ما وراء الحملة الإعلامية ضد المقاومة الفلسطينية؟

ما وراء الحملة الإعلامية ضد المقاومة الفلسطينية؟

فتح الهجوم الإعلامي الذي شنته قناة العربية المملوكة سعودياً والتي تبث من استديوهاتها في دبي، تجاه المقاومة الفلسطينية عموماً وكتائب القسام خصوصاً الباب أمام تساؤلات عديدة عن أسباب وأهداف هذه الحملة.

وقبل يومين نشرت القناة معلومات تحدثت فيها عن اعتقال مقاومين في الجناح العسكري لحركة حماس متهمين بالتخابر مع الاحتلال الإسرائيلي، قبل أن تنفي وزارة الداخلية بغزة هذه المعلومات وتؤكد عدم صحتها موجهة الاتهامات للقناة السعودية بنشر الأكاذيب.

ورأى مراقبون في الشأن الإعلامي والسياسي أن هذه الحملة موجهة وتحمل أهدافاً عدة، أبرزها زعزعة صورة المقاومة لدى العرب على وجه العموم والخليجيين تحديداً، إلى جانب أنها تأتي في سياق حالة التوتر القائمة بين حركة حماس والنظام السعودي.

وأكد هؤلاء أن اكتشاف اختراقات داخل المقاومة الفلسطينية أمر لا يضرها بقدر ما يسجل لها ويحسب لها أن الاحتلال يحاول اختراقها أمنياً وعسكرياً، إلى جانب قدرتها على سد هذه الثغرات ومعالجتها لمنع الاحتلال من تحقيق أي إنجازات مستقبلاً في جولات التصعيد والحروب.

وقال الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي إنه من الواضح أن هذه الحملة موجهة ضد المقاومة الفلسطينية من قبل قناة العربية المعروفة بسياستها وخطها التحريري المنحاز ضد الشعب الفلسطيني ومقاومته، بالإضافة لعدم وجود أي حدث فلسطيني يستدعى هذا الهجوم.

وأضاف عرابي لـ “شبكة قدس”: “بات معروفاً أن القناة المملوكة سعودياً مناوئة للمقاومة الفلسطينية وتنحاز لرواية الاحتلال الإسرائيلي كما حصل في جولات التصعيد والحروب الثلاثة التي شنتها إسرائيل ضد قطاع غزة خلال السنوات الماضية”.

وبين أن ما نشرته القناة على فرض صحته فهو يفيد المقاومة أكثر مما يضرها ويعكس أن الاحتلال يحسب لها حساباً ولا يتعامل معها على أنها مقاومة استعراضية، معتبراً أن ما جرى ما هو إلا محاولة لتشويه صورة المقاومة لدى الشارع الخليجي لتبرير تطبيع العلاقات معها.

وأشار الكاتب عرابي إلى أن ما جرى قد يكون مرتبط بحالة التوتر الحاصلة بين العهد السعودي الحالي وبين حركة حماس من جهة أخرى، سيما في ظل اعتقال عشرات الفلسطينيين المقيمين في المملكة داخل السجون السعودية.

وأكد على وجود حملة مضادة ضد الحملة التي تقودها قناة العربية والإعلام الموازي لها بهدف عدم السماح بزعزعة صورة المقاومة، مستدركا: “هناك ثقة كبيرة تحظى بها المقاومة الفلسطينية على الصعيد المحلي خصوصاً بعد النجاحات الكبيرة التي حققتها منذ حرب غزة الأخيرة عام 2014 وحتى اللحظة”.

وربط عرابي بين الحملة الإعلامية التي قادتها قناة العربية السعودية وبين الهجوم الذي تعرضت له مواقع تتبع للمقاومة الفلسطينية كان من أبرزها الموقع الإلكتروني لكتائب القسام، مشيراً إلى أن هذه الحملات من الممكن أن تكون منسقة.

في السياق ذاته، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي شرحبيل الغريب أن ما قامت به قناة العربية يعكس وجود توجه لتشويه مقاومة الشعب الفلسطيني ومحاولة الإضرار بها على المستويين العربي والإسلامي، مشدداً على أن ما جرى لا علاقة له بالإعلام المهني.

وأكد الغريب في حديث خاص لـ “شبكة قدس” على أن نشر مثل هذه الأنباء والتقارير يعكس وجود رغبة لزعزعة الجبهة الداخلية وحالة الثقة بالمقاومة الفلسطينية من قبل الجماهير، منوهاً إلى أن ما نشر محاولة للتغطية على الفشل الاستخباري والأمني للاحتلال.

وتابع قائلاً: “من غير المستبعد أن يكن ما نشر مرتبط بحالة التراجع في العلاقة بين العهد السعودي الحالي والنظام القائم هناك والمقاومة وحركة حماس من جانب آخر”، مستطرداً: ” من الواضح أن هناك حملة موجهة على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي مروراً بالإعلام الفضائي”.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: