ما أجمل سيرتك!!

ما أجمل سيرتك!!

الدكتور عبدالحميد القضاة (رحمه الله)

نشرة فاعتبروا (241)

كلما استنكر أحدهم  شكل زوجته أو وزنها بعد أن أطلق بصره ولَم يغضضه! وكلما نزل أحدنا بفندق أقل مما اعتاد ارتياده ولو بدرجة واحدة فتذمر وتأذى! وكلما عاد أحدنا من إحدى البلاد المتقدمة كان ساخطا  مقارنًا بين ما كان فيه و بين ما نحن عليه!!
أتذكر سيد الخلق صلّ الله عليه وسلم الذى رأى الجنة رأي العين، ثم عاد راضيًا إلى البادية المقفرة، يمشي في شعابها بلا ضجر ولا شكوى، ورأى الملائكة تطوف بالبيت المعمور، ثم تأذى بصره بالمشركين وهم يطوفون حول الكعبة صفيرًا وتصفيقًا.
فلم يكن منه إلّا أن سأل ربه متوسلًا أن يهديهم، وبعد أن رأى الحورالعين لم يتعالى على أزواجه، وبعد أن صلى بالأنبياء في المسجد الأقصى، صل بعامة المسلمين في المدينة المنورة، وقد اندس بينهم المنافقون فلم يشغله ذلك عن صلاته ولم يزده إّلا خشوعًا وثباتًا.
وبعد أن امتطى البراق، عاد ليركب ناقته مترفقا بها غير متململ من بُطئها، وبعد أن شرفه ربه برحلة؛ ما قام بها بشر من قبله ولا من بعده، لم يكن يستنكف أن يتقدم صفوف المجاهدين في الغزوات حتى شجت رأسه الشريفة!
ما كل هذه العظمة يا رسول الله؟ فما أجمل سيرتك! وما أجمل خُلقك! وما أشد تواضعك 
يا رسول الله! لم تورث قصورا رغم مقدرتك، وصدق من قال “وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ”.

نخوة ومروءة ورجولة
خرجت هند بنت أبي أمية وحيدة مع طفلها مهاجرة إلى المدينة لتلحق بزوجها عبد الله، ووصلت خارج حدود الحرم عند التنعيم، يصادفها رجل ٌ من مشركي قريش هوعثمـان بن طلحة، فيراها على جملها وحيدة، خفيفة الزاد، غزيرة الدمعة، بادية اللهفة، فخافت على نفسها وولدها وظنت أنه الطلب جاء وراءها، سألها: إلى أين؟ قالت: أريد زوجي بالمدينة.
هل معكِ أحد؟! قالت: لا والله، إلّا الله ثم ابني هذا، فقال: والله لست عثمانَ بنَ طلحةَ إن لم أبلغك مأمنك عزيزةً حرة كريمة، فلا المروءة ولا همة الرجال ترضى أن تُترك امرأةٌ مثلك وحيدة في هذه الصحراء، وأخذ بخطام البعير فانطلق به دون تردد، ولا تفكير ولا موازنات.
افخر بجهادك وأنت تتغلب على عثراتك
هل تعلم أنّ الحياة ليست إلا رحلة، ولذتها ليست في الوصول وإنما في الطريق؟ استمتع بالطريق وافخر بجهادك وأنت تتغلب على عثراتك وارفع رأسك عاليا، فأنت لن ترضَ بالهزيمة.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: