ما آخر حاسة تظل تعمل أثناء الاحتضار؟

ما آخر حاسة تظل تعمل أثناء الاحتضار؟

حاسة السمع

خلصت دراسة حديثة إلى العثور على دليل يؤكد أن السمع آخر حاسة تنفصل عن وظيفة الدماغ. ولعل هذا الأمر يعد حقيقة غريبة مثيرة للاهتمام.

وفي تقرير نشرته مجلة “لا مينتي إيس مارافايوسا” الإسبانية، قالت الكاتبة إديث سانتشيز إن الموت يبقى من الألغاز المحيرة التي يسعى البعض لفهمه. ولعل أحد البيانات التي تمكن العلم من إثباتها أن السمع يعتبر آخر حاسة يفقدها الإنسان قبل أن يموت.

ولطالما زُعم أن السمع يظل نشطا بعد البصر وتوقف الحواس الأخرى، وحتى الوعي. ومع ذلك، هناك الآن دراسة علمية لتأكيد ذلك.

وأوردت الكاتبة أن هذا الاكتشاف ليس بسيطا إذا أخذ المرء في الاعتبار أن التحدث إلى أحد أفراد أسرته قبل الموت يمكن أن يكون مريحا جدا للمتحدث والشخص الذي سوف يموت أيضا. لذلك، قد تساعد الكلمات المحبة الأشخاص على قضاء اللحظات الأخيرة من حياتهم بهدوء أكبر.

السمع ولحظة الموت

أجرى باحثون في جامعة كولومبيا البريطانية بحثا عن حاسة السمع عند الوفاة، ونشرت نتائجه في مجلة “سينتفيك ريبورتس” scientific reports، وقد أجريت الدراسة على مرضى في أحد المستشفيات الكندية في مدينة فانكوفر، وكانوا على وشك الموت. وتمت مقارنة بياناتهم مع مجموعة مكونة من أشخاص في حالة صحية جيّدة.

في هذا الإطار، قامت مجموعة الباحثين بقيادة الدكتورة إليزابيث بلوندون بمراقبة المرضى من خلال تخطيط كهربائية الدماغ. وتسمح هذه الآلية بقياس النشاط الكهربائي للدماغ، واكتشاف ما إذا كانت هناك استجابة للمنبهات من البيئة.

وقد قاس الباحثون النشاط الكهربائي لدماغ المختبرين وهم واعون، وبعد أن فقدوا وعيهم أيضا. وتم إسماع هؤلاء المرضى أصواتا شائعة وأصواتا غير عادية، وكرروا التجربة ذاتها مع أشخاص أصحاء. وتوصلت نتيجة التجربة إلى أنه في كلتا الحالتين، كانت هناك استجابة دماغية مماثلة.

نتائج الدراسة

في النهاية، خلص الباحثون إلى أن الناس بإمكانهم السماع حين يدخلون في حالة من فقدان الوعي قبل وقت قصير من وفاتهم. كما أوضحت الدكتورة بلوندون قائلة “بياناتنا تظهر أن الدماغ المحتضر يمكنه الاستجابة للصوت حتى في حالة اللاوعي إلى حدود الساعات الأخيرة من الحياة”. ولعل هذا الأمر يدعم فكرة أن السمع هو آخر حاسة نفقدها.

ومع ذلك، لا يعرف الباحثون ما إذا كانت التقاطات الصوت هذه تنطوي على أي مستوى من الوعي. بمعنى آخر، مازالوا لا يعرفون إلى أي مدى يمكن للناس فهم معنى الأصوات لحظات الاحتضار.

في هذا الصدد، تعتقد الطبيبة رومين غالاغر، التي بحثت حول هذا الموضوع أيضا، أن الإنسان الذي شارف على الموت يتمتع بمستوى معين من الوعي. وقد لاحظت الطبيبة خلال حياتها المهنية ردود فعل إيجابية للغاية لدى أولئك الذين كانوا على وشك الموت، واستمعوا إلى أصوات الأشخاص الذين يحبونهم. ومع ذلك، فإن الدراسة المذكورة لم تتمكن من تأكيد أو استبعاد هذا الاحتمال.

من جهته يرى الدكتور سام بارنيا من جامعة نيويورك أن “الموت عملية وليست لحظة”. لذلك، عندما تتوقف الرئتان عن التنفس ويتوقف القلب عن النبض، يستمر النشاط في الدماغ لمدة 3 دقائق أخرى على الأقل. في هذه الحالة، من غير الواضح أيضا ما إذا كان الشخص على علم بوفاته، لكن بارنيا يعتقد ذلك.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: