ما بين “1987-2022” تاريخ سطرته حماس في مقارعة الاحتلال

ما بين “1987-2022” تاريخ سطرته حماس في مقارعة الاحتلال

1987 هذا العام شهد ميلاد فجر جديد لحركة المقاومة الإسلامية ” حماس”، إذ أعلنت الحركة فيه انطلاقتها بمؤسسين حملوا هم الشعب في وسط تعالت فيه اتجاهات وتيارات مختلفة وبعضها ذهب بعيدا عن تراث وعقيدة الشعب الفلسطيني.

وكان ومزال عنوان الحركة منذ بداية انطلاقها، فلسطين كل فلسطين، ومنهجها الإسلام هو الحل، والجهاد بكل مكوناته السبيل، والمساجد هي المحضن والمقر والانطلاقة.

ونجحت حركة حماس، لأول مرة في تاريخها، في تشكيل حكومة فلسطينية إثر فوزها بالانتخابات التشريعية عام 2006، التي حققت فيها نصرا كبيرًا.

وجاء فوز الحركة، مفاجئا للكل بما فيها الفصائل الفلسطينية والدول العربية والأوروبية بالإضافة إلى الاحتلال الإسرائيلي، كون قيادة حركة حماس كانت تسعى دخول الانتخابات لتشكيل معارضة سياسية قوية في المجلس التشريعي، تحمي من خلالها برنامج المقاومة الذي أنهى الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة، وتعزز مكانتها ودورها السياسي في الساحة الفلسطينية وصولا إلى قيادة الشعب الفلسطيني.

قرار المشاركة

واتخاذ حركة حماس قرار المشاركة في الانتخابات التشريعية عام 2006 جاء بعد قراءتها للمتغيرات المحلية والإقليمية والدولية، لا سيما في ضوء عدد من الاعتبارات، منها الشعبية والجماهيرية التي غدت تتمتع بها، حيث لم يكن بالإمكان أن تبقى حركة تحوز هذا الثقل الشعبي بمنأى عن التقدم بخطوات واثقة نحو المشاركة وبفعالية في اتخاذ القرارات المصيرية.

ومن ضمن أسباب المشاركة في الانتخابات الواقع السيئ والمتدهور الخاص بالسلطة الفلسطينية، خاصة في ظل انتفاضة الأقصى، فضلاً عن الخمسة الأعوام الأولى التي تلت قيامها، فقد أصبحت السلطة تمثل في نظر غالبية ساحقة من الفلسطينيين مشروعاً اقتصادياً لهذا المسئول أو ذاك، وجعل من المنطق أن تتقدم القوى الحية في المجتمع الفلسطيني لتسلم زمام المبادرة.

والتغير الذي طرأ على الواقع في الأراضي الفلسطينية، خاصة في قطاع غزة، في ضوء الانسحاب الإسرائيلي 2005، مما كان يعني ضمنياً توقف مسار المقاومة المسلحة مرحلياً على الأقل في القطاع، والالتفات للعمل السياسي والإصلاح الداخلي، وبالتالي شكل قرار المشاركة ضمن اعتبارات أخرى حماية لمشروع المقاومة من مغبة الانقضاض عليه، وتوفير “الشرعية الدستورية له”.

لاقى نجاح حركة حماس في الانتخابات رفضاً إسرائيليا وأمريكياً وأوروبياً، كما رفضت حركة فتح وبقية الفصائل المشاركة في الحكومة التي شكلتها الحركة آنذاك، برئاسة إسماعيل هنية، بدعوى عدم الاتفاق على البرنامج السياسي.

كما شهد قطاع غزة حالة من الفلتان الأمني بعد فوز الحركة من قبل بعض عناصر الأجهزة الأمنية وعناصر حركة فتح، انتهى بالسيطرة عليه عام 2007، بعد تشكيل القوة التنفيذية من قبل وزير الداخلية في ذلك الوقت الشهيد سعيد صيام. هذه السيطرة، أحدثت انقساما وفجوة كبيرة بين حركتي حماس وفتح، مما شكل ذريعة للاحتلال الإسرائيلي في تشديد الخناق والحصار على قطاع غزة في محاولة لإسقاط الحكومة الفلسطينية العاشرة برئاسة إسماعيل هنية.

الحروب والعقبات

في 27 ديسمبر/كانون الأول، لعام 2008، شن الاحتلال الإسرائيلي حرباً على قطاع غزة، أسمتها “الرصاص المصبوب”، فيما أطلقت عليها حركة المقاومة الإسلامية حماس اسم “حرب الفرقان”.

وكانت تلك “الحرب”، هي الأولى التي تشنها “إسرائيل” على قطاع غزة، واستمرت لـ “21” يوما، (انتهت في 18 يناير/كانون ثاني 2008).

واستخدم الاحتلال الإسرائيلي، أسلحة غير تقليدية ضد الفلسطينيين العزل كان أبرزها قنابل الفسفور الأبيض، واليورانيوم المخفف، الذي ظهر على أجساد بعض الشهداء، وفق تقارير صادرة عن خبراء ومراكز حقوقية ومؤسسات أوروبية.

وفي الـ 14 من نوفمبر/تشرين الثاني 2012، شنت “إسرائيل” حرباً ثانية على قطاع غزة، أسمتها “عامود السحاب”، فيما أسمتها حركة حماس “حجارة السجيل”، واستمرت لمدة 8 أيام.

وبدأت الحرب عقب اغتيال “إسرائيل”، نائب أركان المقاومة الشهيد أحمد الجعبري في اليوم نفسه، تنفيذاً لقرار اللجنة الوزارية المصغرة للشؤون الأمنية الإسرائيلية (كابينت)، الذي اتخذته سراً في صبيحة اليوم السابق، على الرغم من التوصل إلى مسودة اتفاق تهدئة مع المقاومة بوساطة مصرية، آنذاك.

وفي السابع من يوليو/تموز 2014، شنت “إسرائيل” حربها الثالثة على قطاع غزة، أسمتها “الجرف الصامد”، فيما أطلقت عليها حركة حماس اسم “العصف المأكول”.

وكانت تلك “الحرب”، هي الثالثة التي تشنها “إسرائيل” على قطاع غزة، واستمرت “51” يوما، (انتهت في 26 أغسطس/آب 2014).

لم يقف الأمر عند هذا الحد، فقد حاول الاحتلال بعد فشله في الحروب الثلاثة السابقة، اتخاذ مسار آخر يفتت التماسك الداخلي الذي بنته حركة حماس منذ توليها الحكم عام 2006، عبر استخدام العملاء في زرع العبوات بالإضافة إلى محاولة اغتيال شخصيات فلسطينية كان أبرزها اغتيال الشهيد مازن فقها عام 2017، بالإضافة إلى محاولة ضرب المنظومة الأمنية والعسكرية لحماس عبر عملية حد السيف في مدينة خان يونس عام 2018.

وكان آخر الحروب على قطاع غزة، معركة سيف القدس عام 2021، والذي أطلقت عليه قوات الاحتلال عملية” السور الواقي” والتي امتدت 11 يوما، ولا تزال حركة حماس متمسكة في الحكم في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي على الرغم من المقاطعات والتحديات.

ويصادف 14ديسمبر من الشهر الجاري، الذكرى السنوية الخامسة والثلاثين لإعلان انطلاقة حركة المقاومة الإسلامية “حماس”.

وأعلن المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية “حماس” حازم قاسم، أنّ الحركة ستُنظّم مهرجانًا جماهيريًّا مركزيًّا في مدينة غزة لإحياء ذكرى الانطلاقة الخامسة والثلاثين.

وقال قاسم، إنّ المهرجان سيشمل كلمة مركزية للحركة للتأكيد على مواقفها المختلفة، بالإضافة لمجموعة من الفقرات الجديدة.

وأوضح أنّ المهرجان سيؤكد على مركزية قضية القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، وخطورة الأوضاع التي يمر بها المسجد الأقصى.

وأشار قاسم إلى أنّ المهرجان سيؤكد دعم وإسناد انتفاضة أهلنا في الضفة الغربية الثائرة، والنضال المشروع لأهلنا في الداخل المحتل، وحقّ شعبنا في الشتات بالعودة إلى أرضه التي هُجّر منها.

شهاب

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: