يتحدث الدكتور عبدالحميد القضاة رحمه الله في هذه الحلقة عن ماذا سيحصل لو فقد الإنسان حاسة اللمس، وأنّ لكل حاسة من حواس الإنسان عتبات لا يمكن تخطيها. فحاسة اللمس عتبتها كما حسبها العلماء هي احساسك بسقوط شعرة صغيرة على خدك من ارتفاع 1 سم، وحاسة اللمس تتكون من الشعور بالألم والحراره والبرودة، وذلك من نعم الله على الإنسان، فنشعر بالألم لنتعالج قبل أن يستفحل المرض، ونشعر بالبرودة فنستدفىء قبل أن نتجمد ونشعر بالحراره حتى لا نتأذى فلا نحترق.
لكن ماذا يحصل لك لو زادت حساسية اللمس عن حدها الطبيعي؟ سنشعر بالألم حتى من أبسط اللمسات، سنصرخ من الألم عند المصافحة وتقفز مذعوراً ذا سقطت ريشة على رأسك وستصيح بأعلى صوتك إذا صدمك أحد الأشخاص أثناء سيرك.
ماذا لو تساءلنا بالعكس تماما ماذا لو لم تحس بالألم أبدا؟ ستكون الحياة مهددة بالخطر ستحترق أصابعك دون أن تحس مثلا، وتصور لو أنك تعيش في بلاد كلها ثلوج مثل الاسكيمو مثلا وليس لديك أي احساس بالبرودة وتركت ملابسك ولم تتخذ الاحتياطات اللازمة ماذا سيحصل لك؟ ستتجدمد أطرافك وانت لا تعلم لدرجة أن أنفك قد تكسره دون أي احساس وكذلك صيواني الأذن وأصابعك تفقدها واحد تلو الاخر دون نقطه دم، فانظر الى عظمة الخالق كما أن حاسة اللمس نعمة كبرى الا أن محدوديتها نعمة أعظم.
نعيش نحن البشر في العالم فيه هباء لا نراه وبحر متلاطم بالأمواج صوتية لا نسمعها وبحر زاخر بالميكروبات ولا نراها، والذبذات من كل جانب، فماذا لو قدّر لنا أن نسمع ونرى هذه الأشياء كيف ستكون حياتنا هل سنستطيع العيش والاستمرار؟ العلم والعقل والمنطق يقول لا لن نستطيع. فسبحان من حفظ لنا هذا التوازن العظيم ،كما في قوله تعالى “إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ”.
علينا أن نحمد الله على نعمة الحواس وعلى نعمة محدوديتها فلا زيادة مؤذية ولا نفصان قاتل كل شيء مرتب وموزون فسبحان الله العظيم ” ٱلَّذِى لَهُۥ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُۥ شَرِيكٌ فِى ٱلْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَىْءٍۢ فَقَدَّرَهُۥ تَقْدِيرًا”.
