ما دلالات لقاء رئيس البرلمان الليبي بأردوغان في أنقرة؟

ما دلالات لقاء رئيس البرلمان الليبي بأردوغان في أنقرة؟

البوصلة – بحث رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح اليوم الثلاثاء، مع مسؤولين أتراك يتقدمهم، الرئيس رجب طيب أردوغان، حشد الدعم لحكومة فتحي باشاغا، وسط غموض حول موقف الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، من الزيارة التي يؤديها صالح إلى أنقرة.

وقالت مصادر برلمانية إن ”الزيارة تهدف إلى حشد الدعم التركي لرئيس حكومة الاستقرار الوطني فتحي باشاغا، المدعوم من البرلمان الليبي في مواجهة حكومة الوحدة الوطنية التي يرفض رئيسها عبد الحميد الدبيبة، تسليم السلطة“.

لكن نائب رئيس المجلس الرئاسي عبد الله اللافي، الذي حضر اللقاء، قال في تغريدة على موقع ”تويتر“، إن الاجتماع ”تناول التطورات السياسية، واتفقت وجهات النظر على الحفاظ على وحدة ليبيا، والإسراع في إجراء الانتخابات من خلال التشريعات اللازمة، عبر حكومة واحدة قوية، والتأكيد على استبعاد الحل العسكري“.

وتستمر الزيارة وسط تساؤلات عن موقف الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، منها، رغم أن الأخير وصالح، متحالفان وينسقان المواقف بينهما بشأن مختلف القضايا.

ورفض الجيش التعليق لـ“إرم نيوز“ اليوم الثلاثاء، على الزيارة التي يؤديها صالح إلى تركيا التي تنشر قوات ومرتزقة في ليبيا في حضور يرفضه الجيش بشدة.

خروج ”المرتزقة“ 

وعلق المحلل العسكري المقرب من الجيش الليبي محمد قشوط، بالقول إنه ”كان مؤملا من الزيارة أن تسرع بإخراج أنقرة لمرتزقتها من ليبيا، الأمر الذي  ترفضه أنقرة، رغم الدعوات الداخلية والدولية بهذا الصدد“.

وقال قشوط، في تصريحات خاصة لـ“إرم نيوز“، إن “الجيش لا يوافق على أي تقارب مع تركيا، طالما لم يكن هناك إنهاء لوجود قواتها التي تحتل المنطقة الغربية، لكن بالتأكيد سيكون له فيتو وضغوط لن يترك فيها الأمر لرئيس مجلس النواب حتى يتصرف وحده“، وفق قوله.

وأوضح أن ”المأمول من الزيارة كان أن تناقش وضع جدول زمني لإنهاء الوجود التركي، لكن تبين أن الهدف هو أن توافق تركيا على استلام حكومة باشاغا، السلطة في طرابلس مقابل أن تضغط على الدبيبة للتسليم، وهذا يعد نكسة لعموم الليبيين في أن يتم رهن القرار الوطني ومصيره لرغبة تركيا“، حسب تعبيره.

زيارة ”نضوج“

من جهته، رأى المحلل السياسي الليبي رضوان الفيتوري، أن ”زيارة صالح تُعد نضوجا أكثر منها زيارة تخوين أو بيع دماء شهداء، كما قد يراها البعض“.

وأوضح الفيتوري، أنه أسماها بزيارة نضوج ”لأنه يفترض بساستنا أن يتعاملوا مع الأمر الواقع وليس بعواطف، فالتركي موجود على الأرض الليبية، بجيشه وقواته ومرتزقته السوريين، وأنت كجيش وطني حاولت الدخول للعاصمة وتم منعك من قبل الأتراك وافريكوم والقوات الدولية، وما دامت تركيا موجودة فمن الحكمة أن نتعامل معها لا أن نستسلم لها“، على حد وصفه.

وحول نتائج الزيارة، توقع الفيتوري أن تحدث عدة انفراجات على الصعيد السياسي، مشيرا إلى أنه ”من المعروف أن رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها الدبيبة، ومفتي ليبيا المعزول الصادق الغرياني يأتمران بأوامر أردوغان، وعندما يتوصل صالح، إلى نقاط تفاهم مع أردوغان، سيسهل كف يد هؤلاء عن الليبيين.. وبالتالي أتوقع أن المشهد في الغرب الليبي سيتغير تماما بعد الزيارة“.

وعبر  المحلل السياسي الليبي عن تصوره بوجود تنسيق بين حفتر وصالح، قبل الزيارة، فقد أعلن صالح، أكثر من مرة أنه مع حفتر، قلبا وقالبا، ولكن، ورغم ذلك.. كانت هناك أخطاء قاتلة من عقيلة، في الماضي ضد الجيش، لكن ما جرى خلال الشهور الثلاثة الماضية دعنا نسميه تصحيح مسار لصالح، فكل تحركاته تتم نتيجة تفاهم وتنسيق مسبق مع حفتر“، وفق تقديره.

حكومة ثالثة

بدوره اعتبر الباحث في الشأن السياسي والدستوري الليبي محمد محفوظ، أن ”لقاء عقيلة صالح وأردوغان يمكن قراءته سياسيا من جانبين، الجانب الأول مصلحة تركيا في هذا اللقاء، كونها تريد أن يكون لها نفوذ في شرق ليبيا، وأن تحسن العلاقات مع شخصيات سياسية من برقة، وصالح، رجل مناسب لها، باعتبار أنه من برقة، لكن جذور حفتر، من غرب ليبيا، لذا لا يعتبر شخصا مناسبا للدخول في تحالفات من وجهة نظر تركية“.

وأضاف محفوظ في تصريح لـ“إرم نيوز“، ”تركيا تريد أن تكون لديها علاقة وطيدة مع مجلس النواب، ولربما تكون هناك مصادقة على الاتفاقية البحرية التي وقعتها مع حكومة الوفاق السابقة في تشرين الثاني/نوفمبر 2019، وهو ما سيزيد من تدعيم وصلابة هذه الاتفاقية، لكن هذا الأمر سيصطدم بموقف مصري رافض، ومعروف أن هناك تأثيرات مصرية على مواقف وسياسات عقيلة صالح“.

وتابع: ”أما ماذا بريد صالح تحقيقه من اللقاء؟ فهو أنه يريد أن يقنع الأتراك بحكومة باشاغا، وهو أمر صعب وبعيد المنال، ولكن هناك أمر ينبغي الإشارة له، وهو أن مصر غير راضية عن تقارب حفتر والدبيبة، والصفقة التي عقدت بينهما، وربما هناك توجه مصري داعم لأن تكون هناك حكومة ثالثة، وصالح هو من يمثل وجهة النظر هذه في هذه الحوارات، ووجود اللافي، ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، في تركيا يؤكد هذه الفرضية، وبالتالي ربما يكون من مصلحة صالح، التوافق على حكومة ثالثة ومحاولة أن يكون له عودة لتحريك المشهد السياسي، لأنه كما يعلم الجميع كانت هناك في الفترة الماضية بعد حدوث التوافق بين حفتر والدبيبة، إشارة لتحجيم دور صالح، في المجال السياسي، ومسألة حرق البرلمان لها دلالات واسعة خاصة أن قواته من كانت تحرسه“، وفق قوله.

وأشار إلى أن ”اللافي، كان لديه توجه لترؤس الحكومة الثالثة، لكني أعتقد أنه جاء إلى تركيا لترشيح شخصية سياسية أخرى هي أيمن سيف النصر“.

وختم محفوظ بالقول: ”أعتقد أن المفاوضات على تسليم حكومة ثالثة أمر يحمل طابعا جديا حاليا، وهو متروك لدعم الدول المعنية بالشأن الليبي، ولكن بتقديري أنه لن يكون هناك دعم لحكومة ثالثة خصوصا بعد التقارب بين حفتر والدبيبة“.

وجاءت زيارة عقلية صالح واللافي لتركيا، في وقت تستمر فيه أزمة الحكومتين بين باشاغا والدبيبة، الذي يرفض تسليم السلطة بشكل سلمي.

ونأت تركيا بشكل كبير بنفسها عن الصراع الحاصل بين الطرفين، لكن مصادر مطلعة قالت لـ“إرم نيوز“ إن تركيا مازالت متمسكة بالدبيبة دون أن توضح ما إذا كانت هذه الزيارة قد تنجح في ترجيح كفة باشاغا، الذي يحتفظ بعلاقات طيبة مع أنقرة.

وكان رئيس البرلمان الليبي قد استبق هذه الزيارة بدعوة الحكومة الجديدة إلى ممارسة مهامها على كافة الأراضي الليبية دون أن يوضح سبل ذلك في ظل رفض الدبيبة تسليم السلطة.

إرم

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: