمريكية لتعزيز التنسيق الأمني بين جيش الاحتلال “الإسرائيلي” والسلطة الفلسطينية وإعادة السيطرة على منطقة شمال الضفة الغربية المحتلة.

وذكر يديد أن الخطة بإشراف المنسق الأمني الأمريكي الجنرال (مايك بنزل)، وهي تتضمن عدة فصول، منها: “تواجد مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى خلال الاجتماعات المشتركة بين “الإسرائيليين” والمسؤولين في السلطة، وإرسال تقارير منتظمة إلى الولايات المتحدة حول القضايا الأمنية المشتركة بين “إسرائيل” والسلطة، وتدريب قوات كبيرة من جهاز الأمن الوقائي بمتابعة أمريكية وإسرائيلية”.

وأضاف: “في إطار الجهود المبذولة لإعادة سيطرة السلطة الفلسطينية على جنين ونابلس، سيتم تدريب 5000 عنصر يعملون في قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية في قواعد تدريب في الأراضي الأردنية، وسيخضعون لبرنامج تدريبي خاص بإشراف أمريكي”.

وكشف مراسل القناة العبرية أنه سيتم تكثيف نشاط قوات السلطة الفلسطينية التي تم تدريبها في مناطق الاحتكاك بين المستوطنين والفلسطينيين في الضفة الغربية، وسيشارك بالتنسيق الأمني مسؤولون أمريكيون وغربيون.

المختص في الشأن السياسي ياسر مناع قال إن الاجتماعات الأمنية والاتفاقات الناتجة عنها تصب في مصلحة واحدة وهدف واحد وهو القضاء على المقاومة، وأن بنود ومضمون جميع الاتفاقيات الموقعة من أوسلو حتى اليوم تصبّ في ذات المضمون.

ويضيف مناع أن مجمل الاتفاقيات كانت مصيرها الفشل، رغم بعض فترات الهدوء التي كانت تؤجل العمليات والمواجهة بعض الشيء.

ويرى أن مشروع السلطة واضح لم تعد تخفيه وهو استمرار التنسيق الأمني ورفض المقاومة، والاستمرار في خيار المفاوضات حتى في حال فشل هذا الخيار.
ولفت إلى أن الشخصيات التي تشارك في لقاء العقبة ممثلة للسلطة، هي الأسماء المطروحة لما بعد عباس، فلا يستبعد أن تكون مثل هذه الاجتماعات للتحضير لمرحلة ما بعد الرئيس”.
ويستبعد مناع أن تحصل السلطة على امتيازات جوهرية ذات قيمة، وخصوصًا في ظل تشكيلة حكومة الاحتلال الحالية.

ومنذ بداية العام الجاري، استشهد ما يزيد عن 60 فلسطينيا برصاص إسرائيلي، بينهم 11 استشهدو خلال اقتحام الجيش الإسرائيلي مدينة نابلس (شمال) الأربعاء.

وردا على هذه الاعتداءات والمجازر، ينفذ فلسطينيون عمليات إطلاق نار، لاسيما في القدس المحتلة، ما أودى إجمالا بحياة 10 إسرائيليين.

والخميس، عمّ الأراضي الفلسطينية إضراب شامل تنديدا بـ”مجزرة نابلس”، التي حاولت إسرائيل تبريرها بالبحث عمَن تسميهم مطلوبين أمنيا، لاسيما من مجموعة “عرين الأسود” التي تقول إنها تنفذ هجمات ردا على الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: