ماذا يخطط الاحتلال للأقصى في ظل “الأعياد اليهودية” وكورونا؟

ماذا يخطط الاحتلال للأقصى في ظل “الأعياد اليهودية” وكورونا؟

البوصلة – لم تتوقف يومًا مطامع الاحتلال الإسرائيلي والجماعات اليهودية المتطرفة في المسجد الأقصى المبارك، الذي يُعد عنوان الاستهداف الأكبر في مدينة القدس المحتلة، في محاولة خطيرة لفرض السيادة الكاملة عليه، وتغيير هويته الإسلامية.

وتستغل سلطات الاحتلال الظروف كافة، بما فيها الأعياد اليهودية وجائحة “كورونا” من أجل تحقيق أجندتها في المسجد الأقصى، وتغيير الوضع التاريخي القائم فيه، في ظل استمرار الصمت العربي الإسلامي، وتهافت بعض الدول العربية نحو التطبيع مع “إسرائيل”.

وتشكل الأعياد اليهودية، التي تبدأ من 19 أيلول/ سبتمبر الجاري بعيد “رأس السنة العبرية”، مرورًا بعيدي “الغفران والعرش” وصولًا إلى عيد “بهجة التوراة”، والتي تنتهي بـ 11 تشرين أول/ أكتوبر المقبل، خطورة كبيرة على الأقصى، لما تشهده من تصاعد للاعتداءات والمخاطر التي يتعرض لها المسجد.

ورغم فرض حكومة الاحتلال إغلاقًا شاملًا على مدينة القدس المحتلة لمدة ثلاثة أسابيع، بسبب تفشي فيروس “كورونا”، إلا أن ما تسمى “جماعات الهيكل” المزعوم تنوي تنفيذ اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى، والنفخ بالبوق (الشوفار) بداخله، وتنفيذ طقوس “السجود” داخل المسجد مع صلوات علنية وتصويرها للعلن.

وفي وقت سابق، قررت دائرة الأوقاف الإسلامية عدم إغلاق المسجد الأقصى، بعدما تبين أن سلطات الاحتلال ستمسح للمستوطنين باقتحامه خلال فترة الإغلاق، داعية كل من يستطيع أن يصل إلى المسجد ضمن الشروط الصحية والقانونية لعمارته.

وفي كل عام، تستبق قوات الاحتلال أعيادها بملاحقة واعتقال رواد الأقصى وموظفيه، وإصدار عشرات قرارات الإبعاد بحقهم لفترات متفاوتة، من أجل إتاحة الأجواء للمستوطنين لتنفيذ اقتحاماتهم وصلواتهم التلمودية دون قيود.

ونصبت شرطة الاحتلال السواتر الحديدية والحواجز العسكرية، ووضعت الأشرطة الحمراء في الشوارع الرئيسة وعلى مداخل البلدات والأحياء المقدسية، كما انتشرت في شوارع البلدة القديمة ومحيطها، وبدت الشوارع والأحياء شبه خالية.

ويتخوف المقدسيون من استغلال الاحتلال فترة الأعياد والإغلاق لفرض واقع جديد على المسجد الأقصى والبلدة القديمة، منبهين إلى حجم المخاطر التي تُهدد المسجد، ومن إعطاء الاحتلال أيّ مجال لفرض أجندته فيه تحت ذريعة “كورونا” أو غيرها.

مسارات خطيرة

ويخطط الاحتلال لتحقيق ثلاثة مسارات خطيرة في المسجد الأقصى، ويستغل أعياده لزيادة أعداد المستوطنين المقتحمين للمسجد. وفق ما يرى نائب مدير عام أوقاف القدس الشيخ ناجح بكيرات

ويوضح بكيرات لوكالة “صفا” أن المسار الأول هو إيجاد قدم في المسجد الأقصى من خلال إلغاء القداسة الإسلامية والهوية العربية للمسجد وجعله مكانًا مقدسًا لليهود.

ويشير إلى أن الاحتلال بدأ بالعمل على تحقيق هذا المسار، من خلال محاصرة الأقصى واستمرار الحفريات أسفله، وتحويل حائط البراق إلى ما يسمى “حائط المبكي”، والسيطرة على مفاتيح باب المغاربة لكي يدخل أكبر عدد من المقتحمين المتطرفين للمسجد مع زيادة ساعات الاقتحامات.

ويؤكد أن هناك محاولات إسرائيلية حثيثة لجعل المكان مقدسًا لدى اليهود، وتنفيذ مخطط التقسيم المكاني للأقصى، لكنه شدد على أن المسجد الأقصى لا يقبل القسمة ولا الشراكة.

ويحاول الاحتلال-وفق بكيرات-ضرب الجذور الأساسية لهذه القداسة، بحيث يستغل أعياده لتكريس هذا المسار.

أما المسار الثاني فيتمثل في سعي الاحتلال تجفيف الوجود البشري في الأقصى من أجل تحقيق وجوده وإحلال صورة بشرية جديدة، من خلال الإبعاد والاعتقال وملاحقة موظفي الأوقاف والحراس، وكذلك نصب الحواجز على بوابات المسجد لمنع التواجد الفلسطيني فيه وفرض قيود مشددة على الدخول إليه.

والمسار الثالث، الذي يعد الأخطر على المسجد الأقصى، بحسب بكيرات، فيتمثل في مساعي الاحتلال لجعل القدس والأقصى عاصمة يهودية لتحقيق مشروع “الدولة اليهودية”، وفرض سيادة بعنوان “القدس عاصمة للاحتلال”، مستفيدًا من التهافت العربي نحو التطبيع.

دعوات للرباط

ويحذر بكيرات من خطورة هذه المسارات على الأقصى، مؤكدًا في الوقت نفسه أن الاحتلال لا يملك أي حق في السيادة على الأقصى، لأنه عنوان الهوية الفلسطينية العربية الإسلامية، وعنوان للقدس العاصمة الأبدية لفلسطين.

ويوضح بكيرات أن ما تسمى “جماعات الهيكل” المزعوم تشكل خطرًا كبيرًا على الأقصى من خلال مساعيها لتنفيذ اقتحامات واسعة للمسجد، ونفخ البوق داخله.

“لذلك يجب علينا أن ندرك أن هذا مسجدنا وأن أبوابه ستبقى مفتوحة أمام المصلين، وعلى كل من يستطيع أن يشد الرحال إليه لإعماره وتكثيف الرباط فيه لصد اقتحامات المتطرفين، ومنع الاحتلال من تنفيذ مخططاته بحق الأقصى، مستغلًا الأعياد والإغلاق بحجة جائحة كورونا”.

وكانت تحذيرات ودعوات شعبية مقدسية أطلقت لمنع إغلاق الأقصى والاستفادة من تجربة الإغلاق السابقة التي فرضت بإرادة الاحتلال على مدى 69 يومًا، وكانت لها تبعات خطيرة على الأقصى.

وأعلن المقدسيون رفضهم تدخل الاحتلال في الأقصى، وتفويت الفرصة عليه ومنعه من الاستفراد فيه.

ويناشد بكيرات الملك عبد الله الثاني بالتدخل العاجل وبشكل مباشر والضغط على الاحتلال، لوقف ممارساته واعتداءاته بحق الأقصى، بما فيها عرقلة تنفيذ المشاريع، والوصاية الأردنية في المسجد.

صفا

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: