مؤتمر يشخص تحديات التعليم العالي وسبل معالجتها

مؤتمر يشخص تحديات التعليم العالي وسبل معالجتها

ناقش “مؤتمر التعليم العالي في الأردن إلى أين” الذي نظمته جمعية الأكاديميين الأردنيين، اليوم السبت، في عمان، بالتعاون مع جامعة العقبة للتكنولوجيا، التحديات التي يواجهها القطاع على مختلف الصعد وسبل تجاوزها والحد من انعكاساتها على جودة مخرجات التعليم العالي ومواءمتها لاحتياجات سوق العمل المحلي والعربي والدولي.
وقال رئيس المؤتمر رئيس الجمعية الوزير الأسبق الدكتور خالد العمري، إن التعليم العالي في المملكة اصبح بحاجة ماسة لخريطة طريق جديدة تستمد معاييرها من الجامعات العالمية المرموقة ومن تجارب الآخرين، لإحداث التغيير المطلوب في منظومة التعليم العالي في المملكة ومراجعة نواحي القصور فيها لاستعادة ألقها المعهود، بعدما كانت النموذج الأبرز للتنمية والموارد البشرية، ليس على مستوى الوطن فحسب بل على المستويات العربية والإقليمية والدولية.
ولفت الى أهمية ربط التعليم العالي بالقدرات المالية حتى تتمكن الجامعات من تطبيق برامج تتطور وتتواءم مع متطلبات المراحل المتقدمة التي يمر بها العالم ما يمنحها فرصة أكبر لاستقطاب الكفاءات البشرية اللازمة والقادرة على مواكبة وصياغة برامجها العلمية في مختلف الدرجات على نحو يتناسب مع عصر التكنولوجيا والرقمنة والذكاء والريادة والابتكار القائمة على تنمية المهارات في التخصصات المطلوبة لسوق العمل.
ولفت إلى أن وزارة التعليم العالي وضعت استراتيجية لتطوير منظومتها، إلا أنها اصطدمت بواقع مالي صعب للجامعات، اثر على تنفيذ محاور هذه الاستراتيجية، وانعكس كذلك على مستوى البحث العلمي ومخرجاته في التعاطي مع الملفات الاقتصادية والتقنية والتكنولوجية والصناعية وإيجاد المعالجات لمشاكلها.
وأضاف أن اللجنة العلمية للمؤتمر وضعت عددا من المحاور التي ارتأت أنها تعايش واقع الجامعات وتبرز المشكلات والتحديات التي تواجهها على الصعد الإدارية والفنية والمالية وغيرها، أملا بالخروج بتوصيات لجهة خدمة قطاع التعليم العالي في الأردن والوطن العربي.
بدورها ، قالت المتحدثة الرئيسية في المؤتمر الوزيرة السابقة الدكتورة رويدا المعايطة، رئيس مجلس أمناء جامعة اليرموك، انه رغم الخطوات الكبيرة التي خطاها قطاع التعليم العالي في المملكة، والذي شكل نموذجا يحتذى في المنطقة، إلا أن مسيرته خلال السنوات الماضية تعرضت لاختلالات بسبب مجموعة من العوامل الخارجية والداخلية والسياسات الخاطئة بما فيها عدم التحكم بمدخلات مؤسسات التعليم العالي، وتراجع مستوى جودة مخرجات القطاع، ما احدث فجوة بينها وبين سوق العمل.
وأشارت إلى أنه من أبرز التحديات التي تعترض قطاع التعليم العالي ضعف الحوكمة والقيادة والإدارة والقدرات المؤسسية القائمة على التخطيط الاستراتيجي وتقييم الأداء، إضافة الى تقييد استقلالية الجامعات والتحديات المالية المتصلة بالتمويل والمديونية والرسوم الجامعية وتراجع سياسات القبول على نحو يضمن تكافؤ الفرص وعدم مواكبة التطور التكنولوجي والتضخم الهائل بإعداد الطلبة، وتآكل البنية التحتية وتراجع مستوى ومضمون البحث العلمي وعدم المواءمة بين المخرجات وسوق العمل.
وأوضحت أن نظام التعليم العالي لم يستثمر إمكاناته الكاملة بالشكل الصحيح لتلبية الاحتياجات الراهنة للأردن وتطلعاته، مؤكدة أنه لا يمكن معالجة التحديات الاقتصادية بمعزل عن معالجة تحديات التعليم العالي، كركيزة أساسية في تطوير المنظومة الاقتصادية.
وتضمن المؤتمر الذي استمر يوما واحدا أربع جلسات رئيسية تحدث في الأولى الدكتور اخليف الطراونة حول أسس اختيار رؤساء الجامعات، في حين تطرق الوزير الأسبق الدكتور صبري اربيحات لدور مجالس الأمناء في مسيرة ونهضة الجامعات، وتحدث الدكتور عقاب ربيع إلى مهام وأدوار نواب رؤساء الجامعات وأسس اختيارهم كفريق متجانس مع رئيس الجامعة في ترجمة الاستراتيجيات المتصلة بتطوير الخطط الدراسية ومواجهة التحديات المالية.
وتناول الدكتور رشدي الحسن تحديات الجامعات الخاصة وأهمية توجهها نحو التعليم التقني والفني، فيما عرضت الدكتورة أمل الخاروف والاستاذه ملاك الحيصة اتجاهات الوظيفة الإدارية في الجامعات.
وتناولت الجلسة الثانية سياسات اثر الأوضاع الاقتصادية على مستقبل التعليم العالي في الأردن للدكتور قاسم الحموري والدور التربوي المقترح للجامعات الأردنية لمواجهة تحديات الثورة الصناعية للدكتور محمد الزبون والاستاذة فاتن ابو صلاح، والتصورات التربوية لكيفية الإصلاح التربوي من وجهة نظر أعضاء الهيئة التدريسية في كليات العلوم التربوية في الجامعات الأردنية لرائد قطيفان ودعاء خليل، ومقترحات تربوية لجذب الطلبة الدوليين للدراسة في الجامعات الأردنية من وجهة نظر خبراء التربية.
وعرضت الجلسة الثالثة للمسؤولية الاجتماعية للجامعات وتحدث فيها الدكتور ربحي عليان حول تصور مقترح لتحقيق المسؤولية المجتمعية في الجامعات الأردنية، فيما تناولت الدكتورة آية المهايني، رؤية مستقبلية لتحويل المدارس الثانوية العامة الى مدارس منتجة استنادا الى الاتجاهات العالمية المعاصرة، وتطرقت الدكتورة تهاني بنات لرؤية مقترحة للاستثمار التربوي في برامج الدراسات العليا في ضوء الثورة الصناعية الرابعة.
واختتم المؤتمر بالجلسة الرابعة التي تناولت نوعية التعليم في الجامعات وتحدث فيها الدكتور هيثم حجازي عن علاقة التعليم الإلكتروني خلال جائحة كورونا، في حين تحدثت الدكتور هبة المومني حول الضغوط المهنية لدى القيادات الأكاديمية، وواقع طلبة الدراسات العليا في الكتابة البحثية للدكتورة حنان الهور، ودرجة ممارسة رؤساء الأقسام في كليات التربية لمفهوم إدارة المعرفة وواقع ممارسة أعضاء هيئة التدريس في جامعات الكويت للمهارات الحديثة للدكتورة فاطمة عبد الرضا.
(بترا)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: