ما سر الإقبال على منتجات “آيفون” رغم ارتفاع أسعارها؟

ما سر الإقبال على منتجات “آيفون” رغم ارتفاع أسعارها؟

مع احتدام المنافسة بين نظام ”iOS“ من شركة أبل ونظام آندرويد، يستمر إقبال المتسوقين على منتجات أبل وأجهزة آيفون بشكل خاص على الرغم من ارتفاع أسعارها.

ويبدو أن نسبة مرتفعة من المستخدمين يميلون إلى عنصر الأمان في منتجات آيفون، في حين يفضل آخرون التحكم بهواتفهم بفضل نظام آندرويد مفتوح المصدر.

الأمان والخصوصية

وفي استبيان حديث، أطلقته شركة ”بيوند آيدنتيتي“ الأمريكية، وشمل 1000 مستخدم أمريكي للهواتف الذكية؛ نصفهم من مستخدمي ”آندرويد“، تبين أن 49% من مستخدمي آندرويد يفكرون في الانتقال إلى استخدام أجهزة أبل بفضل ما تقدمه من أمان ومراعاة للخصوصية.

وأشار مستخدمو ”آيفون13“ إلى أن جهازهم هو الأكثر أمانًا بالمقارنة مع ما استخدموه من هواتف سابقة، وأظهروا ثقة أكبر في أمان هواتفهم مقارنة بمستخدمي أجهزة سامسونغ ”غالاكسي إس 22 ألترا“ مثلاً.

وأظهر الاستبيان، أن مستخدمي آندرويد يعانون من الاختراقات الأمنية أكثر من مستخدمي أجهزة آيفون؛ وفقا لموقع ”بي جي آر“.

وفي حديث خاص لـ“إرم نيوز“ قال المهندس ليث الحوري، مدير مشروع تطوير الذكاء الاصطناعي في إدارة أمن المعلومات في هيئة طرق ومواصلات دبي، إن ”أبرز أسباب إقبال المتسوقين على آيفون يتعلق بسمعة جيدة بنتها الشركة على مدى أعوام، بأنها شركة تراعي أمن مستخدميها وتحمي خصوصياتهم من انتهاكات المخترقين وحتى من قبل موظفيها“.

وأضاف ”تولي أبل اهتمامًا كبيرًا بأمان بيانات المستخدمين؛ ورأينا في أحد تحديثات نظام iOS إضافة ميزة التنبيه في حال تشغيل الكاميرات أو أجهزة تسجيل الصوت في الجهاز دون علم المستخدم“.

من جانبه، أكد المبتكر الأردني عمر ناجي، المتخصص بتطبيقات الأجهزة الذكية والبرمجيات، أن ”هواتف آيفون تشكل مزيجًا متكاملًا من جودة الأداء والحفاظ على أمن البيانات وتوفير خدمات الدعم المستمرة، مثل: الدعم الفني والتقني للمستخدم“.

وأضاف ”قد يختلف ترتيب هذه الأولويات من شخص إلى آخر، وقد يضع مستخدمون يمارسون عملهم من خلال الهاتف النقال ميزة الأمان في المقدمة، في حين يفضل آخرون عدم تغيير أجهزتهم باستمرار فيضعون الجودة في المقام الأول“.

وأكد ناجي في حديث خاص لـ“إرم نيوز“ وجود شبه إجماع على أن هواتف آيفون تبعث في المستخدم شعورًا بالثقة والطمأنينة، بامتلاكه هاتفًا يتقدم في مضمار المنافسة في مجال تقنيات الهواتف النقالة، في عصر تمثل فيه التقنية مفتاحًا رئيسًا لجذب المستخدمين“.

وأوضح ناجي ”يمتاز آيفون بمنظومة أمن معلومات محكمة، تراهن عليها شركة أبل؛ ما يدفعها إلى تخصيص مكافآت لمن يستطيع إيجاد أي ثغرة أمنية في منظومتها المعلوماتية، ويؤدي كثير من المستخدمين نشاطات ذات معلومات حساسة من خلال أجهزتهم، بفضل خيارات أمان وحماية عديدة، تتيح لهم بناء نظام حماية رصين يحافظ على السرية“.

ما يفضله الشباب

وعن أسباب تفضيل فئة الشباب واليافعين لمنتجات آيفون، قال المهندس ليث الحوري، إن ”تفضيل صغار السن لأجهزة أبل عمومًا، قد يندرج ضمن محاولة إبراز الشخصية فقط، بأنهم يمتلكون جهازًا يتبع علامة قوية في السوق، فضلا عن فئة من الشباب لديهم خلفيه جيدة عن ميزات وخصائص أجهزة أبل“.

واعتبر عمر ناجي أيضًا، أن النظرة الاجتماعية المنتشرة، تمثل سببًا في إقبال فئة الشباب على منتجات آيفون.

وقال ناجي، إن ”اقتناء هاتف آيفون بات مرتبطًا من وجهة نظر المجتمع بالطبقة المخملية المترفة؛ ما يشكل عنصر جذب لشباب يسعون إلى الظهور بمظهر راق ومترف“.

وأضاف ”بالطبع، لا ينطبق ذلك على الجميع، فمزايا آيفون المتعددة والمتطورة قد تغني هذه الفئة عن حمل أجهزة اللابتوب على سبيل المثال، خلال العمل أو الدراسة الجامعية، فضلًا عن مشاهدة الأفلام والمسلسلات بجودة عالية تضاهي باقي أدوات العرض المختلفة“.

سهولة الاستخدام

ويركز المستهلكون عمومًا على سهولة استخدام أجهزتهم؛ ما يجعل تفضيلاتهم متفاوتة بين شركة وأخرى.

ورأى الحوري أن ”المقارنة بين نظام أندرويد ونظام iOS هي مقارنة بين نظامين يتمتع كل منهما بخصائص مختلفة، فأندرويد نظام مفتوح المصدر يتيح مساحة للمطورين للإبداع والابتكار، على الرغم مما يحمله من مخاطر متعلقة بالخصوصية والأمان“.

وتابع ”بدأ مطورو النظام في الأعوام الأخيرة يأخذون موضوع حماية خصوصية المستخدم من الاختراق بعين الاعتبار“.

من جانبه، قال ناجي إن ”أجهزة آندرويد تتميز عن آيفون ببساطتها وسهولة استخدامها، فسرعة تطور برمجيات وتقنيات آيفون تعمل بدورها على زيادة مزايا الهاتف والخيارات المتاحة للمستخدم؛ ما يعني زيادة مستوى التعقيد خلال الاستخدام، لكن مع الوقت تتلاشى الصعوبة“.

الكاميرا

وتتضارب الآراء حول جودة الكاميرا وميزاتها، عند المقارنة بين النظامين؛ ويأتي هاتف سامسونغ ”غالاكسي إس 22 ألترا“ على رأس القائمة بكاميرا ذات دقة 108 ميغابيكسل ذات زاوية تصوير عريضة، وكاميرا 12 ميغابيكسل عريضة جدًّا بزاوية 120 درجة، بالإضافة إلى كاميرتي 10 ميغابيكسل.

ويحوز هاتف شاومي ”ريدمي نوت 11 برو“ أيضًا على أعلى دقة كاميرا متوفرة بدقة 108 ميغابيكسل.

أما هواتف ”آيفون 14“ الحديثة، فتبلغ دقة كاميرتها الأساسية 48 ميغابيكسل، بالإضافة إلى 3 كاميرات بدقة 12 ميغابيكسل، إحداها بزاوية عريضة جدًّا، فضلًا عن ميزات عديدة متعلقة بالتصوير في الضوء الخافت.

وبالنسبة لكاميرات ”السيلفي“ الأمامية، فإن وسائل التواصل الاجتماعي حولتها إلى ميزة أساسية في الهواتف، وأصبحت دقتها تقارب الكاميرات الخلفية بنحو 30 ميغابيكسل.

وتأتي هواتف ”آيفون“ بكاميرا أمامية من طراز ”ترو ديبث“ ذات دقة 12 ميغابيكسل، ومجهزة باستشعار للأشعة تحت الحمراء، لتمييز الأوجه بدقة مرتفعة؛ وفقًا لموقع زيد دي نت.

وأشار الحوري إلى أن ”أجهزة أندرويد تتمتع بكاميرات ومعدات متقدمة تتفوق على مثيلاتها في أجهزة آيفون، من حيث مساحات التخزين العالية والكاميرات الرائدة في هذا المجال.

وبالمقابل؛ قال ناجي، إن ”آيفون نجح في الجمع بين جودة الأداء وكاميرا احترافية تضاهي جودة الكاميرات المتخصصة الاحترافية، فضلًا عن جودة الألوان الأقرب للطبيعية“.

الأزمة الاقتصادية وتفضيلات المستهلكين

ومع ازدياد التضخم عالميًّا والأزمة الاقتصادية الأخيرة، يبرز تساؤل عن تفضيلات المستهلكين، وهل أثر ذلك في الإقبال على اقتناء أجهزة آيفون مرتفعة الثمن؟

وفي هذا الإطار قال الحوري، إن ”التضخم والأزمات الاقتصادية، مشكلات تنظر إليها الشركات بشكل جدي قبل طرح منتجاتها في الأسواق، وكان ذلك واضحًا وصريحًا عندما أطلقت أبل جهاز iphone se الذي استهدف فئات لا تستطيع شراء النسخ الأعلى سعرًا“.

بدوره قال ناجي، إن ”الإقبال على منتجات آيفون ظل في أوجه حتى من قبل الطبقة المتوسطة، وذلك -كما أسلفت- مرتبط بالنظرة الاجتماعية، وما يعطيه آيفون من إطلالة رسمية تمنحهم شعورًا بالثقة، فضلًا عما توفره من بدائل متعددة تغنيهم عن استخدام باقي الأجهزة النقالة على اختلاف أحجامها“.

ويستمر التنافس بين النظامين وتختلف تفضيلات المستهلكين بناء على عوامل عدة، ويبدو أن الأنظمة التقنية للأجهزة النقالة بنوعيها، تضع خدمة المستهلكين ضمن أبرز أولوياتها؛ ما يجعلنا نقف أمام منافسة محتدمة، ستفرز مستقبلًا قفزات تقنية غير مسبوقة، وفق تقديرات الخبراء والمختصين.

وكالات

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: