ماذا يعني تنفيذ مخططات بن غفير لتهجير وهدم الخان الأحمر في القدس؟

ماذا يعني تنفيذ مخططات بن غفير لتهجير وهدم الخان الأحمر في القدس؟

البوصلة – محمد سعد

تزداد موجة التحذيرات من خطورة تمرير مخططات الاحتلال الإسرائيلي لتهجير قرية الخان الأحمر شرق القدس المحتلة، ويؤكد مراقبون أن ما يجري تصعيد خطير وغير مسبوق، ويؤسس لنكبة جديدة ستعصف بالفلسطينيين وستعزل القدس عمّا تبقى من الضفة.

وينتظر نحو 200 فلسطيني يعيشون في القرية مصيرًا مجهولًا، مع قرب تقديم حكومة الاحتلال الإسرائيلي ردها النهائي بشأن إخلاء القرية البدوية، تمهيدًا لهدمها، وتشريد سكانها.

ومن المتوقع أن تُنفذ حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة قرار هدم القرية البدوية خلال الفترة القريبة المقبلة، بعد أن وافقت المحكمة الإسرائيلية العليا بناءً على طلب من منظمة “ريغافيم” الاستيطانية، التي يرأسها رئيس “حزب الصهيونية الدينية”، وزير المالية يتسلئيل سموتريتش.

وحذر رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي، من تنفيذ عدد من أعضاء كنيست حزب “الليكود” اليميني الإسرائيلي، جولة في قرية الخان الأحمر البدوية شرقي القدس المحتلة، أمس الاثنين، مشيرًا إلى أن الهدف من الزيارة هو ممارسة الضغط على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو للعمل على إخلائها وهدمها.

وتقع الخان الأحمر قرب مستوطنتي “معاليه أدوميم” و”كفار أدوميم”، وتبلغ مساحتها 40 دونمًا، تضم أكثر من 40 عائلة يعيشون في خيام وبيوت من الصفيح، وأخرى في “كرفانات” متنقلة ممولة من الاتحاد الأوروبي.

كما حذر فلسطينيون من أن تنفيذ الهدم يمهد لإقامة مشاريع استيطانية تعزل شرق القدس عن محيطها الفلسطيني، وتقسّم الضفة الغربية إلى قسمين، بما يؤدي إلى تدمير خيار “حل الدولتين”.

وقال الباحث والناشط ضد الاستيطان خالد معالي إن بن غفير ونتنياهو ماضون في تهجير الخان الأحمر، بكل قوة بسبب العوامل الداخلية الضاغطة لديهم.

ونوّه معالي إلى أن خطر تهجير الخان الأحمر يكمن في استكمال حصار القدس وخنقها، وبالتالي نحن أمام واقع استيطاني خطير جدا في ظل الشجب والاستنكار واستخدام نفس الأدوات السابقة لمواجهة الاستيطان.

وعلق الباحث المقدسي فخري أبو ذياب، قائلا، ” بن غفير سيحاول تحقيق إنجازات مثل طرد تجمعات فلسطينية من أماكن تواجدهم مثلما يحدث مع الخان الأحمر”.

أكد الناطق باسم حركة حماس عن مدينة القدس محمد حمادة، أن العدوان على الخان الأحمر مرفوض، وسيدفع الاحتلال ثمنه عاجلًا أم آجلا، محملًا الاحتلال المسئولية الكاملة عما يقوم به من عدوان عليه.

وأضاف أن الاحتلال واهم إن ظن أن الشعب الفلسطيني سيمرر هذا العدوان مرور الكرام، وشعبنا في الخان الأحمر سيستمرون في تشبثهم، ولن يسلم لسياسات الاحتلال.

وقال عيد جهالين رئيس تجمع الخان الأحمر لوكالة “رويترز”، “الهدف تفريغ الأرض وتسليمها للمستوطنين”.

ويشكل الخان الأحمر شريان حياة لكل التجمعات البدوية الواقعة شرقي القدس، وفي حال الاستيلاء على هذه القرية وإزاحتها إلى مكان آخر، فمن السهولة السيطرة على باقي التجمعات.

وتضم القرية البدوية مدرسة واحدة تسمى “مدرسة الإطارات” المقامة على مساحة دونمين ونصف، تخدم 200 طالب وطالبة من عدة تجمعات بدوية أخرى شرقي القدس، بات كابوس الهدم يتهددها بأي لحظة.

وتخطط ما تسمى “الإدارة المدنية” الإسرائيلية إلى ترحيل أهالي الخان الأحمر إلى مكان قريب من مكانها الحالي على أرض خالية على بعد 300 متر.

وفي 29 سبتمبر الماضي، أصدرت محكمة الاحتلال العليا أمرًا مشروطًا يطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير جيشه بالحضور للمحكمة وشرح سبب عدم تحركهما لتنفيذ أوامر الهدم الصادرة منذ عامين بحق قرية الخان الأحمر، وأعطتهما فترة زمنية إضافية لتنفيذ القرار تنتهي في فبراير القادم.

ومن شأن تنفيذ عملية الهدم أن تُمهد الطريق لتنفيذ مشروع فصل الضفة الغربية إلى قسمين، واستكمال فصل مدينة القدس عن الضفة نهائيًا بعد السطو على ما يسمى منطقة “E1”.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: