مبادرة نحو قمة إنقاذ شرق أوسط عربي إسلامي متضامن في مواجهة الشرق الأوسط الصهيوني .
تأتي فكرة هذه المبادرة إلى تزايد التحديات السياسية والإقتصادية والأمنية التي تعيشها المنطقة ، و يتداخل فيها المحلي بالخارجي ، السياسي والإقتصادي والأمني بصورة جدلية متشعبة ، بحيث لا يمكن مقاربة اي منها بمعزل عن الأخرى ..
لكن الجانب الخطر في كل ذلك، هو أن الحلقات الإقليمية و الدولية الأكثر قوة و حضورًا ، هي الاقدر على الإستمرار في عصر قانون الغاب ، و البقاء للأقوى ،الذي لا مكان فيه للمنفردين أو الملتحقين مجانا كالدول التابعة لهذا المحور أو ذاك .
إن عالم اليوم و الغد عالم لا مكان فيه للضعفاء دولا وشعوبا وثقافات و أجيالا وفق صناعة القطيع ، وصار معروفا ان تشتت المشهد العربي و دوله و أطرافه في حروب عبثية طائفية وقبلية ومحاور ( السمك الكبير ) يعني الخروج من مسار التاريخ … كما أن المزيد من هذه الحروب وهذه الاحتقانات و التمحور هنا وهناك وهدر الطاقات و الدم والموارد هي البيئة الخصبة لإنتاج خرائط جديدة على حساب العرب بكل تياراتهم و خدمة للتوسع الصهيوني المنفلت من كل المواثيق و المعاهدات ، وهو ما يجعل العرب عموما و الأردن وفلسطين خصوصا أمام إحتمالين لا ثالث لهما .
أولا .. أن يكون ملحقا تابعا للمركز الصهيوني عبر صفقة القرن و أمثالها من مشاريع الشرق الأوسط الصهيوني ، بما فيها من سكك حديد وبنى تحتية تحول الشرق العربي إلى مجال حيوي صهيوني ..
ثانيا .. إن يكون جزءًا حيويًا و فعالًا وكريمًا من مشهد عربي موحد ، قادراً على إقامة علاقات حسن جوار و تعاون و تكامل مع محيطه الإقليمي ( تركيا و إيران ) و الفضاء العالمي .
إنطلاقًا من ذلك و من عجز إي طرف عربي بمفرده عن مواجهة التحديات السياسية الخارجية وتحديات الإرهاب و العقد الداخلية و الإقليمية و توفير الحد الأدنى من حياة كريمة للأمن الأقتصادي والإجتماعي والسياسي والإجابة على أسئلة ومطالب الأجيال . جاءت هذه المبادرة مني كنائب بإعلان أردني مقترح يدعو إلى وقف كل الحروب و الصراعات العبثية بين الأطراف العربية نفسها، و ما يتبعها من هدر للدماء والطاقات والموارد والأرواح ، وذلك من خلال :
أ – إعادة الإعتبار للقضية الفلسطينية كقضية مركزية للأمة بما يعيد الإعتبار أيضا للأردن في قلب هذا المشهد ، ويعزز مناعته في مواجهة الخطر الصهيوني .
ب – الدعوة إلى قمة تضامن عربي لا تستثني أحدًا ويقتصر جدول أعمالها على إحياء هذا التضامن .
ج – إعادة الإعتبار للجامعة العربية كمؤسسة لرص الصفوف ولم الشمل ، لا كغطاء لهذا المحور أو ذاك ، وهو ما يتطلب وضع حد لإختطاف الجامعة وتوظيفها بعكس الغايات التي تأسست من أجلها ، ويترتب على ذلك إحياء الإتفاقيات و الهيئآت التي شكلتها الجامعة في زمنها الذهبي بدلًا من إستبدالها لمحاور وأشكال بديلة تمزيقية .
إن مناخات مثل هذه ، تشكل رافعة لعلاقات عربية على قدر المساواة ، مع كل القوى الإقليمية و الدولية ، و خاصة القوى التي يستخدمها المشروع الصهيوني وسياسته التوسعية العدوانية ، فالتضامن هو الكفيل بتقديم أجوبة حقيقية لمواجهة الأزمات والأخطار و التحديات الراهنة ومن المؤكد ان إختيار الأردن كحامل لهذه المبادرة ليس من فراغ ….
فقد كان الأردن ، من أبرز الدول المبادرة ، أو كان موضوعا لها ، بالنظر الى موقعه الهام و الحساس على صعيد القضية الفلسطينية ، و بالنظر الى إستهدافه اليوم أكثر من أي وقت مضى .. كساحة من ساحات التصفية النهائية لهذه القضية .
و لا يغيب عن البال أن القمة العربية الأولى عقدت للنظر في تحويل مجرى نهر الأردن وليس بعيدا عن ذلك ما يجري اليوم من إعلان العدو الصهيوني لضم غور الأردن و أراض الضفة الغربية ، وطي قضايا الحل النهائي على حساب الفلسطينيين والأردنيين معا ، كما يشكل الأردن بسبب وسطيته و إعتداله و حذره إزاء المحاور المختلفة ( حالة نموذجية ) لهذه المبادرة ، التي تشكل مشروع إنقاذ وطني على مستوى الأمة و الأقليم ، وليس فقط على مستوى كل دولة على حدا .
التاريخ / 21 / 7 حزيران / 2020
النائب منصور سيف الدين مراد
عضو مجلس النواب الأردني الثامن عشر
هاتف …. 0796665575