ماذا يعني فوز حماس “غير المسبوق” في جامعة بيرزيت؟

ماذا يعني فوز حماس “غير المسبوق” في جامعة بيرزيت؟

أسرى من “فتح” يعتدون على مناظر الكتلة الإسلامية بانتخابات جامعة بيرزيت في سجن عوفر

البوصلة – محمد سعد

وصف فوز الكتلة الإسلامية التابعة لحركة المقاومة حماس في جامعة بير زيت بصورة غير مسبوقة، رغم الملاحقات الأمنية والاعتقالات والاستدعاءات، انه إلتفافاً حول خيار المقاومة والحركة وانحسارًا في شعبية السلطة الفلسطينية وحركة فتح.

وتحظى انتخابات جامعة بيرزيت ، باهتمام ومتابعة الشارع الفلسطيني؛ حيث يعتبرها متابعون، إحدى المؤشرات التي تقيس مدى شعبية الفصائل الفلسطينية، وسط تعطل الانتخابات التشريعية والرئاسية في فلسطين.

وعلق الكاتب والمحلل الصحفي ياسر الزعاترة، “الفوز غير المسبوق للكتلة الإسلامية بجامعة “بيرزيت” هو تصويت واضح لصالح برنامج المقاومة”.

وأضاف عبر تغريدة رصدتها “البوصلة” على حسابه في تويتر،”الجامعات هي “باروميتر” المزاج الشعبي”.

وقال الكاتب الإسرائيلي في صحيفة يديعوت اليؤور ليفي: “انتصار ساحق لكتلة حماس الطلابية في جامعة بير زيت – هذه ليست المرة الأولى التي تفوز فيها هناك، لكن الانتصار يشير إلى المزاج السائد في الضفة لصالح حماس في فترة التصعيد الأمني”.

والأسير المحرر سلطان العجلوني علق النتائج ساخرا من التنسيق الامني وقال، “هسا رئيس الشاباك ببهدل بعباس وعباس ببهدل بحسبن الشيخ وحسين الشيخ ببهدل بمسؤول التنظيم وقطاع الشباب والأخير بدوره ببهدل بمسؤول الإقليم الي قاعد ببهدل بقيادات الشبيبة”.

ويأتي هذا الفوز بعد اعتقال المنسق السابق لكتلة “الوفاء الإسلامية” إسماعيل البرغوثي، الذي اختطف من أمام الجامعة بعد تعرضه لإطلاق نار من قوات الاحتلال الخاصة قبل أشهر، بالإضافة إلى اعتقال سبعة طلاب من كوادر الكتلة، بينهم مناظر الكتلة معتصم زلوم، أول أمس الثلاثاء.

هل بعض أسرى فتح منخرطون بالتنستيق الأمني؟

وأكد أسرى حركة حماس في سجون الاحتلال أمس الأربعاء، أن أسرى من حركة فتح في سجن عوفر المقام على أراضي غرب رام الله، اعتدوا على معتصم زلوم.

واعتبرت الهيئة القيادية العليا لأسرى حماس في سجون الاحتلال في بيان لها، أن “اعتداء عناصر من حركة فتح على مناظر الكتلة الإسلامية معتصم زلوم في قسمي 15 و16 بسجن عوفر، فعل مدان ومستنكر ويعبر عن سلوك خارج عن عادات وتقاليد الشعب الفلسطيني المقاوم”.

كما واستنكرت الكتلة الإسلامية ودانت بشدة “الاعتداء الآثم على مناظرها معتصم زلوم، واعتبرته سلوكاً مشيناً خارجاً عن أعراف الشعب الفلسطيني وتقاليد الحركة الفلسطينية الأسيرة”.

وأكدت الكتلة الإسلامية على موقف الهيئة القيادية العليا لأسرى حركة حماس في السجون، والمطالب “شرفاء حركة فتح بإعلان إدانتهم ورفضهم لهذا الاعتداء المرفوض، واتخاذ موقف يرقى لمستوى الحدث الأليم بما يساعد في تخفيف تداعيات الحدث”.كما أكدت الكتلة الإسلامية أن بوصلتها “كانت وستبقى نحو رص الصفوف وتعزيز الوحدة الوطنية وتوحيد الجهود في معركتها ضد الاحتلال حتى تحقيق العودة والحرية”.

مخاوف السلطة تتصاعد من إجراء انتخابات عامة

 قال الباحث في مركز “يبوس” للدراسات الاستراتيجية سليمان بشارات إن الانتخابات الطلابية والنقابية تعطي دلالات واضحة لتوجه الشارع العام، مستبعدا إجراء انتخابات عامة خشية من نتائجها.

ويرى بشارات ” أن الانتخابات الطلابية لا تنفصل عن الواقع السياسي والاجتماعي الفلسطيني، لافتا إلى دخول الحالة الفلسطينية منعطفات سياسية متعددة ومن الطبيعي أن تنعكس على كثير من الجوانب.

وأضاف بشارات عبر تصريحات صحفية إن حضور النهج الرافض للاستسلام والتمسك بنهج وخيار المقاومة، نابع من حالة عدم الاستسلام الذي يفرضه الاحتلال على الأرض.

ويتطرق إلى أن ثقة الناس بنهج المقاومة بات يتعزز بصورة أكثر في الضفة، بعد أحداث الشيخ جراح وأحداث جنين.

ويؤكد الباحث أن معركة سيف القدس لها انعكاس على ما يجري، وهناك حالة تراكمية بدأت تتشكل أكثر فيما يتعلق بالوعي السياسي فلسطينيا، وهذا التراكم في الوعي ليس وليد حدث أو وقت زمني معين، بل تشكل عبر فترات ومحطات متعددة.

ويرى أن إلغاء الانتخابات الشاملة ومقتل المعارض نزار بنات والاضراب الذي خاضته الحركة الطلابية في بيرزيت له انعكاسات ووضع كثير من الحقائق أمام الطلبة.

وبحسب بشارات، فإن التناقض داخل حركة فتح نفسها والانقسامات والتشظيات أوجدت اشكاليات ثقة داخلية جعلت المتعاطفين معها ينفضون عنها.

من جهته علّق مناظر الشبيبة الفتحاوية السابق في جامعة بيرزيت صامد صنوبر على نتائج انتخابات مجلس طلبة الجامعة، قائلا، “لم تخسر فتح في بيرزيت، الحقيقة أن الذي خسر هم الذين اختطفوا فتح وحرفوا بوصلتها، والذي خسر هو نهج التنسيق الأمني المقدس المعاكس لإرادة شعبنا وشرفاء فتح”
وأضاف: “الذي خسر هو نهج الفساد الذي نخر بمؤسسات السلطة وظلم عموم الشعب وشرفاء فتح، والذي خسر هو نهج الذين اغتالوا نزار بنات وصفقوا لاغتياله باسم فتح”.

وتابع صنوبر، “الذي خسر هو قمع الحريات وقمع المتظاهرين وصفق لذلك باسم فتح، والذي خسر هو نهج الإقصاء الذي سيطر على فتح لتقوم بإقصاء شرفائها وأحرارها ومناضليها من مؤسسات السلطة ومواقع الحركة، ومنهم منسق سبيبة بيرزيت الحر اذي فصل من فتح لأنه رفض اغتيال نزار بنات”.

وأوضح أن الذي خسر هو من أفرغ الشبيبة من مضمونها ليجعلها مجموعة من الموظفين بيد أجهزة الأمن، وهو من مارس كل أشكال المحرمات باسم فتح”.

وختم بالقول: “لو كانت فتح كما كانت في ظل أحرارها ولو كان شرفاؤها من يتصدرون المشهد لما خسرت فتح”.

ر.jfif

وحصلت كتلة “الوفاء” الإسلامية، الإطار الطلابي لحركة “حماس” في جامعة بيرزيت، على خمسة آلاف و18 صوتًا، مقابل ثلاثة آلاف و379 صوتًا لصالح كتلة “الشبيبة” الذراع الطلابي لحركة “فتح”.
ونالت كتلة “الوفاء” 28 مقعدًا من أصل 51، فيما نالت كتلة “الشبيبة” (فتح) 18 مقعدا، وحصلت كتلة “القطب الطلابي الديمقراطي” (الجبهة الشعبية)، الذراع الطلابي لـ “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” على خمسة مقاعد.
وأكدت “الوفاء الإسلامية”، عقب فوزها في الانتخابات، أنها لن تشكل مجلس الطلبة “إلّا على أساس مبدأ التمثيل النسبي بالشراكة مع الأطر التي اجتازت نسبة الحسم، وذلك انطلاقا من مبادئنا الراسخة في تحقيق الشراكة والوحدة الوطنية”.
وتعهدت بالحفاظ على مصالح الطلبة، والدفاع عن حقوقهم، والاجتهاد في ميادين العمل النقابي والوطني.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: